أساء الهولندي مرة ونحن أسأنا مئة مرة


أساء الهولندي مرة ونحن أسأنا مئة مرة



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/25863.html

جميل هو ذلك التفاعل من الكثيرين على أي اساءة توجه لديننا او نبينا او مقدساتنا والأجمل أن غيرة المسلمين على دينهم وعلى شعائرهم وعلى مقدساتهم يرتفع بها صوت كل مسلم وبفضل الله كان لعلماء هذه البلاد دور بارز ومواقف لاتقبل القسمه على اثنين عندما يتعلق الامر بالدين ، وهنا كنت أتمنى أن تمتد هذه الغيرة لتطال تصرفاتنا في منبع الرسالة الاسلامية ومهبط الوحي لنراجع أنفسنا ونراجع يومياتنا.

واذا كان هناك مبرر نسوقه دائما أن تصرفاتنا تمثلنا لا تمثل الاسلام فهذه من وجهة نظرنا أما الاخرون يرون الاسلام من خلالنا فنصف سكان الكرة الأرضية اليوم يرون الاسلام من خلالنا لا من خلال تعاليمه الصحيحة ينظرون للاسلام بأفعالنا لا بأفعال عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز واذا أدركنا أننا نمثل الاسلام اليوم ونمثل تعاليمه نعلم أننا نسئ للاسلام أكثر من أي هولندي او دينماركي فأنظمتنا البالية والمترهلة والتي استوطن فيها الفساد الاداري والمالي هذه اساءة للاسلام احترافيتنا في تجاوز الأنظمة والقوانين وخرقها والأكثر افتخارنا في ذلك تحت مصطلح( دبرت حالي ) هذه اساءة للاسلام.

تدني انتاجيتنا اثناء ساعات العمل الرسمي والتي تشير الدراسات أننا في مؤخرة الدول انتاجا هذه اساءة للاسلام كسلنا وخمولنا والذي أصبح مضرب مثل حتى أننا جلبنا أكثر من تسعة ملايين عامل وما يزيد عن مليون عاملة منزلية لخدمتنا رغم وجود الاف الشباب بدون عمل هذا الكسل اساءة للاسلام تعليمنا العام وما ينشر بين وقت وأخر من سلوكيات لابناءنا والتي أصبحت حديث الجميع ومهاما قيل تبقى هذه الافعال نتاج تربيتنا وتعليمنا هذه اساءة للاسلام تعليمنا العالي ومخرجاته والتي كشفتها اختبارات الكفايات والقياس وتدني المستويات لدي الخريجين هذه اساءة للاسلام.

مشروعاتنا وطرق تنفيذها والتي بين متعثر وبين متردي حتى تجد بلا مبالغة بين المقاول الاول والمنفذ ستة او سبع مقاولين ولك ان تتخيل التنفيذ هذا اساءة للاسلام
التخطيط للمدن من زيادة في السكان وتقديم الخدمات حتى وجدنا أنفسنا أمام كم هائل من المشكلات أزمة طرق – أزمة سكن – أزمة خدمات – هذا اساءة للاسلام
نقاشات وحوارات قادة الفكر والثقافة التي ما تلبث أن تتحول الى شتم وسب وشخصنة بعيدا عن الموضوعية وكل هذا أمام العالم هذا اساءة للاسلام عدمةالتزام الكثيرين في العمل ووقت العمل حتى وصل الى بعض القضاة والذين أوكل اليهم اعطاء صاحب الحق حقة نجد منهم من يأتي الى عملة العاشرة او بعددها فسلبنا بذلك حقوق المراجعين وأصحاب الحاجات واذا كان هذا حال من يقضي بالحق فما بالك بمن هم دون ذلك في السؤولية هذا اساءة للاسلام الفتاوي الشرعية وأحكام الدين والسير بها خلف التيارات السياسية والامزجة والاهواء والاجتهادات غير الموفقة هذا اساءة للاسلام مناسباتنا الاجتماعية من فرح وحزن ومايصاحبها من اهدار وكفر بالنعمة والتباهي وكل هذا على حساب مقدراتنا وزيادة للاستيراد وأصبح استهلاكنا يعادل استهلاك دول عدد سكانها ثلاث أو أربعة اضعاف عددنا هذا اساءة للاسلام عندما يتعالى المسؤول ويغلق بابه ويضع بينه وبين الناس حجاب ويصبح يعيش في عالمه وفي محيطة ويبعد عن همومةالناس ومشكلاتهم هذا اساءة للاسلام واذا كان العالم ينظر لنا بلاد الاسلام ونحن أهل الاسلام وعندما يذكر أمامه الاسلام يريد معرفة احوال المسلمين وأول بلد يتوجه اليها ليعرف من خلالنا أحوال المسلمين ندرك بذلك كم اساءة للاسلام نقدمها
فيبدو أن من قال ( الحمد لله أني عرفت الإسلام قبل أنة أرى المسلمين ) محقا تماما.

حمد عايد العقيلي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com