المشاغبون


المشاغبون


د. سليمان صفوق
د. سليمان صفوق
       

إقرأ المزيد
المشاغبون
نكوص المتعلمين
التفاصيل

وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2650622.html

الشغب والمشاغبة سلوك قديم, وجد مع وجود الإنسان على هذه الأرض, يحدثهذا السلوك في جميع المجتمعات, ولعل أبو لهب من أوائل المشاغبين على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم, عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ” تباً لك ألهذا جمعتنا؟” فأنزل الله عز وجل ” تبت يدا أبي لهب وتب”

*****

والمشاغَبَات اليوم موجودة في كل بلد, مشاغَبات بين الأفراد والمؤسسات ومشاغَبات أخرى بين الأفراد والأفراد, يهدف بعض المشاغبين من هذا السلوك-كما يقول- إلى الإصلاح, وتعرية الفساد والمفسدين في البلدان والمؤسسات, ويهدف البعض الآخر إلى تحقيق مكاسب شخصية, ويهدف آخرون إلى لفت الأنظار إليهم مهما كانت النتائج!

*****

تكثر المشاغبات في المؤسسات التي تؤثر مجموعة من أفرادها بامتيازات مادية ومعنوية, وتنسى أو تتناسى مجموعات أخرى, حتى يخرج بعض أهل الصمت عن طورهم لينضموا إلى قافلة المشاغبين في تلك المؤسسة .

*****

بعض المشاغَبَات قد تصل إلى حد الكفر والردة عياذاً بالله, كتلك المشاغبات الفكرية التي يستهزئ أصحابها بدين الله عز وجل أو أوامره ونواهيه, أوبثوابت الشرع المطهر , وبعض المشاغَبات دون ذلك, وبعض منها يقع في دائرة المباح وحرية الرأي والتعبير,وكثير منها ضعف في العقل وخلل في التفكير, وأقبحها تلك التي تفتقد إلى الحقيقة , وتنتهج الفحش في التعامل مع المخالف, وفي أمثال هذا الصنف يقول النبي صلى الله عليه وسلم:” إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه”

*****

اختلفت نظرة عامة الناس إلى هؤلاء الفئة من الناس, فالبعض يرى أنهم ظاهرة صوتية مزعجة هدفها البلبلة والإثارة, ويرى آخرون أن وجود مجموعة من المشاغبين في البلد ضروري في كثير من الأحيان , إذ تحد بعض المشاغبات من تجاوزات بعض المسؤولين الإدارية, وتحقق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية بين الناس, في الوقت الذي يتفق المسؤولون على أنهم مصدرقلق دائم لهم يصعب التعايش معهم ,فأبعدهم بعض المسؤولين عملا بالمثل الشعبي ” أبعد عن الداب وشجرته” وقربهم البعض الآخرمنه درءًلمشاغباتهم, وكسبا لودهم.

*****

المشاغبون صنفان : المشاغبون الأذكياء والمشاغبون الأقل ذكاء, فالمشاغب الذكي يعلم جيداً متى يشاغب؟ وضد من يشاغب؟ ويحسب نتائج مشاغباته في وقت مبكر, يتفاعل مع بعض القضايا بقوة, ويغض الطرف عن قضايا أهم وكأنها لا تعنيه من قريب ولا من بعيد, أما المشاغب الأقل ذكاء فلا يحسب عواقب مشاغباته, وتفتقد معلوماته إلى الدقة, وكثيراً ما يستغل من أطراف أخرى لا تريد أن تظهر في الصورة ,وأحياناً يقع هذا الصنف في مواقف محرجة, وربما محاكمات شرعية تضطره الى الاعتذار, وكلا الطرفين يعتبر مادة دسمة للإعلام وخاصة الإعلام الجديد.

*****

قد يدرك المشاغبون _ وربما بعد فوات الأوان_ أنهم أكثر الخاسرين جراء مشاغباتهم , وإذا كان القليل من المشاغبات نافعاً فما يصلح بالهدوء والطرق السلمية أضعاف ما يمكن إصلاحه من خلال سلوك المشاغبة , مع توفير الوقت والجهد والمحافظة على صحة الجميع ..

د. سليمان صفوق العنزي
جامعة الحدود الشمالية


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com