في صبيحة أول يوم دراسي من الفصل الدراسي الثاني ازدانت طفلتي ذات “الصف الرابع الابتدائي “برداء الفخر والاعتزاز بنفسها لكونها من الطالبات الموهوبات اللاتي حضين بمقعد دراسي في صفوف الموهبة في مدارس التعليم العام. والتي افتتحت لأول مرة في وطننا الغالي نظرت إليها شقيقتها التوأم بحزن وخيبة أمل قائلة :ولماذا لا أكون معها في الصف نفسه !هل أنا فاشلة !أجابت الموهوبة باعتزاز عالٍ : أنا طالبة موهوبة وصفي للموهوبات فقط رددت أختها بتعجب وانكسار : “موهوبة” ولماذا اطلق على الصف هذه التسمية :هل الموهبة حصرت بين جدران هذا الفصل فقط !هل الموهبة حصرا على طالباته!عجبا هناك العديد من الطالبات يملكن مواهب متعددة ,ومختلفة فهناك موهوبة بالخط ,وأخرى بالرسم.وأنا بارعة بالتصوير’ لماذا جردونا من الموهبة !تأملت حديث طفلتي وادركت صواب رأيها :حقا تسمية الصف بهذا الاسم يشعر بقية الطالبات بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس؛ وخاصة أن الصف مدمج مع فصول التعليم العام ؛فالتسمية تتفق لو كانت الفصول بمدارس مستقلة لهذه الفئة ؛لماذا لم يطلق على هذه الفصول اسماء علماء الإسلام ,ومفكرينا الوطنيين !اصطحبت ابنتاي إلى المدرسة ,ومشاعر مختلطة لدى طفلتي الموهوبة :فخر ,وفرح , خوف من مجهول ينتظرها ؛فهي لم تتهيأ للتكيف مع الاجواء الجديدة وخاصة أنها لم تدرس الآن بمدرستها, وبين زميلاتها ,ومع معلماتها؛ وليس في بداية العام الدراسي ليكون الاستعداد النفسي والتقبل أكبر ؛وأنا كأم لم يقدم لي برنامج تعريفي حول كيفية التعامل مع الموهوبة ورعايتها ٠دخلت المدرسة ولأول مرة تنفصل طفلتي عن تؤامها بالصف ,سحبت الموهوبة يدها من يد شقيقتها ,ونظرات الانكسار والإحباط والتذمر, وعدم الشعور بالعدل ,تزداد داخل نفسية الآخرى ؛ عندما رأت صف الموهوبات مزدان بالألوان ، تشكلهالرسومات ,والوسائل التعليمية ،والمقاعد الوثيرة ’والعبارات المحفزة ,واجهزة التقنية الحديثة تسطع بين جنباته , تنهدت بحزن وهي تجر قدماها إلى صفها ؛تمني نفسها” فشتان بين “روضة خريم والمعيلة ” وخاصة أن الطالبات لا يعرفن سر هذه الفصول ‘ولو بعبارات بسيطة في الإذاعة المدرسية لتحفيزهن للوصول إليها(رجوت ربي أن لا يكون الفرق بين الصفين بالشكل فقط, وحلمت أن لا أجد المقاعد خالية من موهوباتنا في الأسبوع السابق للإجازة وما بعده ,تأملت أن أجد طالبة محاورة ومناقشة للمعلومة ليست متلقية فقط دعوت ربي أن يمر نصف وقت الاختبار وموهوباتنا منهمكات بحل اسئلة اختبار يقيس مهارات عليا تتناسب مع قدراتهن العقلية ,تمنيت أن لانسمع من معلمات هذه الصفوف (تدريس المتفوقات أسهل بكثير من تدريس غيرهن ) تأملت أن أجد معلمة مفرغة ومؤهلة لتدريس هذه الفئة دون النظر لنصابها ولكن ينظر لما ساتقدم ,حلمت أن لا تنسحب طالبة لأنها لم تلمس تميز عن فصلها السابق0جميل أن تجد بناتنا البيئة الحاضنة لتنمية مواهبهن وتطوير قدراتهن وتحفيزهن على الابداع والابتكار من خلال البرامج الإثرائية المساندة والتي تلبي احتياجاتهن وتفعل مهارات التفكير لديهن ولن تكون انطلاقة هذه الفصول مجدية ومحققة لأهدافها المرجوة منها دون تأهيل واعداد قوي وصحيح للكوادر التعليمية المكلفة في تدريسهن ،والمشرفات المتابعات لهن من خلال برامج تدريبية تسند لمراكزوجامعات متخصصة في مجال الموهبة تنفذ “لفصل دراسي كامل “سابق لفتح الفصول ؛لأن الأهداف لن تحقق مالم نرتقي بالمعلم بالتأهيل والتمهين ؛لنجد فصولا مختلفة ؛ونصنع طالبة مختلفة؛ فلن تحقق البرامج رسالتها المنشودة ,مالم يغوص في محتواها معلما متمكن ,يسبر أغوارها؛ عن طريق تفعيل قدراتهن الذهنية بطريقة جذابة ,واقرار برامج إثرائيه وزارية معتمدة ومجربة للتدريب عليها وتطبيقها ولا يترك اختيار البرامج للمعلمات والمدارس 0ولانغفل دور البرامج التربوية والارشادية المساندة لتنمية شخصية الطالبة لكسب ثقتها بنفسها دون غرور ؛لأن الطالبة قد تشعر بالتمييز ’والزهو بنفسها لتفوقها على اقرانها , وتطوير ذاتها للتعامل مع العقبات ،وتنمية مهارة حل المشكلات لديهن ،وتعويدهن على البحث والتجريب ،واتمنى أن تكون فصول الموهوبات تجويدا للتعليم على أفضل معايير الجودة العلمية ,وأن لا يكون صورا بارقة .وتكلف شكلي ,وهدر ورقي ,وتوثيق إعلامي ’ينبغي أن نركز على وسائل وأساليب تحقيق اهدافنا حتى نصل للطالب الذي نريد ٠
بقلم / سهام الرميح
مشرفة تربوية / عرعر