عقول مفروشة ..!


عقول مفروشة ..!



حينما يبتعد الإنسان عن تغذية عقله بالقراءة والاطلاع والتفكَّر والجلوس مع الذات لتقييمها وتقويمها فسيجعل عقله معرضًا لأي تأثير خارجي (كالأكل المكشوف) مما قد يتسبب في (تعفّنه) ويؤدي ذلك إلى إصابته بعُسر (الفهم) ومع مرور الزمن سيصبح عاجزاً عن فعل ماهو مناسبٌ له وربما يتطوّر به الأمر فلايستطيع قول مايريد للتعبير عما يحتاجه ويصل لمرحلة الخجل حتى من حديث النفس فتراه في أغلب الأمور يلجأ لأقرب شخصٍ لديه ليسمع رأيه ( مُكْرهًا) ويسير خلفه حتى وإن كان في قرارة نفسه غير مقتنع .

‏هذا التصرف إراديًا كان أم لا إراديًا فهو في كلتا الحالتين يصنع عقولاً خاوية على (أصحابها ) ويتيح طرح تلك العقول في مزاد المناقصات العقلية فتكون مناسبةً لبعض المتنفذين والذي يحلو لهم الاصطياد في ( العقل ) العكر كي يستثمروها في بناء مجمعات (عقلية) يستفيدون منها ليقطنوا ماشاؤوا ويمارسون سطوتهم الفكرية ويتحدثون بما يتماشى مع مصالحهم ويصنفون كل شيء بحسب مردوده عليهم ، فيستهلكون تلك العقول (المفروشة) حتى يصنعوا لأنفسهم وهجاً يساعدهم على (تصريف) أفكارهم ، فما ينضح منها يصبّ في (مجاري) تلك العقول ،

‏والمصيبة الأعظم أن ترى تلك العقول تستميت بالدفاع عنهم ،

‏ويمكنك اكتشاف تلك العقليات بمجرد اختلافك مع ربّ (عقلهم ) فتجدهم يتسابقون لمهاجمتك ببسالةٍ لا تعلم من أين اكتسبوها إلا إن
‏كان الفتات الذي يبثّه مالِكهم ليغذي خلاياهم (البوقية) مطعمٌ بفيتامينات أو بروتينات (طبلية) تنشّط لديهم جهاز (الطّرق) وتقوي عضلات (الكف) ، ليحظوا بتأييدٍ ليس عن قناعة بل لأن هؤلاء المتنفذين يبدعون في صناعة الأتباع بشتى الطرق الملتوية ليكوّنوا خلفهم جيشاً من (المفروشةِ) عقولهم ويستخدمونهم في نشر مايريدون تطبيقه متأثرين بمقولة (لا أريكم إلا ما أرى )

‏وهكذا تتم (زراعة) الكائنات المطبلة ، فهم لم يُخلقوا مع الطبيعة ولم يتم استخراجهم من البحار أو المناجم بل هم حصيلة استثمار مزارع (باليةٍ) تُنثر فيها بذور الطبل ، والغريب في الأمر أن تلك المزارع لايتم تعريضها للضوء ولاتتم سقايتها (كي تتعوّد القمع) ومع ذلك تنمو وتتكاثر ليأتي ذلك المالك فيجمع محصوله منهم فيقطف أكثرهم طَرْقاً ويتجنب من يجد فيه نضجاً .

‏ولهذا تنتشر تلك الكائنات في بلاط كل (مسعول) يرى في نفسه أنه الأفضل والأميز ليعالج عقدة النقص لديه .

‏ولمعرفة هذا الكائنات ماعليك إلا أن تعرضها لجهاز كشف (الطبل) وستجد أنها سترسب في أول سؤال توجهه لها خصوصا إن بدأت سؤالك .. بِ هل تستطيع ؟
‏والسبب أن ليس لهم استطاعة على القيام بأي جهدٍ بما في ذلك تحريك عقولهم فكيف تريدهم أن ينجحوا في اختبار تعتمد إجاباته على ما تفعل .

‏لذاعزيزي القارئ عليك أن تعي أهمية هذا العقل الذي تملكه لأنه المسؤول عن جميع ماتقوم به من تصرفات وهو العنصر الأساسي الذي تستعين به في مجابهة أمور الحياة ، فبالرغم من صغره إلا أنك تستطيع أن تجعله بالحجم الذي تريد فإن استسلمت لتلك الفئة ( المتنفعة) فربما تجعله لايُرى بالعين المجردة ، أما إن قمت بصقله والتعامل معه بأفضل الطرق فستجده بحجمٍ يجعلك تتعامل مع كل أمور حياتك بيسر وسهولة .

‏فاصلة أخيرة :
‏كنتُ معنوناً مقالي هذا ب (عقول فندقية) ولكن رأيت أن تلك العقول لاترتقِ لمستوى الفنادق فاخترت أن تكون (مفروشة) كي يتبادر لذهنك أسوأ تلك الشقق وتعرف تماماً مصير أن يكون عقلك مؤجراً لغيرك وبالتالي تسأل نفسك :

‏هل عقلك مفروش ؟

‏                            سطام الشملاني#بنادول
‏                                      ⁦‪@banadol55‬⁩


5 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com