صاحب السمو الملكي أمير منطقة الحدود الشمالية يزور محافظة رفحاء ويتفقد القرى القريبة ، حدث غير عادي في أذهان المواطنين في رفحاء وماجاورها ، فالتاريخ يمر من هنا ، هذه المناطق كانت مسرحاً لعمليات حرب الخليج الثانية ، كان وزير الدفاع آنذاك هو جده المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وكان نائب وزير الدفاع وقائد القوات المشتركة العربية آنذاك هو والده صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان آل سعود حفظه الله .
بين تلك الذكريات وبين هذه المناسبة السعيدة مسافات زمنية ارتوت أرضها بدم الأبطال ، وارتفعت الأوسمة والنياشين معلنه انتصار الشرعية التي كانت ولا زالت تدعمها بلادنا بلاد الحرمين الشريفين عبر قادتها وملوكها .
فيد تحرس الوطن في ساحات القتال ويد تبني الوطن في ساحات البناء والأعمال .
هاهو الأمير فيصل يمر من هنا ويضع بصمته في رحلة التشييد والبناء ، ويساهم كأسلافه في مشاريع التعمير والتشييد .
وفي هذا السياق المتوالي اسمح لي سموك الكريم أن أتناول موضوعاً يهم الشريحة الأكبر في المحافظة ودعني أجول بذاكرة الأيام فالمعاناة قديمة .
كانت عقارب الأيام تشير إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله المرتقبة إلى منطقة الحدود الشمالية في يوم ٢٠٠٧/٥/٥ م ، والاستعدادات تجري على قدم وساق ، المنطقة تحولت إلى خلية نحل ، لجان هنا وهناك وفرق عمل تواصل الليل بالنهار وعمال البلديات يجوبون الشوارع حتى في فترات خارج الدوام !!
وعلى الطرف الآخر يستعد مجلس التعليم في منطقة الحدود الشمالية لعقد جلسته الدورية التي سيترأسها لأول مرة معالي وزيرالتربية و التعليم آنذاك الدكتور عبدالله صالح العبيد . كانت محافظة رفحاء تترقب كغيرها مثل هذه الزيارات النوعية لتبث همومها واحتياجاتها ، كان هاجس ضرورة افتتاح إدارة للتعليم في المحافظة يلقي بظلاله على الجميع ، عشرات القرى المتناثرة وعشرات المعلمين التابعين لقطاع رفحاء التعليمي وتباعد المسافات بين أبعد نقطتين تابعتين للإدارة يصل إلى (١٤٠٠ كم ) كل هذه المبررات لم تقنع المسؤولين في الوزارة لافتتاح إدارة للتعليم في رفحاء أسوة بمحافظات أقل منها مبررات وتوجد بها إدارات تعليمية ، إذن هناك خلل ما ، وثمة هواجس تطوف هنا وهناك ، فعقد مكتب التربية والتعليم برفحاء اجتماعاً لهذا الغرض ، وكلفني مدير المكتب آنذاك أحمد العتيبي بكتابة هذا الملف الذي سيعرض على معالي الوزير في جلسة التعليم القادمة التي تسبق زيارة المليك للمنطقة .
وبعد عقد الجلسة ألقيت ورقة العمل ومعالي الوزير يستمع وقال للحاضرين وابتسامة تعلو ملامحة المريحة ( هذا الموضوع عندي ) ثم ضرب صدره بيده كناية عن تكفله بهذا الأمر . وأخذ الملف وغادر الجميع الجلسة والآمال ترفرف على أهالي المحافظة الذين أخذوا يرددون عبارة الوزير ( تزهل ) بنفسه !!
وبعد مدة من هذه الزيارة زارنا في محافظة رفحاء الأستاذ صالح الحميدي ( مدير عام الشؤون المالية والإدارية في وزارة التربية والتعليم وقتذاك) وقد وقف على احتياجات المحافظة ومنها افتتاح إدارة تعليم ، وأكد أن جميع مطالبات الأهالي ومنها افتتاح إدارة تعليم في رفحاء موضع اهتمام من قبل الوزير العبيد شخصياً، ولايزال الأهالي في المحافظة يأملون بانتهاء هذا المسلسل المكسيكي الذي طال انتظار حلقته الأخيرة في ظل غياب العمل المؤسسي وغلبة فكرة رأي المسؤول الأوحد !!
فكل مسؤول يلغي فكرة من قبله ، وكل وزير يأتي يتجاهل مطالب قدمت لمن قبله ، ولا عزاء للمواطنين وخصوصاً في رفحاء الذين يرون في افتتاح إدارة للتعليم هو من أبسط حقوقهم في ظل معطيات وبيانات وأرقام تقول أن عدم افتتاحها في هذا الوقت يطرح علامات استفهام ، ثم جاء الوزير الأمير فيصل بن عبدالله ، حتى تولى ( الإداري المحنك والأديب الأريب) سمو الأمير خالد الفيصل فكان الأمل يحدوا مطالبنا ، للمساهمة في نهضة تعليمية في منطقة مترامية الأطراف . ولكنه لم يلبث طويلاً وغادر دون أن تفتتح إدارة تعليم في المحافظة وجاء الوزير الجديد د عزام الدخيل ولا تزال أمال جديدة تبدد ظلمة هذا الليل الطويل ، ولكن دون فائدة ، والآن في عهد الوزير الحالي د أحمد العيسى نطمح من أجيال أجيال ٍ تستحق أن تستقل ببرامجها وميزانياتها ، فالتعليم هو أساس حضارة الأمم .
وبمقدم سموكم الكريم وفي زيارة الخير والنماء لمحافظة رفحاء يتجدد الأمل بهذا المطلب الهام ، الذي سيغير خارطة المنطقة ويزيدها قوة إلى قوتها من أجل بناء الإنسان وتوجيه الخطط التربوية والتعليمية في المنطقة دون تشتيت للجهود ودون هدر تربوي من هنا وهناك .
ياصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان آل سعود لا نجد من كلمات الترحيب مايوفيك حقك وتاريخك ومسيرتك الشخصية والمهنية ، ولكن نقول لك بكل الاحترام والتقدير :
الله لا يحرمنا من طلتكم البهية . وعلى يديك الندية تتحق بمشيئة الله طلبات أهالي المنطقة في عهد الخير والنماء ، ومرحباً ألف .
