العباءة


العباءة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2682936.html

البحث عن المكانة والتقدير المعنوي والاجتماعي خصلة موجودة في كل البشر ولكن بدرجات متفاوتة حسب القناعة والفكر والظروف المحيطة بالإنسان الباحث عنها.
وصفحات التاريخ عامرة بالأمثلة لأناس خدموا البشرية بعلمهم وحكمتهم وتضحياتهم وفروسيتهم وكرمهم , وسطرتهم كتب التاريخ كأبطال وهم يستحقون .
وهذه القامات الرفيعة العظيمة تتنوع بتنوع الأمكنة والبيئات من المدن إلى القرى , ومن الحاضرة إلى البادية , والقاسم المشترك بينهم التواضع وبذل الخير للآخرين والعمل على إسعادهم .
وكل هذه القامات العظيمة لم يأتوا ما أتوا به بين ليلة وضحاها ولم يدخلوا التاريخ جزافاً , بل قدموا أمامهم التضحيات والأعمال الجليلة وإيثار الآخرين على ذواتهم .
وفي واقعنا الحالي نواجه العديد من باحثي المكانة والتقدير بلا أي مقابل , حتى لو كان هذا المقابل هو فقط دماثة الخلق والأدب مع الجميع , فهم غير مستعدين لتحمل ثمنه .
فيلبسون عباءة الكبر ويرمون عباءة التواضع والاحترام وراء ظهورهم .
تجدهم لا يقضون للناس حاجة , ولا يسعون في الخير والإصلاح .
يبتعدون عن ضعاف قومهم ولأغنيائهم يتقربون .
لا تجد على وجوههم إلا التجهم والعبوس كأنهم إلى حرب ضارية ذاهبين !
خشية من نزول مكانتهم التي هم بها يتوهمون وعلى سرابها يقضون جل أيامهم .
فعن أي مكانة وتقدير يبحثون ؟
وقد قالت العرب قديماً :
لا يتكبر إلا كل وضيع
وعلى الطرف الأخر نواجه من يستحقون أن نسطر أسمائهم في القلوب قبل الكتب .
حيث خلعوا عباءة التكبر ولبسوا عباءة التبتل والاستكانة للجميع .
اقتربوا أولا من البسطاء ولم ينسوهم .
لا تفارق الابتسامة محياهم , ولا عذب الكلام ألسنتهم .
يسعون مع الصغير وصاحب الحاجة والأرملة واليتيم .
فاستحقوا أن يحصلوا على عظيم التقدير والتبجيل .
وقد قالت العرب قديماً :
لا يتواضع إلا كل رفيع .
فانظر لنفسك مكانتها , فعباءة الحسب تظل قاصرة إذا لم تكن خيوطها مصنوعة من التواضع وحسن الخلق ومطرزة بالعلم النافع وحب البذل .


5 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com