2030 إعادة توازن الحياة


2030 إعادة توازن الحياة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2692168.html

سمو الأمير محمد بن سلمان خبيئة الله للأجيال القادمة كماقال الشاعر الكبير محمد بن عثيمين عن جده الملك عبدالعزيز رحمه الله

خبيئة الله في ذا الوقت أظهرها
وللمهيمن في تأخيرها شان

قال حفظه الله في مؤتمر إنطلاقة مشروع (نيوم) أن 70٪من الشعب السعودي بعمر الثلاثين ولن نقضي ثلاثين عاما أخرى في حالة حرب مع الافكار المتطرفة سندمرهم الآن وفورا ،أثلج صدورنا وملأنا غبطة نحن الأجيال التي تخطت عتبة الاربعين والخمسين لأننا ببساطة وجدانيا كنا نعيش النكبة تلو النكبة فنحن الجيل الذي عاش براثن الحروب ، حرب العراق وإيران ،وفاجعة الحرم ،وحرب إفغانستان، وقبل ذلك حروب عبثية مع عدو هلامي من أجلها كانت تتعطل الديمقراطية وتداول السلطة في بلدان ال 99.9٪ ، ويبرر القمع تحت راية لاصوت يعلو فوق صوت المعركة مع إسرائيل ،وتستنزف الثروات كلها لمواجهة ذلك العدو بأسلحة مهترئة ،وشعوب أنهكت ظهورها سياط جلاوزة الإستخبارات ،فخارت قواها ،فالذين كانوا يعتقدون أنهم يدافعون عن الوطن الواسع الممتد بالأحلام إكتشفوا أنه يطلب منهم دفع ثمن البلاطات التي ينامون عليها في زنازين الأنظمة الفاشية، وأن العدو الصهيوني لم يكن عدوا حقيقيا بالمقارنة مع مجالس قيادات الثورة والثوار ،أو مجالس قيادات الأحزاب الوطنية وأمناؤها ،وأن العدو الذي يقبع داخل الجسد العربي والإسلامي هو الأخطر فمن خرج سالما من براثن الفاشية الحزبية قضت على طموحاته وأحلامه فاشية أخطر وأنكى، وهي الفاشية المؤدلجة دينيا براجماتها ،ومفخخاتها ،وأحزمتها الناسفة أو عبث الطرف الآخر اللاأخلاقي بالأجيال من خلال مطاردات ثأرية ومهرجانات وبكائيات ذات طابع ساذج وجميعها إستهدفت أبراج العقل ودمرته ،وعندما نزلت به للتطبيق على أرض الواقع مثلت أقسى حالات الإجرام ،وزرعت دماءا وأشلاءا جعلت منها قاعا صفصفا تذروها الرياح ومشردين ينهكهم الجوع، والخوف يجرجرون خيباتهم بحثا عن مستقبل مجهول تتخطفه تارة تكبيرة المرشد الأسود وتارة تخاريف الولاة الموقعين عن الله !!!!
كنا إستيقضنا نحن جيل الكوابيس الجهنمية ذات صباح على الكابوس الأخطر عندما قام العراق بغزو الكويت ،وكان ذلك الغزو هو أبو الشرور في الشرق ،الغزو الذي دمر الجغرافيا والإنسان ليعيد صياغة كل شيئ من جديد ولكن بشكل أكثر تمزيقا حد العري ، كنا نعيش واقعا مريرا أنهكته الحروب القذرة سواء منها الباردة أوالساخنة ،وحروب الأفيون التي حررت إفغانستان وعميت وصمت عن بيت المقدس ولم تنجح سوى بإعادة البلدان التي حررتها إلى عصور ماقبل الإنسانية ، فكانت أبرز معطياتها طمس هوية الإنسان وتقويض قيم الحضارة البشرية ،فالبلدان التي كانت نموذج في التعليم والحضارة والأمن والعيش المشتركة ،تتحول إلى خرائب وأشباح ودمار للعقل الذي دمره الوهم !!!!
اتاح لنا العمر البائس أن نرى عودة هذا الأفيون مرة أخرى عندما ايقضت حرب تحرير الكويت المارد الجهادي في العقول والوجوه الممتقعة ، قتنادت تلك الأشباح لتجوب أروقة المساجد بحثا عن شيخ يشبع بها غريزة الهياج والزبد المتطاير الذي لايذهب جفاءا وإنما يخترق العقول الهشة والأفئدة الخاوية ،كنت حينها ذلك الشمالي الذي لايعرف أين يذهب في زحمة الرياض ،بعد عمل شاق ،فيستوقفني أي تجمع عند مسجد فأدخل لأستمع إلى الصيحات وأرى بأم عيني شباب متحمس يمررون ورقا مطبوعا ، ولم يكن سوى منشورات تحمل بعض المحاضرات ،والفتاوى عن الجهاد ،وقصص التضحيات ،وبطولات الفاتحين عندما حاربوا الكفر، وأهله والشرك وأهله ،والمرتدين والمنافقين وجمعهم ،وبعضا منها يحمل أسماء النساء اللاتي قمن بمسيرة يطالبن بقيادة السيارات وأرقام هواتفهن وأسماء أزواجهن كي يتكفل الأخوة بأمرهن بأي وسيلة تردعهن عن ذلك الغي ،أذكر كيف قام صاحبي بإلتقاط رقم إحدى الكاتبات المشهورات التي ورد إسمها في المنشور وراح يجرب الاتصال من كابينة مزروعة في شارع مهمل توضع بها قطعة نقود معدنية لكي تعمل ،رجوته أن لايفعل وسارع بإقفال الخط ،فحرمته أجر الإحتساب ومنعته من إثم الإزعاج فخرج كفافا لاعليه ولاله !!!
انتهت الحرب وأصبح الناقمين على وجود الأجانب يسارعون إليهم في قاعدة (العديد) حيث تجمع مايسمى علماء المسلمين وخمدت صيحاتهم ،وهياجهم ،فهناك كبر لديهم الحلم شيئا فشيئا، فأصبح لهم قادة وولاة ،وأعلام ،وقناة إسمها الجزيرة تحمل بياناتهم ،وخطاباتهم وتبثها من تلك الكهوف في تورا بورا ،ثم إنتقلوا إلى العمل المسلح والغزوات غير المباركة لعاصمة الحب ،والجمال الرياض ولأحيائها الوادعة كغرناطة ،والحمراء ، فكان أبرز أعدائهم الطفولة البريئة ،وحمامات الدور البيضاء كما كان حالهم مع الطفلة وجدان التي ذهبت لتتفقد حمامتها البيضاء على سطح منزلها بالقرب من مبنى إدارة المرور ، وكماهو حال جونسن المواطن الأمريكي الذي خطفته يد الإرهاب ووجدوا رأسه ملفوفا بكيس أسود ومخبأ بثلاجة الطعام !!!!!
بعد الثلاثين عاما التي تخللتها كل الأزمات عبر الوطن نحو الأمن ،والأمان بحكمة قادته وصبرهم وأصبحت تلك الأحداث أحاديث في الروايات التي أفرزها أدب الحقبة ،فتلاشت القاعدة ومعها الأحزاب الطائفية الأخرى التي توجه بعصى السياسة ،ورياحها الشرقية والغربية، وإن كان أطلت برأسها مجددا من خلال الربيع العربي وإفرازاته ،إلى أن منح الله الوطن قائده الفذ الملك سلمان بن عبدالعزيز باني العمق الإستراتيجي لسفينة الوطن كي تعبر بسلام موقدا شعلة فكرها المشرق ولي عهده الأمين أمير كل الأجيال ،معلنا العودة إلى توازن الحياة من خلال رؤية متطورة ومشاريع عظيمة تعبر بالجميع لمستقبل مليئ بالأحلام ،والإستقرار ،والبناء ، فيصدق كل ذلك أرقام المؤشرات العالمية في الإقتصاد والأمن بعيدا عن صيحات المتطرفين وهيجان المؤدلجين التي ملأت الأسماع وأعمت الأبصار وحجبت الرؤية طويلا عن المستقبل الذي لاتريد للأجيال أن تراه إلا من خلال إستراتيجيتهم الثلاثية للفناء : تكفير ،تفجير ، تهجير التي حتما ستتلاشى كما تلاشت كل عواصف الظلام من قبل ، ليبقى الوطن شامخا ومنارة للنور، والسلام، وسفينةنجاة لايسمح فيها أن تتحول المشاريع العظيمة إلى فشل عظيم كي يختطفها الفكر المسردب ،وغوغاء الخلافة ، ليلتزم الصمت أو الحيادحيالها العقلاء .
عمري الرحيّل


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com