ثقافتنا الالكترونية بين الشفافية والتعتيم


ثقافتنا الالكترونية بين الشفافية والتعتيم



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][COLOR=#050500][JUSTIFY]

يقال ( حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ) إلا ان هذه المقوله لاتطبق أن كنت لاتلتزم بمعايير ومبادئ شخصية وتود تحقيق أهدافك التي تريد عبر بعض المواقع والصحف الالكترونية ناسيا او متناسيا المصلحة العامة ولان جميع الطرق تؤدي الى ذلك ( وبدون ساهر ) … اذاً أنطلق!

فكل ماعليك هو التسجيل في أحد تلك المواقع باسم او اسمين أو عشرة أسماء مستعارة ، دون أدنى مسؤولية عليك !

ومن هذا المنطلق ألا يجدر بنا قبل أن نطالب بحرية التعبير عن الرأي أن نطالب بالحماية الشخصية اولاً والارتقاء بأطروحاتنا بعيدا عن أي مصالح فرد او مجموعة ثانياً ؟

وهل فعلاً أصبحنا مجمتعاً لا مجال له أن يدير أمور حياته اليومية إلا بقوة النظام ؟

من التناقضات الغريبه أن يأتي من يطالب بالشفافية والوضوح وهو لايملك الحد الادنى من مقومات ذلك وهو اسمه الصريح ! بل ويتنكر باسم مستعار هرباً من المسؤولية كسبب رئيسي .

اضافة الى أن بعض الصحف تطمح للديمقراطيه حيث تنشئ في مواقعها الالكترونية استفتاء عن موضوع ما وتطلب من القراء التصويت مع او ضد او غير ذلك من الخيارات المطروحة ، في الوقت الذي يستطيع الشخص الواحد الدخول بسقف مفتوح من الاسماء الوهمية والتصويت حسب رغبته فأصبحنا هنا ( نكذب ونصدق كذبتنا ) إن صح التعبير .

فلا أحد ينكر أهمية الانترنت في حياتنا اليومية الا أن سلبيات هذه السياسات لها ابعاد كبيرة على مستوى الفرد والمجتمع ، دينيا ووطنيا واجتماعيا .

فعلى المستوى الفردي فإن الجميع يلاحظ مدى تدني المستوى الثقافي لدى البعض وعدم الحرص على انتقاء العبارات التي تستحق النشر او المحافظة على القواعد النحوية والإملائية على أقل تقدير ، هذا بالطبع اذا تم حجب بعض عبارات القذف والسب والشتم .

اما على صعيد المجتمع فحدث ولاحرج فأصبحنا شعوب وطوائف وكلاً منا يتصادم مع الاخر لافتقادنا الى لغة الحوار الهادف البناء الذي يساهم في تنمية افكارنا وبلادنا .

هناك تجربة ناجحة خضناها في المنتديات الرسمية لهيئة الهلال الاحمر السعودي قبل ثلاثة سنوات وهي التحول من الأسماء المستعارة الى الأسماء الحقيقية مع ترك جانب بسيط من المرونه في الأسماء المستعارة حيث يمكن ذلك مع تدوين البيانات الحقيقية لدى إدارة المنتدى للرجوع اليها عند تلقي شكوى بصفة رسمية او ما شابه ذلك .

وكانت من نتائج النجاح لهذه الفكرة هو تنمية الإحساس بالمسوؤلية لدى الأعضاء ، ارتفاع المستوى الثقافي في الطرح ، القضاء على المهاترات بشكل نهائي ، النقد بموضوعية .

واللوم هنا على جهتين لا ثالث لهما الاولى وزارة الثقافة والإعلام التي ترخص للصحف دون ضوابط في هذا المجال ، حتى إن هذه المواقع الالكترونية أصبحت كالمطاعم التي ليس عليها رقابة فكثيرا ماتجد لديها حالات تسمم .

واللوم الثاني على من يعتمد بعض المشاركات من إدارات بعض المواقع الالكترونية ونشرها حتى وإن كانت عديمة الفائدة .

فماذا لو أصبح إلزاميا على من يريد إضافة تعليق على الأخبار او المقالات التي تنشر الكترونيا بالإفصاح عن اسمه وبياناته الحقيقة وتأسيس قاعدة بيانات لدى كل صحيفة الالكترونية مصرحة من وزارة الثقافة والإعلام سنجد الجميع يطرح مايريد بكل موضوعية لإحساسه بتحمل المسؤولية فيما يكتب ، عندها نستطيع القول بأننا على الطريق الصحيح .

تذكروا دائما قوله تعالى

{إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق:17/18]

ودمتم سالمين …

مساعد غالي العنزي
[/JUSTIFY][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com