إخبارية عرعر - محمد الصقري:
أمطري، لا ترحمي طيفي في عمق الظّلام أمطري،
صُبّي عليّ السّيل، يا روح الغمام لا تُبالي أن تعيديني على الأرض حطام وأحيليني،
إذا شئت، جليداً أورخام اتركي ريح المساء الممطر الدّاجي تجنّ ودعي الأطيار،
تحت المطر القاسي، تئنّ أغرقي الأشجار بالماء ولا يحزنك غصن زمجري،
دوّي، فلن أشكو، لن يأتيك لحن أمطري فوقي،كما شئت،
على وجهي الحزين لا تبالي جسدي الرّاعش،
في كفّ الدّجون ، أيّها الأمطار ما ماضيك؟ من أين نبعت؟
أابنة البحر أم السّحب أم الأجواء أنت؟
ما أنا؟ ما أنت يا أمطار؟
لم أجد أجمل من مقطتفات لرائعة الشاعرة العراقية “نازك الملائكة” (على وقع المطر) عندما تغنت بالمطر بطريقتها الخاصة ، وتألقت بصور جمالية من الرومنسية تارةً ومن الحزن تارةً أخرى ، ومن الفرح مخرجًا.
المطر منحة ربانية من الخالق الرحمن لأرضه ولخلقه ، فكل من على البسيطة من كائنات حية ، ترقب وتنتظر هذه المنحة الربانية في كل عام ، لتتحول معها من حياة إلى حياة جديدة مليئة بالسعادة والجمال والنقاء.
فصوت المطر وهو يتهادى بقطراته المتواصلة يبعث شعورًا نقيًا يجسد قمة الصفاء من حولگ وتهدأ تلك الأنفس الأمارة وترجع لإنسانيتها الصِرفة، هذا ليس كلامًا رومنسيًا بل الرومنسية مصدرها المطر وهي المطر!
مدينتنا الجميلة الصغيرة عرعر الشمال عاشت ليلة البارحة أجمل أيامها في هذه السنة ، بعد مازارها ضيفٌ كريم بعد غياب طال انتظاره ، وكعادته ضيفنا الكريم حاملًا معه الخير والبركات.
وتزينت عرعرنا بحلةً جديدة غيرت ملامحها الشهباء ونفضت غبار العام وتجددت أطرافها وأوسَاطُها ، حتى بدت تللك العروس الجميلة ذات الخدود الناعمة البراقة ، ما أجمل المطر بعد غياب ..؟ أنه شوقُ عاشقًا لمعشوقةً بعد فراق طويلٌ سرمدي..!
نتتركم مع هذه الصور الجميلة المنتقاة بعدسة “إخبارية عرعر” من مدينة عرعر بعد سقيا الخير والبركة في ليلة البارحة: