هي القضية وهي الشماعة


هي القضية وهي الشماعة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2693366.html

هي قضية كل مسلم وهي أمنية الأماني في نفسه , ويحلم أن يراها محررة من نجس اليهود , ويرتفع فيها صوت الآذان بلا قيود ويدخلها كل مسلم وهي عربية إسلامية خالصة , وهذا وعد إلهي لابد يوماً من أن يبصر النور .
وهي الشماعة التي طالما استخدمت ومازالت تستخدم من بعض الأنظمة والأحزاب والمنظمات لاستمالة مشاعر المسلمين وتجنيدهم لأهداف هي بعيدة كل البعد عن مصلحة الشعب الفلسطيني .
وقرار الرئيس الأمريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها يؤلم كل مسلم وحتى العربي الغير مسلم , وخطورة هذا القرار تتركز في فتح الباب مجدداً للفوضى في المنطقة , والفوضى هي مايحتاجه الكيان الصهيوني ونظام طهران وبقية أذرعهما الإرهابية للاستمرار بالتنفس والبقاء على قيد الحياة والتوسع والسيطرة وبالتالي فاللعبة (إن جاز التعبير) أكبر من عملية نقل سفارة إلى مدينة هي محتلة في الأصل , وعاجلاً أو آجلاً سيدرك الرئيس الأمريكي أن قراره بنقل السفارة لا يخدم سياسة الأمن والاستقرار بالمنطقة التي ينادي بها .
وكالعادة استغل أعداء الإسلام وأعداء بلادنا قرار الرئيس الأمريكي بحجه أن علاقة المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية ترتقي إلى الحلف الاستراتيجي , وحاولوا تصوير أن هذا الحلف هو سبب رئيسي لهذا القرار الغاشم .
وهم في الحقيقة يعلمون أن سياسة المملكة تتسم بالاتزان مع الجميع وإقامة علاقات قائمة على مصلحة البلاد والمنطقة والعرب والمسلمين قاطبة .
وكون المملكة لديها علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يعيبها ولا يضعها في دائرة الاتهام , فدول قوية عسكرياً وصناعياً وسياسياً مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها مازالت تدور في الفلك الأمريكي , كما أن الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى يعرف ذلك الصغير والكبير ولابد من إقامة العلاقات والترتيبات اللازمة معها لضمان الأمن الإقليمي والعربي والدولي .
كما أنا معاداة الولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم بفرض العقوبات التجارية والمالية والاقتصادية كيفما تشاء , وبما تمثله من ثقل سياسي وعسكري وتقدم تكنولوجي وعلمي هائل هو ضرب من ضروب الانتحار البطيء خصوصاً مع حالة الضعف والشقاق المهيمنة على العالم العربي .
والمملكة حاولت جاهدة لثني الرئيس الأمريكي عن قراره الخاطئ , ولكن لم تصل إلى نتيجة مرضية لأسباب خارجة عن إرادتها .
ومحاولة بعض الدول والأحزاب استغلال القرار لمهاجمة المملكة فهو يأتي لإشغالها وثنيها عن دورها القيادي والمحوري الذي تقوم به منذ عقود وبالذات الدور الحالي والفعال في حفظ أمن المنطقة وإيقاف التمدد الإيراني ووقف نزيف الدم (العربي) .
العجيب أن الذين يلومون المملكة في علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يوجهون أي لوم أو عتب إلى إيران وحزب الشيطان وبقية الأحزاب المتحالفة معها سراً وعلناً على سفكها للدماء المسلمة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها .
الهجمة الحالية على المملكة تحديداً وعلى مصر العروبة كأكبر دولة عربية تكررت سابقا ولن تكون الأخيرة , ولكن اللافت للنظر هو حجم الرفض الشعبي لها .
كما أن هذه الهجمات على مملكتنا أصبحت تصيبنا بالغثيان من كمية التجني والكذب داخلها .
وعوداً على قضية المسلمين الأولى فإنها وإن كانت القضية الأولى فذلك لا يمنح الحق لأحد بجر شعوب الدول العربية إلى محرقه جديدة , فحفظ دماء الشعوب المسلمة مقدم على ماسواه .
ولنا قدوة في رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث بقي في طيبة سنوات عديدة ولم يحاول استعادة مكة وهي مكة حاضنة البيت العتيق بسبب قلة وضعف المسلمين في حينه , ولم يُقدم على فتحها إلا بعد أن ضمن قوة المسلمين واستطاعتهم , وكل ذلك من أجل عدم إهراق دماء المسلمين في معارك خاسرة .
ولنا كذلك في القائد المسلم صلاح الدين الذي لم يحاصر الصليبين في القدس إلا بعد أن وحد مصر والشام وضمن دعم بلاد المسلمين المجاورة له فامتلك القوة اللازمة لتحرير الأقصى .
أما في ظل ظروف التشرذم الإسلامي العربي الحالي فلن يتغير الواقع بسبب أن المسلمين والعرب مستمرون ومصرون على حالة الشتات والضعف فيما يبدو .


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com