ألا يسعهم ما وسع الحسن


ألا يسعهم ما وسع الحسن


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2676882.html

من يشاهد حال الساسة وأصحاب النفوذ العرب في بلاد الثورات العربية لا يملك إلا أن يتذكر الحسن بن علي رضي الله عنهما .
فأي متتبع للأخبار يدرك حجم العبث الذي يمارسه هؤلاء الساسة المتنفذين مرحلياً في بلادهم , وكل هذا العبث من أجل تحقيق أهداف ومصالح شخصية أو حزبية أو مناطقية ضيقة .
وهذه الأهداف مهما رآها أصحابها محقة وعادلة فهي غير ممكنة التحقيق , بل هي تتصادم في أغلب الأحيان مع مصلحة الأمة والشعب والوطن .
إن تقديم أهداف الحزب أو المؤسسة على مصالح الوطن هو تدمير مستمر له , كما أن هذا الإصرار على المصالح الحزبية هو الوقود الذي لا ينفذ واللازم لدوام ما يخططه أعداء الأمة وأعداء الوطن .
فكلما أصر المتنفذون على مواقفهم وعلى رفضهم تقديم أي تنازلات أو تسويات تظل حالة الحرب والدمار والتخريب هي السائدة في بلادهم , وهنا لا فائز ولا مهزوم منهم فكلاً منهم يحتفظ بمميزاته ومكاسبه المرحلية , أما على ساحة الوطن فالكل خاسر وأولهم المواطن الذي يعيش في رعب وخوف دائم ويعاني النقص في الخدمات الأساسية كالماء والصحة والتعليم وحتى رغيف الخبز .
وعلى المستوى الأكبر فالوطن خاسر أيضاً حيث تنهب ثرواته وتضيع مقدراته ويفقد طاقات شبابه ويتراجع إلى الوراء في المجالات التنموية والسياسية والبنية التحتية والأمنية وغيرها .
وغالباً مايتطور الوضع إلى مرحلة أخطر من كل هذا التراجع وهي مرحلة دخول الجماعات الإرهابية في المشهد وسيطرتها على البلاد أو أجزاء منها ,
فهل من الممكن أن يُبرر تعنت المتنفذون والساسة كل هذا الدمار !
ولماذا لا يأخذون درساً من سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما حينما تنازل عن خلافة الأمة , وهو من هو من حيث النسب والفضل والقدرة على الحكم الرشيد , وترك كل المغريات وكل الدعوات المؤيدة له , في سبيل تحقيق المصلحة العليا للأمة الإسلامية وحقن دماء المسلمين , حتى سمي العام بعام الجماعة لاجتماع المسلمين فيه على كلمة رجل واحد وبعدها عادت الحركة والحياة تدب في جسد الأمة من جديد فاستمرت الفتوحات إلى سابق عهدها ودارات عجلة الاقتصاد من جديد .
حدث كل هذا بفضل الله ثم بفضل موقف حازم من رجل قفز على مصالحه الشخصية والعائلية ووضع نصب عينيه حياة أمته ووطنه .
أفلا يسع الساسة العرب أن يتخذوا نفس الموقف ويتنازلوا لبعضهم حتى الوصول إلى تفاهم وشراكة حقيقية يبنون من خلالها أوطانهم بالخير والمحبة والنماء .


3 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com