أكشن يادوري !!!!!


أكشن يادوري !!!!!


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2618726.html

لعبة الكرة من أجمل إختراعات العالم للبشرية التي اسعدت بها وليس كما يصورها مقدمي كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) بأنها من إختراع بني صهيون وإحدى أهم بنود السيطرة على الشعوب بعد النساء ليشغلوهم عن قضاياهم المصيرية وضرب المسلمين خاصة كي يتسنى لهم حكم الشعوب ونهب ثرواتهم ،وكأن نهبها لم يكن من السهولة بحيث لايكلف كل هذه الخطط ،فإذا كانت الكورة من إختراع بني صهيون ليستعمروا الشعوب ،فياترى فماذا إخترع الاخرون ليحكموا الشعوب الأخرى ؟

بالتأكيد لم يكن سوى اللعب بالرؤوس المقطوعة والأحشاء المبقورة والتلذذ برؤية الدماء وهي تسيل كالأنهار والتبشير بالذبح ، وإحراق الأرض ومن عليها،وشحن نساء العالمين ليلقوا بهن عند أرجل الخليفة الداعشي المعتوه ، عذرا ياهذه الكرة كم تمر على المرء لحظة ندم كندامة (الكسعي ) على العمر الضائع الذي مضى ولم يتابع من خلاله مهرجاناتك بما يكفي ولم يجلس أمام مشائخ معلقيك ليتعلم أسماء نجومك كما يحفظ أسماء الدجالين، وسحرة الفراعنة الجدد،و زعماء الضلال ،وقادة الحروب ،وصناع الدم ،حينها يقف المرء ليتأمل كم أضاع من عمر في قراءة المذاهب وتصفح كتب التاريخ الأسود ،والعيش بين ركام الموت، وسكاكين الذبح ،وصيحات مفخخي الأجساد ،مما يجعل المرء يحاول أن يستدرك ماتبقى له من عمر ليستمتع بهذه التجربة الإنسانية لكرة القدم وقد يرى فيها حلالمشاكل البشر عندما يتم تطبيق تجربة كرة القدم للإستفادة منها بحلحلة معضلة الحاكمية لدى الشعوب الإسلامية لعلها تكون هي الحل الأمثل لمعاناتهم وتشظيهم وتمزقهم بين هذا الطرف أوذاك مما يعد سببا رئيسيا لذهاب الريح ،وهلاك الأوطان ،وإحالتها إلى أوطان منكوبة وفاشلة ،كماهو الحال في العراق وسوريا واليمن وليبيا ، لهذا تقول النكتة السياسية أن شعب العراق مثلا لايمكن أن يتفق إلا على شيئين (غزو الكويت وتشجيع المنتخب العراقي) ولم ولن يجتمع بعدها منذ أن مرت بنخلة ودجلته وفراته نسائم الفتنة وخرجت من ترابه الأفاعي المعممة وغير المعممة ،نافثة سمومها في الأرجاء إلى أن يهيئ الله أسباب بعثه مجددا فيدخل الكردي والشيعي واليزيدي والصابئي والسني في مدرسة الوطن ويغتسل بألفه وبائه ويقوم بحلق لحى الطوائف وعمائمها جميعا ويلقي بها في أقرب مصب ليأخذها شط العرب بعيدامع ماتبقى من مخلفات الفرس والروم.

فكرة القدم هي الفكرة التي تملك كلمة السحر لجمع الشعوب على مشهد واحد من خلال المنتخبات الوطنية الجامعة بعدما مزقتهم الولاءات وسكاكين المذاهب ،وجعلت ولاءاتهم مصروفة بالحب لزعماء الطوائف والوطن هو الهامش الذي لايؤمن به سوى البؤساء والحالمين من الشعراء ،لهذا يجب على المذاهب المتصارعة التي تدعي أن كل منها يمثل طوق النجاة أن تستفيد من تجربة الرياضة ويكون لديها روح رياضية فتقدم نفسها للشعوب من خلال تنظيم دوري لها للتنافس على الشعب الذي سيكون بمثابة الكأس ،فالذي يفوز في أرض الملعب هو الذي يستلم رأس الشعب ويحتفظ به لفترة تمتد الى أربع سنوات وتشكل على هذا الأساس فرق رياضية مع إحتفاظ كل فرقة بخصوصيتها لكي ترتدي مايناسبها من الملابس التي تخوض بها المباريات ،فلوكان لدى أمة من الأمم (60) فرقة أو يزيد يقام لها دوري يتم من خلاله تجميع الفرق المتجانسة على شكل (مجموعات) وتجرى عملية تصفية بين هذه المكونات الفرعية المتشابهة حتى نحصل على فريقين متضادين يتصارعان على النهائي بحيث يكون كلا الفريقين في حالة إستنفار وتجييش لجماهيرهما والحشد لهما في الملعب من أجل الفوز بكرسي الشعب ،مع ضرورة أن تأتي جماهير كل فرقة إلى أرض الملعب فقط بالفصفص والماء والاعلام الملونة وكذلك لابأس بتطعيم المدرجات بحضور الجنس اللطيف من المتعصبات لهذه الفرق اللاتي لايتورعن عن تجشم العناء وعبور السواتر وتسلق الجدران لدعم فرقهن بما تجود به أنفسهن مع ضرورة منع إصطحاب السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والدريلات أو أي من الأدوات الجارحة التي يخشى أن تستخدم ضد الجماهير أو إستهداف الطواقم الفنية للفرق ،ولابأس في إصطحاب مكبرات الصوت بحيث يستطيع جمهور كل فرقة من التعبير عن شعوره ومآزرة فرقته بالأهازيج أو الإبتهالات التي تشعل حماسهم نحو تحقيق الفوز ،وتكون هذه الاهازيج فقط في حدود الملعب وعندما تنتهي المباراة بين الفريقين لايسمح بخروجها في الشارع لأن الشارع هو ملك كل الفرق فلو رفع كل فريق شعاره أو سمح لزبده أن يتطاير على المنبر بالدعاء بالويل والثبور على الفرق الاخرى ،أوسمح بكتابة عباراته التي تؤيده وتنتقص الطرف الآخر قد يصبح الأمر خارج السيطرة ويصبح الشارع هو المدرجات وهذا مالا يجب أن يكون في هذا الدوري المميز والذي يجب أن يمارس به أقصى درجات ضبط النفس ولكي يضمن عدم التراخي مع الجماهير الذي قد يأتي بعضها مشحون من الخارج لابأس بالإستعانة بقوة حفظ سلام مهمتها البطش بالغوغاء وإجبارهم على التزام السكينة إلى أن يتم إختتام بطولة الدوري وإعلان الفائز الذي سيكون تتويجه أمام الجماهير إذ لامجال للتدليس والتزوير كما يحدث بالإنتخابات فالاقدام هي التي يجب أن يكون لها الحكم ،ويجب أن يعاد لهاإعتبارها بعدما اختطف قرارها (العقل )الذي انحرف بالأمة الى الجنون وماتأتي به الأقدام سيسلم به الجميع الى حين ،وقد لايخلوا الأمر من منغصات تحكيمية كتهمة رشوة للحكم أو المحاباة ولكن التحلي بالروح الرياضية وإحترام القرارات كفيل بتذليل هذه العقبة وتجاوزها ،فيتسنى للفريق الفائز حشد كل طاقاته وتوجيهها نحو قدرته على الإحتفاط بالكأس الذي سيمتع به ناظريه لموعد لم يخلفه ويكون له كامل الحرية بتطبيق نظرياته ومعارفه ،فإن نجح في قيادة الجمهور -خلال الفترة التي تمارس بها نظريتها- نحو العدالة الإجتماعية والأمن وتحسين مستوى المعيشة وعدم إقصاء جماهير الخصم المهزوم وتشعر بالرضى الأطراف الأخرى .وعندما يتقاعس عن وعوده ويفشل في تأمين الوحدة للجمهور أو يجعل رابطة جماهيرة تتكلم بإسم الشارع ،وتعدي على روابط الاندية الأخرى ، أو يجنح هذا الفريق نحو الطغيان والإستبداد أو الفساد ، حينها يحق لمجلس حكماء الفرق الذي يملك سلطة فض الإشتباك أن يوقفه ويلغي نتيجة فوزه ويدعو إلى إستئناف الدوري مجددا.

وهكذا تستمر حياة الفرق في إطار التنافس الشريف على حكم الشعوب المغلوبة والتي قد تخرج بأقل الخسائر في هذا التنافس من أجل أن تحضى بالحد الأدنى من السلامة وتنجوا من الإبادة الجماعية ويتاح لزعماء هذه الفرق إقتسام الثروة والسلطة بالتناوب.

وستنعم الشعوب بالسبات والنبات وتخلف الصبيان والبنات ليلتحقوا بركب المدرجات كمتفرجين لاضحايا جدد في الصراع الأبدي.

عمري الرحيل


2 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com