"أزواج متندمون" يدفعون ثمن الاختيار حتى نهاية العمر!


"أزواج متندمون" يدفعون ثمن الاختيار حتى نهاية العمر!



إخبارية عرعر"متابعات":
يتمنى كثير من الأزواج قبل الزواج حياة زوجية سعيدة بعد الدخول إلى القفص الذهبي، ولكن لظروف مختلفة يتحول ذلك القفص إلى سجن يسعى كثيرون للتحرر والخروج منه، والندم حتى على التفكير به بسبب المشاكل ما بعد الزواج وعدم التفاهم، إضافة إلى الأحلام والوعود في أيام الخطوبة التي طارت بعيدا مع الرياح، وكذلك الاعتقاد بأن الزواج مجرد سفر وتسوق، ناسين أنه مشروع قائم على المودة ومبني على تقاسم المسؤوليات متمنين عودة الزمن لاختيار أزواج آخرين.

أيام الخطوبة حلوة..ولكن!

تقول شيرين (متزوجة وأم لطفلة واحدة) تزوجت شقيق صديقتي وأنا في المرحلة الجامعية، فكان قبل الزواج يدللني ويبذل الغالي لإرضائي ويسمعني أجمل كلمات الحب، ولكن بعد الزواج بفترة بدأ يتغير ويتلفظ علي بعبارات الشتم والسب ويغضب بدون أسباب معروفة معلقا ذلك على ضغوطات العمل، ويكون سروره وضحكه لأهله وأصحابه، إضافة إلى أنه يحاسبني على كل شي في حين يرفض نقاشي معه ويتهرب بالخروج أو بالنوم، وأصبح إهماله لمنزله ولواجباته الزوجية مدمرا للعلاقة فيما بيننا، فقد تركت دراستي وأنا في السنة الثالثة بعد حملي بطفلتي معتقدة بأنني سأكملها بعد الإنجاب وذلك بمساعدته كما أنه وعدني بالكثير في فترة الخطوبة التي كانت أسعد أيام عمري ولكن لم يفي بذلك رغم الصعوبات والمشاكل التي وقعت بين عائلتي وعائلته حتى فقدت الأمل، وكثيرا ما ندمت على استعجالي بإتخاذ قرار الزواج واختياري الذي لم يبن على أسس وقواعد صحيحة، فإنني أغبط صديقاتي اللاتي لم يتزوجن بعد وأنصحهن ويعتقد أبو رؤى (موظف) أن الخطأ الذي يقع فيه الكثير والذي بسببه تهدمت أسر كثيرة وجعل من الزواج جحيماً هو التصرف الخاطئ والتمثيل والمجاملات من الزوجين للآخر أيام الخطوبة واتضاح العكس بعد الزواج، فالتعامل بطبيعة من دون مجاملة أو خجل يعزز من نجاح العلاقة الزوجية، وعن تجربته ذكر أنه صدم كثيرا بزوجته بعد الزواج لأنها اختلفت عما كانت عليه أيام الخطوبة، مما أوجد في داخله إحساسا وشعورا سيئا تجاهها.

الصندوق الأسود.

ويقول الأستاذ المساعد في قسم التربية وعلم النفس بكلية المعلمين في عرعر الدكتور نائل الأخرس أن الكثير من الشباب والشابات يقدمون على الزواج مدفوعين بآمال عريضة وتوقعات عن الطرف الآخر في كثير من الأحيان مبالغ فيها فبعد انقضاء شهر العسل وتفتر مشاعر الحب بين العروسين، وبعد مرور السنوات الأولى من الزواج تبدأ العلاقة تتدهور ويبدأ الطرفان يبحثان عن أسباب هذا الفتور، والمشاعر القوية خلال فترة شهر العسل تصنع غشاوة على عيني الزوجين وتحجب رؤية الأمور على حقيقتها وإدراك نواحي القصور في كل منهما، وهذا هو السر الحقيقي وراء السعادة الزوجية في مراحل حياتهما الأولى بأيام شهر العسل، غير أن تغيير مشاعر الزوجين وطريقة استجابتهما لعواطفهما إنما ترجع إلى اعتدال المشاعر والعواطف المتدفقة بين الزوجين بعد فترة الزواج. وأضاف أنه غالباً ما تعود أسباب فتور العلاقة بين الزوجين لعوامل منها عدم الاختيار الموفق للطرفين في انتقاء شريك حياته إذ غالبا ما تظهر الخلافات وتشتد حدتها يوما بعد يوم ويترتب عن ذلك الإحساس بالندم والإحباط مع الاضطرار إلى معاشرة الآخر لوجود الأولاد وغالبا ما تنتهي العلاقة بالفشل، إضافة للشعور بالملل الذي يقود للشعور بالفتور، حيث يميل كل منهما للهروب من القفص الذهبي الذي يُرى عندها أنه سجن إلى الأصدقاء أو الأهل وتكثر الشكوى وحتى الندم على الزواج .

وأشار إلى أن الأزواج يختلفون في التعبير عن سخطهم من الحياة الزوجية فالبعض يلجأ إلى الانفصال، أو الزواج للمرة الثانية، أوالشكوى المستمرة، أو الهروب من المنزل وعدم تحمل المسؤولية، والبعض منهم يلجأ لما يسمى "العنب الحلو" أي أنه يقول أن الحياة الزوجية جميلة ورائعة وهو في حقيقة الأمر يعيش حياة تعيسة، والأخطر من ذلك أن يصبح كل من الزوجين يتمنى ألا يرى الآخر أو حتى يتمنى له الشر، ولا شك أن العامل الهام في استمرار الحياة الزوجية وعدم تحولها إلى سجن هو التوافق الفكري بين الزوجين أي أن يكون بمستوى متقارب.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com