إقرأ المزيد
▪ ترميم الأخلاق
▪ حصار الكابيتول
▪ أمانة عبدالعزيز
▪ مؤشر الأسعار الذي حان وقته
▪ ليلة القبض على كورونا
التفاصيل
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2655764.html
هكذا باتت حالة المدن الإسلامية السنية
حصار هنا وحصار هناك , وبين هذا وذاك تختلف الرؤى وتتشابك المصالح , تُقدم مبادئ هنا وتُستبعد هناك , هنا تُركز العدسة على جانب محدد وهناك تُحرف العدسة إلى جانب أخر وكأن الإنسان هنا ليس هو الإنسان هناك .
في غزة حصار ولاشك , ولكن يضخمه العميل للنيل من القريب , ولأهداف أصبحت معلومة , فكلما حوصرت غزة كان الهجوم مباشراً على السعودية ومصر وكأنهما سبب الحصار , ولم يتبقى إلا أن تتهما بتمويل الحصار ودفع تكاليفه .
تناسوا أن السعودية هي من جمعت قطبي الشعب الفلسطيني تحت أستار الكعبة المشرفة لتضمن إبرارهما بالقسم في الاتحاد والتكاتف ضد اليهود الطغاة , وسرعان ماجحدوا شرف القسم وشرف المكان , وانقلبوا على الأيادي التي امتدت لهم واتجهوا شرقاً إلى إيران الملالي .
مصر التي ضحت بحياة جنودها وأبطالها في حروبها الطويلة ضد المستعمر اليهودي أصبحت في نظرهم هي من تحاصرهم وتقف مع اليهود .
وفي مشهد إعلامي وسياسي عبثي يختزل ما وصلنا له من قلب للواقع تناسوا أنهم يدسون أنوفهم في أمن ووحدة مصر بحجة إنقاذ فلسطين من اليهود .
ولسان حال الفلوجة هذه الأيام وكأنها تواسي أختها غزة .
الفلوجة المحاصرة تحدث أختها غزة في كل مرة يمر فيها عليك حصار تتقدم صورك ومعاناتك في وسائل الإعلام , أما أنا فمحاصرة منذ سنوات وكلما سلطت قناة أضواءها على حصاري هشمت عدساتها .
أنتي محاصرة من عدو واحد وأنا محاصرة من الجميع , فالعدو هما داعش والحشد الشعبي أبشع ما أنتجته أفكار التطرف , والقريب متخاذل لا يرى مصلحة له في إنقاذي .
أنتي ياغزة يأتي حصارك لأهداف سياسية قصيرة المدى لتشتيت الانتباه عن منطقة أخرى أو حدث ما , أما أنا فيحاصروني لأنهم يكرهون عروبتي ويريدون اجتثاث إسلامي السني .
حتى بغداد الرشيد تنكرت لعروبتي وأغلقت الأبواب أمام أهلي .
في حصارك ياغزة تعمل المنظمات الإنسانية والدولية على مدار الساعة , أما في داخلي فيموت الأطفال جوعاً والجرحى نزفاً ولا مجال لإنقاذهم .
أنتي ياغزة حصارك فقي العام أسبوع , وأنا في العام دهرا كاملاً .
وقبل أن تنهي الفلوجة عزائها انبرت من بعيد أخوات لها كثر تنوي مواساتها .
وبدأت الحديث حلب وحمص وتعز بينما تنتظر أراكان ومقديشو دورها في العزاء .
نايف العميم
