[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][COLOR=#000000][JUSTIFY]

( الجار قبل الدار ) مقوله لم يعد يستمتع بها الكثير من المواطنين الذين لا ينعمون بنعمة حسن الجوار ، لان الجار الصالح جزء من سعادة صاحب المسكن .
وعندما تعتاد على أن يكون جارك من اوائل الناس الذين يقولون لك وأنت ذاهب للعمل ( صباح الخير … يا جار )
وتشارك جيرانك افراحهم من اعراس واحتفالات وولائم ، وتقف الى جانبهم اوقات المصاعب والعزاء لأنك نسيج من مجتمعهم المألوف ، اضافة الى المشاهد الجميلة من العادات والتقاليد التي اعتاد عليها المجتمع السعودي من كرم الضيافة وتوافد الاقارب والزوار الى منازل بعضهم البعض .

وتتغير هذه الصور بصور أخرى بعيدة كل البعد عن المعاني الاجتماعية الطبيعية الى عامل ينقل معداته دخولا وخروجا الى بيته المجاور ومنظر السيارات المتهالكة تكاد تغلق مسار الشارع ، مع احترامنا لهؤلاء العمال فمنهم الاخ المسلم بالتأكيد .
فعندها ستتأكد تماما بأن الاوضاع بحاجة الى اعادة نظر , قد تصل الى الهجرة !

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بالنسبة لمدينة عرعر فأنه بمجرد القيام بزيارة لما هو خلف قاعة الاندلس للاحتفالات سترى مدى حجم هذه المشكلة ، فتجمع عمال ثلاثة مؤسسات وعددهم أكثر من 600 عامل في مكان واحد يفتقد أبسط مقومات السكن الملائم للحياة الكريمة للإنسان , اذ أنه بين ركام الخردوات ودون ادنى مستوى من الامان والسلامة فهذا المنظر غير حضاري ولا يرتقي لما تقوم به الدوله من دعم ضخم للمشاريع الكبيرة من خلال الامانات .

فمن الواضح للجميع بأن الطرفين غير مرتاح من هذا الواقع المرير لا المواطن ولا حتى العامل نفسه !

ولذلك ما أجمل أن نرى حي للعمال يراعى من خلاله حقوقهم ويحفظ لهم كرامتهم وننعم نحن بقيمنا وعاداتنا وتربية ابناءنا في بيئة مناسبة .

فنقترح على امانة المنطقة التكرم بالقيام بدراسة لإنشاء مخطط سكني متوسط وتسليمه الى أحد المستثمرين لبناء وحدات سكنية وجامع ومواقف للسيارات الصغيرة والكبيرة وسوبر ماركت ولهذا المستثمر الحق في الحصول على ايجار يتناسب مع دخل هؤلاء العمالة .

فلهذا المقترح اهداف اجتماعية وأمنية عديدة ولعل اهمها هو تأمين السكن الملائم لهذه الفئة ومنعهم من السكن بين العائلات , بالإضافة الى امكانية الحد من هروب العماله المتخلفة , اذ تستطيع الجهات الامنية من خلال هذا الحي السيطرة على العماله و رصد المخالفين منهم ومتابعتهم أمنيا .

يقول الشاعر :

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي.. … ..حتى يواري جارتي مأواها

وكان لسان حال البعض يقول وهل هناك جاره حتى اغض الطرف عن مشاهدتها ! لان كل ما سا أشاهده اما ( عامل ينقل معداته او سيارة متهالكة )

تذكروا دائما هذا الحديث الشريف

عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) متفق عليه

دمتم سالمين ,,,

مساعد غالي العنزي

[/JUSTIFY][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]