وانتهت إجازة المعلم


وانتهت إجازة المعلم


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2663604.html

دقت اليوم أجراس بداية العام الدراسي الجديد ليعود المعلمون إلى أعمالهم ومدارسهم بعد إجازة طويلة غبطوا عليها من البعض وحسدوا عليها من البعض الآخر ونالوا عليها نصيبا كبيراً من (النكت والطقطقة )في وسائل التواصل الاجتماعي ؛ متناسين أنها المرة الأولى بتاريخ التعليم السعودي ومنذ عشرات السنين التي يحصل المعلم على إجازة بهذه المدة الطويلة.
تناسوايوما أن المعلمة لم تمنح إلا اربعين يوما إجازة للوضع ولم تتحرك الأفواه ولا الأقلام بكلمة إنصاف واحدة ، وإجازتنا هذه كتبت بها المعلقات استهجانا وهاهو المعلم يعود من حيث انتهى فما بين البدايات والنهايات سوى مسافات قصيرة أصبحت ذكريات تحكى ، والآن انهالت عليهم رسائل النصح والارشاد الكل يذكرهم بدورهم الذي تناسوه في ركام الغبطة على تلك الإجازة التي استحقوها بجدارة ؛ فمنهم من يقطع يوميا مئات الكيلو مترات ليؤدي رسالته رغم وعثاء السفر ومشقة الطريق وكوارثه والبعض الآخر حزم حقائبه مودعا أسرته على أمل أن يلتقيهم بأقرب إجازة يعلل نفسه بلقاء طويل في العشر الأخيرة من رمضان حيث تبدأ إجازته ؛ فأنس رمضان وجمال خصوصيته لن يتمتع به مع أهله لأنه سيقف في لجان الاختبارات ساعتين أو يزيد ملاحظا وسيقضي نصف نهاره بالمدرسة مصححا لأوراق الاختبارات وأعمال الرصد وغيرها من الأعمال المكلف بها ، فكيف بالمعلمة الأم والزوجة التي هي مطالبة بإعداد وجبة الفطور وتجهيز السحور وعبادة تؤجر عليها فكم من الوقت سيكون لراحتها ؟! … ومعلمنا بين جموع الطلاب وارتفاع الأصوات وحركة البعض المقصودة والعفوية وضجيج المناوبة يتحمل ويتقبل نقد قائده وتوجيهات مشرفه التربوي .. يفعل الأنشطة ويتفاعل معها غير معتذرًا بتأخير وصول تعاميم الفعاليات ، فهاهو يستقبل ولي الأمر بابتسامة ويعتذر ويبرر له فإبنه نفسيته تعبت لأنه نقله من مقعده إلى مقعد آخر ليضمن انتباهه ، يقف بحجرة الصف يستمع ويحاور ويجيب على هذا ويصوب لذاك وهو كاظما غيضه ليكون المعلم القدوة ، فلائحة السلوك وحقوق الطالب حانية وها هو اليوم يحتوي خوف وقلق أطفال الصف الأول الابتدائي يتحمل بكاؤهم ويبدد مخاوفهم يمارس دور الجليس والأنيس لهم وابنه مستجدبمدرسة اخرى لا يستطيع مصاحبته فهو معلم الصف الأول وعليه العبء الأكبر في إنجاح الأسبوع التمهيدي الذي اعد له العدة.
يتنقل بين الأطفال يمسح على رأس اليتيم منهم ويقوم بدوره الإنساني تجاهه حتى لا يشعره بفقد والده ؛ يكثف أساليبه مع الطفل النافر وغير المتقبل للمدرسة وتنجح محاولته ويقبل طالبه مبتسما ينسجم مع أقرانه ؛ ولكن جهوده تذهب أدراج الرياح ليعيد محاولته مع طالبه مرة أخرى بعد انقطاعه عن مدرسته متمتعا بإجازته بعد الدراسة بشهر وعشرين يوما فالإجازة المبكرة تلك أفقدته تكيفه مع أجواء المدرسة ليعود المعلم أدراجه معه من حيث بدأ ووسط ضجيج الطلاب يستمع إلى وصايا الآباء وهو مبتسم ، فالأب بالمنزل لا يحتمل ضجيج طفل واحد إنما المعلم يقابل ضجيجهم بالصبر والتجاهل فغالبية الأسر تمنت عودة المدارس لما سببه لهم الأبناء من إزعاج رغم قلة عددهم مقارنة بأعداد طلاب المعلم .
فهل من نظرة إنصاف بحق المعلم وكلمة شكر؟؟!
فلمثلهم ترفع القبعات شكرا.

بقلم / سهام الرميح
كاتبه سعودية


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com