(جودة بلا٠٠٠)


(جودة بلا٠٠٠)



جميل أن ينبثق شعار يوم الجودة العالمي لهذا العام ( الجودة التزام وعزم واتقان وحزم) مقتبسة كلماته من أبيات المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ومتوافقة مع سمة عصر الحزم في عهد الملك سلمان حفظه الله فالجودة مطلب أساسي وقيمة راسخة في عقيدتنا الإسلامية دعت لها شريعتنا الغراء فالرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول : ((إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ )) والجودة هي الطريق الصحيح للنجاح الثابت والمستمر ولقد حظيت الجودة في مدارس التعليم العام بيوم خميس مميز قُيمت فيه الفعاليات و المناشط وكرم سفراء الجودة ’وكم تمنيت أن أكون منهم ولكن للأسف الشديد معايير وضوابط التقييم نجهلها أو بالأصح غير موجودة أساسا :فكيف تكون جودة بلا معايير !! فآلية التطبيق غير دقيقة وأقرب ما تكون نُفذ أو لم ينفذ ،فمتى ننسلخ من ثقافة الحد الأدنى إلى ثقافة الإتقان والتميز ؛ من خلال جودة واقعية ،وكما نعلم أن إطلاق الاحكام العامة ينافي الجودة: فالطالب المميز, وولي الآمر المميز ,والمعلم المميز.
ماهي معايير تميزهم !وأين نجدها ! هناك علامة استفهام وتعجب تقرع أجراسها داخلي وتجحض لها عين دمينج :أين الجودة على مدار العام ،ما مؤشراتهم للتقييم !أين هي من أعمالنا ! أين هي من غياب طلابنا وقلة دافعيتهم !أليس الجودة إتقان ورضا عميل !ما مؤشراتهم للتقييم !وهل الجودة يوم أو أسبوع يفعل وينسى ! نحن لا نرغب بجودة وقتية نحن نسعى لجودة ثابتة ومستمرة تنبع من ذاتنا نبتدئ بها يومنا من تكبيرة الفجر حتى أذكار ما قبل النوم.
نحن نحلم بمخرجات تتناسب مع حجم جهودنا تنبع من داخلنا قيم أمانة ’وإخلاص, ضابطها مراقبة داخلية مع محاربة لكل فساد ,أحلم بجودة تحيط بكل إدارات وأقسام التعليم وبكل منسوبي المجتمع أرغب أن أرى طفلتي تحجم عن تناول (الشبس والمشروبات الغازية ) بالبيت بقناعتها كما رضخت للمنع بمدرستها .
فلماذا لا يكون يوم الجودة لقياس مخرجات عام كامل لا لهدر وتكلف نهايته معروفة مسبقا أتوقع أننا الآن تخطينا التعريف بالجودة ونشر ثقافتها فلماذا لا يكون هذا الأسبوع قياس لمخرجات عام جودة سابق نحن نطمح ليوم جودة نتذكر شعاره بعد أعوام ونلتزم به ؛فلماذا لا تفعل المناسبات الكترونيا لتقليل العبء والجهد ولزيادة عدد المستفيدين فالسعي للجودة النظرية وبدون ممارسات عملية شعارات تكتب على قطع الحلوى والمساطر والأقلام ومجسمات دفع فيها الكثير لن تثمر.
فكثير من المؤسسات فشلت رغم حصولها على الجودة الشكلية ؛لأن هدفها نيل اعتماد دولي او شهادة كالأيزو مثلا دون تفعيل دورها بالشكل المطلوب.
فالجودة عنصر هام ولبنة أساسية في كل مؤسسة بداية من حارس المنشأة إلى رئيسها العام ولأن للجودة دورها الكبير في ضبط المخرجات فإنني أتساءل: لماذا لا يكون لإدارة الجودة دور بجائزة التمييز ومتابعة تقييم المرشحين للجائزة لتقليص الاعتماد على التقييم لملفات وأوراق تولد مع قرار التقديم للجائزة !لماذا لا تسند مؤشرات الأداء الإشرافي والمدرسي للجودة وتخضع لتقيمهم !أليس من أهداف الجودة تحسين العمل وتطوير المخرجات النوعية للعملية التعليمة ؟
أليس المنظومة والجودة وجهان لعملة واحدة ؟
أم أن الجودة لا ترى ذلك ؟
عذرا فقد تناسيت أن من سمات الجودة تقليل الحاجة للتفتيش وأداء الأعمال بأقل جهد ووقت ومن أخطاء الجودة زيادة وقت القيام بالعمليات وكثرتها وزيادة عدد مرات التفتيش وهذا لا ينطبق من وجهة نظر الكثير على منظومة الأداء
بقلم سهام الرميح
كاتبة سعودية


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com