نظام جديد لـ “الاختبارات الوطنية” لضبط جودة وكفاية التعليم


نظام جديد لـ “الاختبارات الوطنية” لضبط جودة وكفاية التعليم



تحقيقات - إخبارية عرعر:

أكَّد د. صالح الشمراني- نائب محافظ هيئة تقويم التعليم- أنَّ الهيئة تؤسس لنظام مميز للاختبارات الوطنية يوفر بيانات ومعلومات دقيقة وشاملة عن مستوى جودة التعليم، ويضمن متابعة تحسّن الطلاب خلال السنوات الدراسية، مُضيفاً أنَّه سيكون هناك -لأول مرّة- نظام مؤسسي للاختبارات الوطنية في المملكة، وهي إحدى أهم الوسائل الرئيسة في قياس وتقويم جودة التعليم وكفايته.

وأشار إلى أنَّ الهيئة تعمل على تأسيس الاختبارات الوطنية بالشراكة مع مركز أسترالي متخصص في الاختبارات له خبرة طويلة عالمياً، وهو المجلس الأسترالي للبحوث التعليمية «Australian Council for Educational Research»، حيث سيتم إدارتها بالكامل من خلال خبرات وطنية متميزة ومؤهلة خلال سنتين -بإذن الله-، إذ تعمل الهيئة على ذلك، لكون بناء نظام الاختبارات الوطنية وتطبيقها إحدى المهام الرئيسة لها.

وقال في حوار أجرته «الرياض» معه، لاستعراض أبعاد الاختبارات التي تمّت يومي (15) و(16) من شهر رجب الحالي: أجرت هيئة تقويم التعليم أول اختبارات وطنية في (650) مدرسة بمختلف مناطق ومحافظات المملكة، وشارك في الاختبارات التي خصصت لمادتي العلوم والرياضيات نحو (30) ألف طالب وطالبة من الصفين الثالث والسادس الابتدائي، وقام أكثر من (1300) ممثل من الهيئة بتطبيق الاختبارات حسب المعايير التي وضعتها الهيئة لضمان الثبات في التطبيق، إلى جانب الحفاظ على سرية الاختبارات ومعلومات الطلاب المشاركين، وفيما يلي نص الحوار:

ممارسات تعليمية

* ما الهدف من هذه الاختبارات الوطنية؟

– إنَّ هذه الاختبارات التي تقيس مستوى التحصيل العلمي لأبنائنا لا تؤثر سلباً على أيّ من الطلاب أو المعلمين أو المدارس المشاركة، ويصاحب تطبيق الاختبارات الوطنية تطبيق أدوات للتعرّف على الممارسات التعليمية والعوامل غير الأكاديمية التي تؤثر على التحصيل الأكاديمي للطلاب وجمع معلومات شاملة يشارك فيها الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، وسيتم التعامل مع المعلومات والنتائج الفردية لها بسرية تامة.

مؤشرات نوعية

* ما الفرق بين هذه الاختبارات والاختبارات التحصيلية التي تُجريها الوزارة واختبارات “قياس”؟

– هناك فرق كبير بين الاختبارات الوطنية التي تنفذها الهيئة والاختبارات التحصيلية التي تطبقها وزارة التعليم والاختبارات التي يُجريها مركز “قياس”، فالاختبارات لدى الهيئة تُعدُّ نموذجا للاختبارات الوطنية العلمية والاقتصادية، وهدفها توفير معلومات وبيانات إحصائية ومؤشرات نوعية دقيقة لصاحب القرار في وزارة التعليم، وذلك من أجل تطوير وتحسين جودة التعليم، ومعرفة العوامل الخارجية المؤثرة في تحصيل طلابنا وسلوكهم، كما يستفيد منها المعلم على مستوى الفصل الدراسي في تطوير خططه التدريسية، وكيفية التركيز على جوانب الضعف لدى الطلاب.

كما يستفيد من هذه الاختبارات الوطنية المجتمع، وذلك للوقوف على حالة المستوى العلمي للطلاب، وهذه الاختبارات توفر قاعدة بيانات كبيرة جداً للباحثين في الجامعات ومراكز البحوث المختلفة بما يعود على تعليمنا بالنفع، حيث تعمل نتائج البحوث على توجيه تفكيرنا كمجتمع للتعامل مع تحصيل الطلاب بطريقة علمية بعيدة عن الانطباعات.

ممارسة عالمية

* هل هنالك تجارب مماثلة للاختبارات التي اعتمدتها الهيئة؟

– الاختبارات الوطنية ممارسة عالمية تضبطها أسس علمية في البناء والتطبيق والتحليل، حتى يتم الاستفادة منها بدرجة كبيرة، ولابُدَّ لها من أُطر مرجعية توضح سياساتها، والأهم من ذلك هو الاستفادة من النتائج وتقديم تغذية راجعة ومستقبلية للجميع بشكل سريع ومناسب، وغالباً ما يتم تطبيق هذه الاختبارات على عيِّنة من الطلاب يتم اختيارها بعناية كبيرة لتكون ممثلة على مستوى المملكة، فهي تستهدف تقويم النظام التعليمي وليس الأفراد بذواتهم.

هدف واضح

* ما هو مستقبل مركز “قياس” والاختبارات التي ينظمها؟

– فيما يخص اختبارات المركز الوطني للقياس والتقويم في وزارة التعليم، فإنَّها اختبارات يقدمها المركز لطلاب الصف الثالث الثانوي غالباً، وهذه الاختبارات هدفها محدد وواضح جداً، وهو القبول في الجامعات، وليس لها علاقة بتقويم النظام التعليمي بصورة مباشرة، فهي تساعد فقط في تحديد القبول في الجامعات والمفاضلة بين الطلاب في التخصصات المختلفة، أمَّا فيما يخص استمرار تطبيق اختبارات “قياس” من عدمه، فهو قرار يعود لمعالي وزير التعليم، حيث أصبح التعليم العام والجامعي تحت مظلة وزارة واحدة.

تغذية راجعة

* ما الجهات التي تنسق معها الهيئة لترتيب الاختبارات الوطنية؟

– إنَّ الهيئة ستنسق مع وزارة التعليم في تطبيق الاختبارات المختلفة، حتى لا ترهق المدارس والطلاب، إلى جانب التقليل من الهدر في الجهد والوقت والمال، حيث إنَّ تطبيق أساليب التقويم النوعيّة التي توفر المعلومات والبيانات بطريقة منهجية هو -بلا شك- أفضل من كثرة الممارسات التقويمية التي لا تُقدِّم تغذية راجعة أو مستقبلية للعاملين في التعليم أو أصحاب القرار.

جودة التعليم

* ماذا عن الشراكة مع الجهات المستفيدة من الاختبارات الوطنية؟

– مما لا شك فيه أنَّ التعليم مسؤولية الجميع، سواء كانت مؤسسات أو أفرادا، كما أنَّ رفع جودته عملية تشاركية، وجميع القطاعات يجب أن تتكاتف وتساهم بقوة في رفع مستوى جودة التعليم بما يوازي حجم الدعم الذي يلقاه التعليم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله-، وما تعمله الهيئة هو جزء مهم ومُكمِّل لمنظومة تقويم وتطوير التعليم.

شراكة استراتيجية

* كيف توصلت الهيئة إلى الصيغة النهائية لتطبيق الاختبارات الوطنية؟

– من المهم المشاركة الفاعلة في الاختبارات الوطنية لكل الأطراف من أولياء أمور وطلاب ومعلمين وقادة المدارس بهدف تحقيق النتيجة المرجوة من تطبيقها، وقد سعت الهيئة إلى تأكيد شراكتها الاستراتيجية مع المستفيدين من الاختبارات الوطنية، وذلك من خلال إشراكهم منذ البداية في بناء الأُطر الوطنية للاختبارات، إلى جانب الأدوات المصاحبة للاختبارات الوطنية، التي تقدم معلومات مهمة جداً لتوجيه القرارات وإجراء الدراسات حول طلابنا بما يضمن تحسين تحصيلهم العلمي وسلوكهم.

وقد شارك قرابة (70) ممثلاً لجهات مختلفة في بناء الأُطر المرجعية للاختبارات الوطنية التي تحدد سياستها وخططها، بما في ذلك نواتج التعلّم التي يتمُّ قياسها والصفوف والمواد الدراسية، إلى جانب المشاركة في بناء الأدوات العلمية المصاحبة للاختبارات الوطنية.

خطة خمسية

* هل لهذه الاختبارات مدة محددة وتنتهي، أم أنَّها ستستمر؟

– بُنيت الاختبارات الوطنية وفقاً لخطط منهجية علمية، وهناك خطة استراتيجية لتطبيق الاختبارات الوطنية على مدى خمس سنوات، حيث ستُضاف مادة اللغة العربية في العام المقبل، والعلوم الدينية في العام الذي يليه، وكذلك التطبيق على الصف الثالث المتوسط في العلوم والرياضيات، وتطبيقاً لاستراتيجيات الهيئة الرئيسة، ومنها الشراكة الفاعلة مع أصحاب المصلحة، شارك هذا العام عدد كبير في البناء لهذه الاختبارات، حيث شارك أكثر من (40) معلما ومعلمة ومشرفين لكتابة الأسئلة، وذلك استناداً على المعايير التي اعتمدتها الهيئة تحت إشراف الفريق العلمي من المركز الأسترالي، وذلك لضمان جودة وتنوع وشمولية الأسئلة ومناسبتها لمستوى طلابنا.

معلومات دورية

* هل لكم كلمة أخيرة تودون إضافتها؟

– أود أن أُؤكد هنا على أهمية المشاركة الإيجابية الجادة من كل الأطراف، سواء كانوا أولياء الأمور أو الطلاب والمعلمين وقادة المدارس، بهدف تحقيق النتيجة المرجوة من تطبيق هذه الاختبارات الوطنية، وأحب أن أوضح أنَّ هذه الاختبارات تُعدُّ أحد عناصر منظومة عملية تقويم التعليم العام التي تنفذها الهيئة، حيث سيتمُّ تطبيق الاختبارات سنوياً على مواد ومراحل محددة، وذلك لتتبّع التغيّرات التي تحدث في المستويات التربوية عبر الزمن، إلى جانب توفير معلومات دورية دقيقة للاستفادة منها في صنع القرارات التربوية وتطوير العملية التعليمية.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com