انقلاب الطيبين


انقلاب الطيبين


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2665120.html

قديماً كان يبدأ مع حلول الليل وماهي إلا ساعات قلائل وتنتهي الأمور بالسيطرة على كل الأمور من الإذاعة إلى باقي المؤسسات , مع وقوع قتلى بالعشرات على أكثر تقدير .

ويبقى الوطن بكل مقدراته كما هو , ويذهب المواطنون في الصباح إلى أعمالهم وكأن شيئاً لم يحدث .
هكذا هي الانقلابات في الدول العربية التي استقلت حديثاً في حينها .

هذا الوصف ليس لإعطاء الانقلابات العسكرية صورة وردية أو دعاية لها أو لتبرئتها من التخلف والفساد الذي أصاب البلاد العربية , بل هو مقارنة بالنتائج المريعة لثورات ما يسمى بالربيع العربي التي دمرت بلاد العرب وقضت على المؤسسات الوطنية وأحدثت شرخاً عميقاً في النسيج الاجتماعي .
المقارنة بين آثار الانقلابات السابقة وبين آثار الثورات العربية الشنيعة , جعلت الأولى كأنها انقلابات الطيبين .

في الربيع العربي المشؤوم الذي خدعت فيه أغلب الشعوب العربية , كانت المؤسسات الوطنية هدفاً مباشراً للتدمير والقصف تحت حجة الهدف الأسمى وهو تحرير الوطن , وكلاهما لا يجتمعان بأي حال .

فالحفاظ على الوطن رهن بالحفاظ على مؤسساته ومقدراته .

فبعد سقوط بعض الحكام العرب ظهرت مرحلة جديدة , حيث يدخل المواطن العربي في نفق الدفاع عن الحزبية أو المناطقية ويبدأ في حمل السلاح ليقاتل أخيه المواطن دفاعاً عن الحزب ومبادئه أو منطقته حتى لو أدى ذلك إلى تدمير الوطن وهو مانشاهده جلياً في ليبيا وسوريا والصومال والعراق.
ويظل حال التقاتل سنوات طويلة وهي كما يبدو عادة عربية قديمة منذ حروب داحس والغبراء لن يتخلى عنها العرب بسهولة في ظل هذا التشرذم السياسي والطائفي والانصياع للأوامر الصادرة من الداعمين الخارجيين سواءاً كان هذا الداعم عربي أو غربي .
الذي يفتقده العرب حالياً مجلس حكماء تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية والتي لها دور الريادة في الدفاع عن الأمن العربي , ويضم بين صفوفه الشخصيات الدينية والسياسية والإعلامية المعروف عنها حنكتها وتاريخها الوطني المشرف بحيث تعمل على تجاوز كل الخلافات العربية على مستوى الدول والشعوب .


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com