الرجال من المريخ النساء من الزهرة


الرجال من المريخ النساء من الزهرة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2690184.html

“الرجال من المريخ النساء من الزهرة ” هذا عنوان كتاب المؤلف الطبيب النفسي الأمريكي جون غراي صدر في مايو 1992 وفيه يتناول المشاكل التي قد تحدث بين الرجل والمرأة نتيجة الاختلافات بينهم. وترجم إلى عدد كبير من اللغات، وبيعت منه ملايين النسخ ، والذي يقدم فيه وصفة تعيد الزوجين إلى حظيرة ملؤها الحب والحنان على كوكب يستحيل فيه ذلك ككوكب الأرض .

وسأعرض لكم جزءاً من مقدمة كتابه ” منذ زمن بعيد كان سكان المريخ من الرجال فقط ، وحينما كانوا يتسلون بمناظيرهم المقربة شاهدوا سكان كوكب الزهرة وهم من النساء اللاتي أيقظن كل نائم في هؤلاء السكان ، فصمموا فوراً سفن فضاء ورحلوا إلى النساء في كوكبهن ، فكان اللقاء الذي فتح القلوب على مصراعيها لحب جديد وخلاق ، ثم قرروا السفر للأرض كان كل شيء مدهشا وجميلا ولكن تأثير جو الأرض غلب عليهم واستيقظوا وكل واحد منهم يعاني من نوع معين من فقدان الذاكرة, فقدان الذاكرة الاختياري نسوا أنهم من عوالم مختلفة . ونسوا ما تعلموه عن اختلافاتهم , ومنذ ذلك اليوم كان الرجال والنساء على خلاف “.

ومثل هذه النوعية من الكتب تنتشر في أمريكا وأوروبا بشكل مثير ، ويبدو أن العدوى انتقلت إلينا فظهرت دورات تعنى بالأسرة ، وبالزوجين حديثي الزواج ، وكثيراً ما نقرأ عن دورات من هذا النوع تؤكد على حضور الزوجين مجتمعين من أجل حياة سعيدة تشبه إلى حد ما حياة الرجال والنساء على كوكب الزهرة في وقت مضى !

وفي نظري أن مثل هذه الدورات رائعة جداً ، وخصوصاً للأزواج حديثي الزواج ، لأن الفروق بين الرجال والنساء فروق في الطبيعة وليس في الهدف الذي يسعى إليه الزوجان وهو الوصول إلى السعادة الحقيقة ، ولكن في الوقت ذاته لا بد أن نؤمن أن مثل هذه الدورات الأسرية لا يمكن أن تصنع بيتاً سعيداً ، ولا يمكن أن تحقق النجاح المتوقع إلا إذا أراد الزوجان ذلك .

فالطبيعة المختلفة بين الزوجين تحتاج إلى تبصير ، ومما يؤكد عليه العلماء حسن الإصغاء للزوجة ؛ فالزوجة غالباً لا تحتاج إلى نصيحة أو تبحث عن حلول حينما تلجأ إلى الثرثرة بسبب مشاكل تتعرض لها في حياتها اليومية ، كل ما تريده مزيداً من الثرثرة على زوج يستمع بإنصات صادق ومتعاطف ، على عكس الرجال الذين يميلون إلى انتظار النصيحة وهي المساندة المتوقعة في حال وقوعهم في مشكلات صعبة ، والفروق بين الرجل والمرأة بسيطة وسهلة إذا ما عرف كل منهما سر الآخر ، وغياب هذا السر هو السبب في وقوع كثير من المشكلات الزوجية التي تنتهي للأسف بالطلاق .

وبطبيعة الحال يبقى الحل الأول لحياة سعيدة بعيداً عن الدورات يكمن في التربية الأسرية التي تهيئ الزوجين لحياة مشتركة قائمة على التكامل وليس على التفاضل ، وهذا لا يتم إلا عن طريق دورات أو كتب أو مستشارين نفسيين ـ مع اعترافنا بأهميتهم ـ ويتم بالدرجة الأولى عن طريق الأم والأم فقط ، فهي المربي القادر على إعداد زوجين رائعين ، أليست الأم مدرسة ؟

ولكني حالياً لست متفائلاً بأن كل الأمهات تستطيع أن تضطلع بهذا الدور ، في ظل انشغال كثير من الأمهات بعيداً عن المنزل ، ولعل نسب الطلاق المخيفة تنذر بخطر بدأ يجعل من دورات الأسرة والزواج أمراً مطلوباً ، مما ترك المجال لوسائط التربية الحديثة كالانترنت والفضائيات وغيرها أن تقوم بدورها بديلاً عن الأبوين ، وهنا لابد أن نعترف أن بعض الآباء والأمهات يحتاجون إلى دورات أو كتب من نوع الكتاب الذي أشرت إليه بدايةً حتى لا يفقدوا ذاكرتهم التي يجب أن تبقى متقدة ًعلى الدوام لإنقاذ زوجين جديدين ينتميان إلى كوكبين مختلفين .

Mk4004@hotmail.com


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com