رجال الهلال الاحمر بين مطرقة الحوادث وسندان الإعلام !


رجال الهلال الاحمر بين مطرقة الحوادث وسندان الإعلام !



رجال الهلال الاحمر بين مطرقة الحوادث وسندان الإعلام !

كثيرة هي المواقف المؤلمة التي يتعرض لها رجال الهلال الاحمر ، ولعلني في هذا السياق أذكر بعضا منها ، عبدالله وطارق مسعفين اتجها لمباشرة يومهما الاول في أحد المراكز الخارجية وهما لايعلمان بأن أولى الحالات الاسعافية التي تحتاج للهلال الاحمر هي حالاتهما حيث لقوا مصرعهم في حادث انقلاب – رحمهما الله – ومازاد هذه الفاجعة ألما وأصبح كذر الملح على الجرح هو محاولة زملائهما اسعافهما وسط لحظات لاتنسى (وداع – احتضار – بكاء ) ولكن لله ما أعطى ولله ما أخذ .

الكل منا يتألم عندما يتعرض قريب له لحادث ، فما هو حال أحد زملاءنا الافاضل والذي توجه الى حادث يعتقده حادثا عابرا كالحوادث التي يباشرها هو وزملائه باستمرار فتفاجئ بأن من تعرض لهذا الحادث هو ( ابنه ) رحمه الله .

اضافة الى تلك القصص التي يشاهدها المسعفين والألم يعتصر قلوبهم على أرض الواقع والتي تمس ارواح الكثير من الناس ومنها حوادث الاطفال التي عادة ما تصبح ثقلاً على ذاكرة المسعف !

فهذه المواقف وان خفيت عن البعض فهي محفورة في مخيلة الكثير من المسعفين وكما يقال ( تأكل وتشرب معهم ) بل وتنام !!

فالوضع النفسي لبعض افراد هذه الفئة قد يكون في اسوء واقسى درجاته حتى أنه يؤثر على حياتهم الاجتماعية بسبب مايرونه من مآسي .

وفي الوقت الذي نذكر به هذه المعاناة فإننا نجد وللأسف من بعض المحسوبين على الاعلام من لايشعر بمدى تضرر هؤلاء الابطال من بعض ماينشر دون الحرص على انتقاء الانتقاد الهادف او الاهتمام في تقصي الحقيقة او تحمل ولو جزء بسيط من المسؤولية الاجتماعية ، وبشفافية أكثر بأن الكثير من الاخوه الاعلاميين لايعلم بمدى الاضرار التي يخلفها جراء نشره لمعلومة مغلوطة عن رجال الهلال الاحمر وذلك على العمل الاسعافي وعلى المجتمع ، ولا يختلف اثنان على إن المسعفين موظفون يخطئون ويصيبون وجل من لايخطئ بل إن الجميع بمن فيهم المسعفين أنفسهم على قناعة تامه بأن خطأ المسعف بعشرة أخطاء الموظف في التعليم او الامانة او غيرهم بل إن ذلك قد يكون فادحا لايقبل التحيز او المجاملة الا أن نتاج ماينشر عنهم يختلف تمامآ عن ماينشر عن غيرهم لان ذلك بالإضافة الى أنه اساءة لهذا الجهاز الانساني النبيل فإنه يولد انطباعات سلبيه لدى المتلقي الذي قد يساهم في مساعدة المسعفين في تثبيت او نقل المصابين وبل على العكس تماما فإنه قد يوجه هذا المتلقي بعض العبارات الغير لائقة للفريق الاسعافي بسبب الخلفية المتعلقة بذهنه عنهم بسبب الإعلام وهذا مايحدث !!

وبالرغم من ذلك فإن ثقتنا في اخواننا الاعلاميين تزداد يوما بعد يوم ، وكل ما يريده منهم رجال الهلال الاحمر هو تقديرهم واحترامهم ، فتشجيع وتحفيز المسعفين لدى الغرب وصل الى مراحل متقدمة فالمسعف لديهم له مكانه خاصة تكريما له لقاء مايقوم به من اعمال انسانية نبيلة ، السنا كمسلمين اولى بذلك !

فهذا المقال ليس دفاعا عن زملائي المسعفين الذين يشرفني أن أرفع لكل شخصا منهم القبعة احتراما لأدائهم لعملهم الإنساني ، انما لتسليط ضوء بسيط من حياة المسعف اليومية .

دمتم سالمين ..

[COLOR=#0548D5]مساعد غالي العنزي[/COLOR]

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com