إعادة تشكيل “الحوار الوطني”.. موجة جديدة من موجات الإصلاح نحو منصة حقيقية للاستماع للمواطن


بعد أن شاب أداءه تراجع واضح في الفترة الأخيرة

إعادة تشكيل “الحوار الوطني”.. موجة جديدة من موجات الإصلاح نحو منصة حقيقية للاستماع للمواطن



إخبارية عرعر - محليات :

عندما قرر الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده – آنذاك – الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمهما الله – إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني كان الهدف الأول هو تعزيز الوحدة الوطنية، وحماية النسيج المجتمعي من خلال ترسيخ قيم التنوع والتعايش والتلاحم الوطني، وذلك من خلال التحاور بين فئات المواطنين المختلفة على تنوُّع مشاربها ومنابعها.

وجاء ذلك في فترة حرجة، عاشها العالم بأسره، كانت تعج بالأحداث الإرهابية المحلية والعالمية في عام 2003م.

وأخذ المركز على عاتقه نشر ثقافة الحوار؛ حتى يكون أسلوب بناء من أساليب الحياة في السعودية، ومناقشة القضايا الوطنية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتربوية، وغيرها من القضايا التي تشغل المواطن، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري. وقد أتم حتى الآن مجموعة لقاءات وحوارات وطنية في أكثر من قضية، بخلاف اللقاءات الشهرية، وورش العمل.. ولكن شاب أداءه تراجع واضح في الفترة الأخيرة؛ ما استدعى إعادة تشكيله لمواكبة التطلعات.

وبحسب سبق فإن هناك استياءً كبيرًا، وعدم رضا واضحًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – عن تراجع مستوى وفاعلية المركز، وعدم تفعليه الأهداف المنوطة به بالشكل المطلوب والملائم؛ إذ لم ترق جميع الحوارات الوطنية التي أجريت – ما عدا النسخة الأولى – لمستوى التطلعات المأمولة.

لذلك كان الأمر السامي الكريم بإعادة تشكيل مجلس الأمناء، وتجديد الدماء، بنخبة من المثقفين السعوديين الأكفاء؛ ليكون منصة حقيقية للحوار الوطني، والاستماع إلى المواطنين كافة؛ لمواكبة تطلعاتهم، تحقيقًا لرؤية خادم الحرمين في التشديد على ضرورة أن يشمل الحوار جميع المواطنين، وإحداث حالة من النهضة في ذلك، بما يتناسب ومتطلبات المرحلة الحالية، ومما يحفز وتيرة المسيرة التنموية الاجتماعية والسياسية للبلاد، ويمثل خطوة إلى الأمام في سياق المشروع الحضاري السعودي.

كما يمكن النظر إلى القرار كموجة جديدة من موجات الإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين؛ لتجديد دماء الدولة، بما يتناسب مع الأهداف الكبرى، ويتواءم مع رؤية السعودية 2030. كما يحمل القرار الملكي في طياته بوادر مرحلة جديدة من مراحل نشوء السعودية الجديدة، التي تهدف إلى السلام الداخلي بين مواطنيها، والخارجي بين شعوب العالم.

واللافت اشتمال مجلس الأمناء الجديد على نخبة من المثقفين السعوديين المشهود لهم بالكفاءة، والحرص على التحاور، وإعلاء قيم التعايش، ومكافحة التعصب والتطرف، ومحاولتهم إيجاد مناخ نقي، تنطلق منه المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي ترفض الإرهاب والفكر الإرهابي.. وذلك يظهر بوضوح سواء من خلال كتاباتهم أو نشاطاتهم المختلفة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com