اللغة العربية وأثرها في النفوس


اللغة العربية وأثرها في النفوس



الحمد لله وكفى
أتحدث عن عظمة اللغة العربية وتأثيرها في نفس السامع ونفاذ كلماتها كالإشعاع خاصة إذا كان المتلقي من المتبصرين الواعين لهذه اللغة ، ففي حروف لغتنا وكلماتها إعجاز يشبه السحر يتجلى في تأثر السامع وتجاوبه معها ، ففي الموعظة تجده يبكي وفي شعر الغزل تجده يطرب ويتغنى وفي المديح تجد المتلقي يسعد سعادة تجعله ينفق على الشاعر ويعطيه من المال والمكانة الشيء الكثير ، وفي الرثاء فقد سطر الشعراء أبياتا خلدها التاريخ وصارت مرجعا للحزن ، وفي الهجاء مثل ذلك ، ولاننسى أن القرآن الكريم يتربع على عرش الجمال اللغوي ففيه جميع ماذكر من آيات بلغت الكمال في الغرض المراد كأن حروفه تتنفس والحديث عن جمال اللغة في القرآن يحتاج سنوات لإتمامه ولكن أستطيع إفادة القارئ في آية واحدة حضرتني وأنا أكتب هذه الكلمات وهي قوله تعالى : ” أومن ينشاُ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ” أي وصف للمرأة أبلغ من هذا الوصف ، فالمرأة أثناء نموها تهتم بالحلي والزينة وتنشأ على هذا حتى إذا كبرت في السن فتشديد الشين هنا فيه جمال وبلاغة كما أنها في المخاصمة ليست صاحبة حجة إما لضعفها أو لحيائها ليست مثل الرجل في دفاعه عن نفسه ، وهناك مواقف لغوية كثيرة تدل على أثر اللغة في نفس السامع أذكر منها قصة الرجل الذي أُلهم حجته ،، يحكى أنه في عهد الرشيد خرج عليه أحد الرجال فجرد عليه الرشيد حتى انتصر عليه فهرب الرجل واختفى ولكن الرشيد شدد في البحث عنه وذات يومٍ دخل رئيس الحرس يبشر الرسيد بالقبض على عدوه ، فتهلل وجه الرشيد وقال : إليّ به ، فجيء برجلٍ مكبلٍ بالأغلال ، فقال له الرشيد متشفيًا : ماتريدُ أن أصنع بك ، فقال له الرجال في الحال : الذي تريد أن يصنع الله بك وذنوبك إليه أكبر من ذنبي إليك …فأطرق الرشيد متفكرًا ، ثم قال للحرس : خلوا سبيله ،،، وبعد أن خرج الرجل قال بعض الجلساء ممن كانوا عند الرشيد يا أمير المؤمنين : رجلٌ خرج عليك ولم يدخر في ذلك وسعا ، وقد أجهد رجال الشرط أنفسهم حتى عثروا به ، وبكلمة منه ينال حريته ، فاقتنع الرشيد وقال للحرس : أدركوا الرجل فردوه علي فهرعوا خلف الرجل حتى أدركوه وأحضروه ففهم الرجال بذكائه مادار في مجلس الخليفة من أن جلساء الخليفة وشوا به ،، فلما عاد الرجل و دخل في مجلس الخليفة قال : يا أمير المؤمنين : لا تطع الناس في أسيرك فلو أطاع الله الناس فيك لما ولاك عليهم ، فارتعد الرشيد من تأثير كلمات الرجل وتأثر وقال له اذهب فأنت حر وقال لجلسائه لا يراجعني أحدّ في أمره ،،

هذا الموقف يدل على عظمة اللغة وتأثيرها في نفس المتلقي فالذي تأثر من الكلمات ليس من عامة الناس بل هو خليفة المسلمين ..

تبقى لغة القرآن عظيمة مهما هجرت ومهما هوجمت .

لغتي يحار العقل من إبداعها
في النثر في القرآنِ في الأبياتِ

تضفي على كل العلوم مهابة
من رونق يطفو على الكلماتِ

عيادة خليل
معلم – عرعر


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com