كرنفال ومشاعر طالبات!


كرنفال ومشاعر طالبات!


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2671051.html

خلال أيام قلائل ستبدأ المدارس الابتدائية بتسليم نتائج الطلاب والطالبات وبعدها بأسبوعين سيأتي دور المدارس المتوسطة والثانوية , وهي مناسبة سعيدة ومبهجة لكل متفوق ومتفوقة ولكل من اجتاز المهارات بإتقان وتمكن .
وفي موازاة ذلك ستبدأ موجة تسونامي من الاحتفالات داخل مدارس البنات بحجة التكريم والتحفيز وهي في الواقع تكريس لواقع اللامبالاة وتحطيم لمشاعر الكثير من الطالبات .
فالسماح بحضور الطالبات بملابس غير المعتادة للمدرسة في يوم توزيع النتائج , يجعل معظم الأسر بين خيارين فإما شراء ملابس غالية وجديدة بأي طريقة كانت , حتى وإن كانت الأسرة لا تملك ثمنها , أو الدفع بالطالبة للحضور بالزي الرسمي مما يسبب انكساراً نفسياً لها عندما تشاهد زميلاتها بأجمل حلة وأغلى فستان بينما لا يملك والدها من المال مايمكنها من مجاراتهن .
في حفلات الأعراس رغم مايحدث فيها من مخالفات شرعية وأخلاقية لكن يبقى المجال خارجاً عن الإرادة حيث أنها مناسبات خاصة , أما في المدارس فالوضع مختلف وهكذا يجب أن يكون , فالمدراس مؤسسات حكومية تنفذ إجراءات وسياسات حكومية محددة , وينبغي عليها المساواة بين طلابها وطالباتها ومراعاة مشاعر الجميع وأولهم محدودي الدخل , الذين توليهم الدولة عناية فائقة عبر برامج متعددة منها مؤسسة تكافل الخيرية والتي تنص تعليماتها على السرية أثناء مساعدة الطلاب والطالبات مراعاة وتقديراً لمشاعرهم الإنسانية , هذه المشاعر التي تنسفها حفلات مدارس البنات بشكلها الحالي في لحظة واحدة , وقد يبقى أثر هذه اللحظة طويلاً لدى الطالبة ويولد لديها شعوراً بالنقص والدونية وانفصالاً عن المجتمع ويتطور لاحقاً إلى أمراض اجتماعية خطيرة .
البذخ الذي نشاهده حالياً وضياع الأموال في احتفالات ونشاطات لا تمت للتعليم بصلة إلا بالاسم , بينما كثير من متطلبات العمل التربوي يعتريها النقص والإهمال بسبب التركيز على المظهر وإهمال الجوهر .
أصبح نجاح المدارس وبروزها قائماً على عدد الطاولات المزركشة والحلويات ونوعيتها حتى تحتل مركزاً تربوياً مرموقاً !!
وبفضل بعض الأفكار التي تحسب أنها نيرة تحولت رسالة المدرسة من صرح ديني وتربوي وأخلاقي إلى مسرح يكرس في ذهن الطالبة عرض الأزياء والتباهي على زميلاتها بنوع الملابس والحلويات وليس بالتفوق الأخلاقي والعلمي .
لسنا ضد تكريم أبنائنا الطلاب والطالبات وتمييز المتفوقين منهم عن أقرانهم , شحذاً للهمم وزيادة في المنافسة , بشرط أن يتم ذلك وفق آلية واحدة يتم فيها المساواة بين الجميع ومراعاة الحالات المادية للأسر الضعيفة مادياً , وعدم صرف الأموال على شكليات لا تفيد في العمل التربوي بل قد تفسده .
وهذا كله تقع مسؤوليته الرسمية على إدارات التعليم التي يجب عليها ضبط مدارس البنات بدلاً من الاكتفاء بمشاهدة الكرنفال الاحتفالي عبر السناب وتوتير .
أيضاً مشايخ الدين عليهم التصدي لهذه الظاهرة التي لها أثار سلبية على الطالبات .
وأخيراً
من سمح لكم بتحويل قاعات التربية إلى كرنفالات ؟
ومن سمح لكم باختصار عقول الطالبات إلى مجرد أزياء ؟


2 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com