نايف العميم

         

إقرأ المزيد
▪ ترميم الأخلاق
▪ حصار الكابيتول
▪ أمانة عبدالعزيز
▪ مؤشر الأسعار الذي حان وقته
▪ ليلة القبض على كورونا
التفاصيل

وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2634757.html

هكذا هي الدنيا نقضيها مابين تعزية وتهنئة , فطوبى لمن صنع قارب نجاته قبل فوات الأوان .
ورحم الله الراحل الكبير سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود وأسكنه فسيح جناته , ومرحباً بخير خلف لخير سلف .
الأمير الدكتور مشعل ليس غريباً عن المنطقة بل هو ابن عرعر الذي طافت به الأيام والسنون من مدارس عرعر إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى جامعة دنفر حتى حطت به الرحال في العاصمة الرياض , ولكنه أبى إلا أن يعود ليخدم أهله في المنطقة الشمالية بعلمه وفكره وجهده .
كان ومازال ضمن المقربين من خادم الحرمين حفظه الله , ولكنه فضل التوجه إلى أقصى الشمال ليكمل مسيره العطاء ويسهم في تنمية الشمال حباً وشوقاً لأهله في الشمال فمرحباً بالأمير العائد .

ملفاتٌ كثيرة تنتظر سموه وينتظر المواطن الشمالي من الشعبة شرقاً إلى طريف غرباً مروراً برفحاء والعويقيلة وعرعر أن تعالج هذه الملفات وتوجد لها الحلول الناجعة .

لا أعرف من أين أبدأ ياسمو الأمير ؟

ولكن لنتناول بعض هذه الملفات
وبما أن صحة المواطن وعائلته هي في المقدمة دائماً , فإن توجه أهالي المنطقة للعلاج في الأردن أو البحث عن سرير في مستشفيات الرياض قد يأتي بعد فوات الأوان لابد أن يتوقف وذلك من خلال تقديم المستشفيات والمراكز الطبية في المنطقة للتشخيص الصحيح من خلال الحرص على استقدام الكوادر الطبية المؤهلة فعلاً , بدلاً من التكهن في كثير من الحالات والذي أفقدها ثقة المواطن , والعمل أيضا على انجاز المشاريع الصحية المتأخرة لتحل محل المباني المستهلكة مثل مستشفى عرعر المركزي وغيره من المباني القديمة في المنطقة كلها .
الملف الثاني والذي سبب أرقاً كبيراً لأهالي الحدود الشمالية وهو معاناتهم مع الخطوط السعودية حيث قلة المقاعد والرحلات وعدم افتتاح مكتب رئيسي للخطوط في المنطقة وعجز البنية التحتية لمطارات المنطقة عن مواكبة الزيادة السكانية .
قطار الشمال هو الأخر والذي شكل صدمة لأهالي المنطقة حيث يحمل الاسم فقط ولا يخدم المواطنين لكونه لايمر إلا في نقطة واحدة وصغيره منها ولا يخدم أي مدينة أو قرية .
تأخر تنفيذ المشاريع الذي أصبح سمة لازمة للكثير من المشاريع وأصبح لزاماً على المواطن الشمالي التعايش معه
فالعديد من الجسور والطرق ومشاريع تصريف السيول وبناء المدارس وتمديد شبكات المياه وغيرها تستمر أحياناً ضعف المدة المقررة لها بدون أن تسحب من المقاول أو يحاسب أي مسؤول عن تراخيه في متابعتها.
ملف جامعة الحدود الشمالية حيث يجب إعادتها إلى وضعها الطبيعي القائم على تخريج الكفاءات الوطنية والمساهمة في تنوير المنطقة ونقلها حضاريا وثقافياً بدلاً من الوضع الحالي الذي يتمثل في تأخر انجاز مباني المدينة الجامعية بينما مثيلاتها من الجامعات أنجزت أضعاف ماتم انجازه هنا , مضافاً إلي ذلك كم هائل من المشاكل مع الطلاب بين فترة وأخرى من تأخير النتائج تارة وإلغاء الترم الصيفي تارة وتجاوز للأنظمة الإدارية والأكاديمية تارة أخرى .
ملف المعلمين والمعلمات من أهالي المنطقة والمغتربين قصرياً بسبب عدم افتتاح مدارس كافية خلال السنين الماضية , هذا الملف يحتاج إلى أن يفتح من جديد خصوصاً أن بعض المعلمين أمضى خمسة عشر عام خارج المنطقة .
مشاكل المياه المزمنة في عرعر مثلاً حيث أن شبكات عدد من الأحياء جاهزة منذ سنوات ولكنها لم تدفع قطرة ماء واحدة حتى هذه اللحظة , ناهيكم عن الأزمات المتكررة كل صيف , تحتاج إلى ضرورة استيضاح الأسباب ومحاسبة المسؤول المتسبب في ذلك .
إن تشكيل هيئة عليا لتطوير المنطقة وزيارة الدوائر الحكومية بدون ترتيب, وإنشاء نوادي رياضية جديدة في مدن المنطقة الكبيرة , والاستفادة من تميز المنطقة باعتدال الجو صيفاً مقارنة مع أغلب مناطق المملكة بإقامة مشاريع سياحية استثمارية , هي أفكار بلاشك ستساعد الأمير العائد في تطوير المنطقة ومعرفة مكامن الخلل وإيجاد الحلول المناسبة لها .
والأهم من ذلك كله من وجهة نظري هو تقريب المواطن الشمالي وبالذات جيل الشباب والاستماع لهم بشكل مباشر بدلاً من الاعتماد على آراء المسؤولين التي كثيراً ماتقدم رؤيتها الأحادية فقط فوق كل اعتبار .
الحديث ياسمو الأمير ذو شجون فالمنطقة شهدت نهضة في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه , ولكن مازالت بعض الملفات العالقة تعيق مسار التنمية الذي ينشده ولاة أمرنا لكل بقعة من بلادنا الغالية .
وإنني على ثقة أن بيوت كل مواطني الشمال مفتوحة أمام سموكم الكريم وليس فقط بيوت المسؤولين ومن يعد نفسه من الأعيان .
ولن أعطيك سراً وأنت تعرفه إذا حدثت سموك عن المواطن الشمالي الذي يُكن كل الولاء لقادة هذه البلاد ولا يرغب بأكثر من أن تشمله مسيرة التنمية والتقدم والرقي .
ونحن نعلم ياصاحب السمو أنكم لا تملكون عصاً سحرية لحل كل المشاكل بلمسةً واحدة , ولكننا على ثقة من امتلاككم لفكر وعزيمة ورؤية ستسهم بمشيئة الله في تجاوز كل العقبات .