ليلة السرقة !


ليلة السرقة !


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2655567.html

ليلة السرقة..
في احدى ليالي مارس آذار المعتدلة كانت ليلة جمعة  وكعادة العائلة السعودية ذهب أولادي الى منزل الوالدة حفظها الله ،، في تلك الليلة إمتد بي العمل إلى العاشرة مساءً قفلتُ بعدها راجعاً إلى المنزل وبعد تغيير ملابسي ذهبت لست الحبايب أطلب الأُنسُ برؤيتها.. إلى هنا الأمر طبيعي وعادي ولاشيء يثير الشك والريبة لكن بعد رجوعنا للمنزل عند الساعة الثانية عشر ليلا ًهنا بدأ الأكشن والصخب وحبس الأنفاس..
الأبواب مشرعة ومفتوحة ..النوافذ مكسورة والحامي (محشوش حش) سمك ١٤ملم.. منزلي تحت الهجوم على شاكلة state under attack بعد برهة من الزمن وتلاشي صدمة الحدث وإدراكنا أن منزلنا قد سرق بدأ أفراد العائلة تركض هنا وهناك لحصر الأضرار…البلاي ستيشن٤ واللاب توب موجودة معلومة طار بها الأولاد وقبل أن يكملوا كلامهم عرفنا أن غرفة البنات لم ينالها ضرر ..العاملة المنزلية أكدت سلامة المطبخ  ومعداته بحكم التخصص ..وبدأت المعلومات تأتي من هنا وهناك وفجأة جاء الخبر الصادم من أم العيال ..الخزنة او التجوري قد سُرق .. معقولة خزنة وزنها مئة كيلوغرام  تسرق في ظرف ساعة ..ياخسارة شرح بائعها الذي أكد لي بالعبارة المشهورة (إرقد وآمن ) مع هذه الخزنة المصنوعة من خليط الخرسانة مع الصلب المقاوم للسرقة والحريق..!! (ايه هين) وصلت الشرطة ولن أقول سريعاً لكن يبدو أنهم في الويكند أكثر زحاماً وقضايا من باقي الأيام ، تم حرز بعض آثار الجريمة من فريق التحقيق الذي أكد أن الجناة ثلاثة فخالفتهم القول لا بل ثلاثة رابعم الفشل والضياع وضعف الرقيب والعائلة ، وبعد رفع البصمات والجدل والشرح ومعلومات غريبة بالنسبة لي ..! غادروا المكان بمثل ما أستقبلوا به من طلب العون والنجدة والقبض على الحرامية بأسرع وقت ممكن ،بعدها ذهبت لمخفر الشرطة لتحرير بلاغ سرقة أثناء ذلك صدح صوت آذان الفجر لا إله إلا الله محمد رسول الله.. اللهم عوضنا خيراً ورد ضالتنا..مرت الأيام والأسابيع متجاوزين الخسارة المادية والمعنوية لولا قائمة طويلة من الوثائق والهويات الموجودة داخل الخزنة .. والتى تحتاج شهور لإستخراج بدل فاقد لها..على كل حال عادت الحياة إلى طبيعتها وأتيت بالعامل الحداد على مضض طالباً منه أن يرفع السور ٣ متر بصفائح أكره شكلها (شينكو) لكن ماالعمل يجب ان تجعل منزلك مثل القلعة المصمكه وإلا سوف تسرق في رابعة النهار..!!
مرت ثلاثة أسابيع على القصة وفي أحد الأيام رِن هاتفي آلو فلان بن فلان الفلاني قلت له نعم هات ماعندك من خبر قال وجدت أوراق اعتقد أنها تخصك ،أعطيته عنواني وسريعاً كان الرجل عندي ومعه جميع مفقوداتي الثبوتية ..الحمد لله والشكر لله ثم لهذا المواطن الشهم النبيل النبه الذي وجد ضالتي في البراري مكسورة بإحترافية تاركين خلفهم الوثائق والأوراق..
شكرته بحراره وإمتنان لجميل صنعه وكمال خدمته …انتهى

الخلاصة ..هذه القصة الواقعية للصوص حواري وبيوت لا نعرفهم مسرحهم الليل البهيم وضررهم في الغالب محدود من كسر نافذة وباب وبالنهاية مكانهم السجن ..لكن هنالك حرامية من نوع آخر لا يثيرون جلبه يكسرون القانون بجرة قلم وهؤلاء وبالهم ليس على شخصٍ بعينه بل على الوطن باأكمله..سؤالي هل تعتقدون أن الشينكو يحمينا منهم..!!؟؟
حفظكم الله وحفظ بلادنا من كل شر..

عادل بن سلامة 
                                       @adel_salamh


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com