د.أحمد عبدالقادر المهندس
كنت في نقاش مع مجموعة من الزملاء، وكنا نتحدث في عدد من الأمور النفسية، والتي تؤثر على صحة الإنسان. وقد تطرقت إلى أهمية الضحك في حياة الناس، وأحببت أن أضع أفكاري التي طرحتها على الزملاء بشكل مكتوب. فالضحك كما يعتقد علماء النفس هو إحدى السمات البارزة التي ينفرد بها الإنسان، حيث إنه سمي بالحيوان الضاحك. وبالرغم من أن بعض الحيوانات مثل القرود والغوريلا والشمبانزي تبدي نوعاً من أنواع الضحك والفرح، إلا أنه ضحك يختلف في أساسه ومفهومه عن الضحك البشري.
ولقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على التبسم، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة….الخ الحديث). ولقد كان صلى الله عليه وسلم ضحوك الوجه والسن وكثير التبسم في وجه أصحابه. وقد سمى العرب أبناءهم بصفات الضحك فقالوا: بسام-ضحاك – طلق – طليق – بشر…الخ.
ولا يقتصر تأثير الضحك الإيجابي على الحالة النفسية فقط، بل ربما يمتد ذلك إلى وظائف الجسم الأخرى. فقد ثبت أن الضحك يساعد على زيادة الأكسجين الذي ينشط الدورة الدموية، ويساعد على سرعة دفع الدم في الشرايين، فيتولد الإحساس بدفء الأطراف. وهذا يفسر أيضاً إحمرار الوجه عندما نضحك من قلوبنا، أو عندما نمر بحالات الخجل المرتبطة ببعض المواقف في الحياة الاجتماعية.
وتدل بعض المعلومات الإحصائية أن الإنسان المعاصر يضحك بمعدل أقل بكثير مما كان يفعل أسلافه. ولعل هذا يفسر بعض أسباب زيادة وانتشار الأمراض النفسية في المجتمع المعاصر.
ومع ذلك فإن هناك حالات مرضية، نجد فيها أن رد الفعل المباشر هو الضحك، نتيجة لبعض الاضطرابات النفسية، مثل الضحك الهستيري الذي لا يستطيع الإنسان أن يفرض سيطرته على سلوكه النفسي.
ويرى كثير من علماء النفس أن الضحك نعمة يتميز بها البشر لدفع التشاؤم، والترويح عن النفس، وكسر روتين الحياة الرتيب الناتج عن الجد والصرامة في الحياة العملية. ومع أن الضحك وسيلة صحية جيدة للهروب مؤقتاً من هموم الحياة، واستجابة للتخلص من ضغوط الواقع أحياناً، لكنه مع ذلك يظل تحت سيطرة الإرادة والعقل.
بقيت كلمة أخيرة عن أهمية الضحك، حيث يفيد باحثون أميركيون أن جرعة يومية من الضحك يمكن أن تفيد القلب،لأن الضحك مثل التمارين البدنية التي تجعل الأوعية الدموية تعمل بشكل أكثر فعالية وكفاءة.
فهل نقول لكم أعزائي القراء: اضحكوا كثيراً من أجل صحتكم..؟ لتكون أوعيتكم الدموية في حالة من الاستقرار، والعمل بنشاط وكفاءة عالية.
