سهام الرميح

         

إقرأ المزيد
▪ تعليم عن بعد … نظرة عن قرب
▪ كورونا البغض
▪ مع التحية إلى وزير التعليم
▪ في قلب الوطن
▪ عيدكم وطن
التفاصيل

وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2630611.html

عندما قرأت مقال الكاتبة (حصة آل الشيخ )يوم الخميس في جريدة الرياض تساءلت بيني وبين نفسي : هل الحزن واحد يتساوى فيه الجميع ؟
أم من لم يجرب ألم الفقد هل يستطيع وصفه أو يتخيل وقعه ؟
أكاد أجزم أن فقد شريك العمر هو أقسى وأشد أنواع الحزن كيف لا والزوجة ملكة في مملكتها ,تنام قريرة العين ,مطمئنة النفس ,في ظل زوج حنون ,أغدق عليها حباً ,وحناناً ,واهتماماً ,وحمل عنها المسؤولية ,لتفيق على صاعقة ,وصدمة مؤلمة , تغتالُ سعادتها, وتفترسُ أمنها, وتزعزعُ استقرارها ,تدمي قلبها ,وتشعل بركان لا يهدأ داخلها تتشاغل عن جمراته قليلالتعيش . تقضه ذكرى عابرة 00صورة 00 كلمة 00أو رشة عطر00او رذّة مطر أو سؤال طفل صغير يردد بأمل : متى يعود أبي 00فقد شريك العمر صدمة قاتلة مميتة تشل التفكير ,وتفقدك التوازن ,وتغتال زينة الحياة وبهجتها ,الألوان تمتزج فلا ترى إلا السواد, الوحدة تحكم قبضاتها على النفس لتقتل كل الأصوات وكل الضجيج كل ما حولك من وجوه دمى متحركة تشاركنا المكان كالهواء ولا نحسه أو نلمسه ‘‘ الفراغ قاتل ,لا يتغلب عليه أقوى وسائل الترفيه , الكآبة تقتل كل بصيص نور ,وفرح داخل النفس ,السكون ران على القلب لدرجة الاختناق ,وكل هذا وأكثر ,وتستكثرين حصة -أربعة أشهر وعشر – على من كانت بالأمس زوجة واليوم أرملة ,بالأمس أم الأولاد , واليوم أم الأيتام ‘‘أي قلبُ تحملين!! آه يا حصة: لو تعلمين أي نعمة تحرم منها الزوجة بوفاة زوجها !وأي سند تفقد! أي مشاعر تعتريها! فالمصيبة تُوجب الحزن ,وفقدان العشير المؤنس تنفذ بسهام الألم ,والبؤس إلى القلب والنفس, فأي نفس تلك التي تبحث عن الخروج .
والكسيرة البائسة فقدت الحبيب الذي كان لها بعد الله ملاذا وسكنا وطمأنينة !هنيئا لك يا حفيدة الشيوخ على قلبك المتجرد من العواطف ‘‘فأنت لم تعيشي (الثكل ) 0يا سليلة الأمجاد: المعتدة حينما يغتالً الحزنً داخلها , ويشل حركتها يُقويها الدين ,لا يقيدها ,ويحبسها كما تدعين‘‘ فكم من سجدات وابتهالات للرحمن هدأت قلباً تعتصره جمرة الفقد كيف تستكثرين العدة يا حصة: على روح ‘‘شاركتك تفاصيل الحياة ‘على مودة ,ورحمة أوجدها رب العباد على أنس ,ونفقة ,وراحة ,وعشرة ورحلة حياة0 فالإسلام لم يمنع من خروج المعتدة لحاجتها فالرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قال للمعتدة المطلقة ( جدّي نخلك ) ليس الإسلام من منعها يا حصة ‘‘فالحزن الذي خيم على قلبها, ومشاعرها ,يفقدها التركيز في العمل ,فتجربة الترمل أصعب ,وأقسى التجارب الإنسانية , ففجوة الفقد واسعة ,وموجعة ,وفراغ الزوج كبير وذكريات البعد نازفة ,فالفصول الأربعة ناقصة مهما اكتملت, فما أعظم الابتلاء ,وما أصعب الصبر ‘‘‘اللهم أني أسالك الرحمة والمغفرة لموتى المسلمين .

بقلم / سهام الرميح

عرعر