طفلة عمرها 13عاماً تستبدل نوم المطبخ والسطح بسرير العناية المركزة في عرعر


طفلة عمرها 13عاماً تستبدل نوم المطبخ والسطح بسرير العناية المركزة في عرعر



شبكة عرعرالاخبارية( وكالات):
طفلة في عمر الزهور ماتت أمها وعمرها سبع سنوات ثم بدأت معاناتها من الجوع والفقر ومرورا بالسير حافية القدمين في رمضاء الشمال المحرقة والجهل حيث كان عمر دراستها أسبوعا واحدا لكنها تعرف موقع كل شبر في مطبخ منزل والدها الذي أصبح بلاطه فراشا وثيرا لجسدها الطفولي الرقيق الذي تقاسمه المطبخ وسطح المنزل وانتهى بها المطاف وعمرها 13عاما على سرير أبيض في عناية مستشفى عرعر المركزي بعد أن دخلته متشنجة فاقدة للوعي.
هذه مأساة طفلة عرعر كما يرويها خالها الذي تحتفظ "الرياض" باسمه كاملا والقصة كما يقول: توفيت أمها وعمرها سبع سنوات فبدأت معاناتها حيث لاحظت في أول زيارة بعد شهرين تقريبا أن ملابسها رثة ويظهر عدم الاهتمام بنظافتها وانتظرت فترة أملا في تحسن الأحوال إلا أنني سمعت الجيران يتحدثون عن وضعها السيئ كلما شاهدوها وهي تخرج من بيت والدها وحالتها رثة واختلافها عن أترابها كبير حتى وصفها بعضهم بأنها قادمة من قعر الصحراء ولم تسكن المدينة قط.

ويضيف خالها: رغبة منا في استطلاع حالها وبحثا عن حلول هادئة قمنا بزيارة والدها وعمرها حينذاك ثماني سنوات فطردنا من المنزل، ولا نعلم سبب الطرد، وانقطعنا عن مواصلتها بعد ذلك إلى أن سمعنا أنها دخلت المدرسة ، ووقتها ذهبت إلى المدرسة وأعطيت زوجتي مبلغا من المال لإيصاله إلى ابنة أختي لتنفقه على نفسها لعلمي بما وصلت إليه حالها، وقد فوجئنا أن إحدى المدرسات تذكر أن الطفلة فصلت بعد أسبوع من دخولها المدرسة التي لا تبعد إلا أمتارا عن منزل والدها ، واستمر الحال بعد ذلك من سيئ إلى أسوأ فقدمت معروضا إلى محكمة عرعر ضد والدها لسوء معاملته لها وعدم الاهتمام بمستقبلها ودراستها كزميلاتها ولكنني لم أكمل إجراءات المعاملة لتدخل بعض الأقارب فتركت الأمر إلى أن شاهدتها وعمرها 10سنوات وهي تسير برفقة بعض قريباتها في سوق وسط مدينة عرعر متجهة إلى حي الفيصلية وكانت ملابسها رثة وقدماها حافيتين، فاتجهت إلى منزل والدها ووجدته يقف على الباب فذكرته بالله ثم بابنته التي هي فلذة كبده ولكن دون جدوى !!

ويضيف: عند تكرار محاولتنا لرؤيتها تكرر طردنا من المنزل فتركناها وقلوبنا تتقطع حسرة إلى أن سمعنا قبل أسبوعين أنها ترقد في العناية المركزة وأنها فاقدة للوعي ثم بعد خمسة أيام خرجت من العناية المركزة إلى قسم الباطنية ولوحظ أن على جسدها أثر كي ولا ندري ما سببه، وقد قمنا بالشكوى إلى أكثر من جهة وطلبنا الولاية خاصة بعد أن لاحظنا أن استيعابها أصبح بطيئا ووضعها لا يسر صديقا ولا عدوا ، وقد ذكرت لنا أنها تضرب وتجبر على النوم في المطبخ والسطح!!

ويضيف خالها: نحن نعيش في هذا المجتمع تحت ظل قيادة كريمة وفرت لنا سبل الراحة واهتمت بالتعليم فهيأت له الوصول إلى أطراف الهجر، فكيف بحال طفلة يتيمة الأم حرمت من أن تفرق بين الألف والياء والمدرسة لا تبعد عن منزل والدها إلا أمتارا، ولكنها خبيرة بشؤون المطبخ وكأن عمرها خمسون عاما!!

لم تنته بعد مأساة هذه الصغيرة كما رواها خالها الذي ظهرت عليه معالم الحزن والأسى فابنة أخته البائسة اليتيمة التي عاشت بين جدران الخوف تثير الشفقة فقد حكم عليها أن تكون صورة إنسان لا إنسان فهي بلا طموح ولا أحلام، وقد يكون المستشفى أرحم من المنزل الذي ستخرج إليه!!

المصادر الأمنية والطبية فضلت إرجاء الإجابة على الأسئلة إلى أن تتضح معالم القضية أكثر!!


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com