نسّم علينا الهوى !!!!


نسّم علينا الهوى !!!!



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2707800.html

إن ضاق صدري نحرت السوق
والا……تياسرت للسده
عرعر البساطة حيث البياض والنقاء ومركز إلتقاء وادييها العظيمين (بدنه-عرعر)
أطل عليها من صومعة الذكريات وصوت السيدة فيروز يأتي محملا بعبق الوجد(نسم علينا الهوى) ،نتصفح الملامح من خلال حساب عرعر القديمة بتويتر الذي أتاح للمتأخرين منا فرصة رؤية ملامح عرعر التابلاين ،التابلاين الذي أبكى عيون القدامى وهم يمرون به تقطع أشجاره وتحطم بقاياه لتباع بسوق الخردة .
أتصفح مقالا قديما لي أتلمس من خلاله خطى الفرح ردا على إحدى فعاليات الصيف التي كانت تجري في مدينتنا الحبيبة ، كنت أدعو من خلاله لثقافة الفرح واستغلال ضفة الواديين حيث تنشطر المدينة إلى نصفين كي تقام على امتداد ضفة الوادي الشرقية مقاهي للشباب حتى يتاح لهم من خلالها الإستمتاع بموسيقى هادئة وتعبق أرواحهم بنسائم القهوة المعتقة ليقرأوا كتابا أو مجلة أوحتى يتصفحوا رسائل جوالاتهم أو يراجعون مذكراتهم الجامعية فتكون متنفسا لهم بدلا من تجمعات الاستراحات ومهرجانات شد الحبل ومسابقة الرضاعة أو التمايل بتهور في شارع النخيل، وندع وادينا يرسل نسماته العذبة كمانسم وادي فيروز .
ولكن من المحزن أن وادينا تحول بلحظة عبث إلى مجمع للروائح الكريهة وأنكرناه بعدما كنا نسارع إليه لنلقي عليه أجسادنا المثقلة لنتخلص من عبء يوم دراسي طويل مرتبط بتعنيف أساتذتنا القدامى كعلي محمود، والجعيدي، والأستاذ ابوعبلي ، فنذهب إلى وادينا وهو يمر سريعا كالأحلام تتشابك أيدينا ونتجاوب على وقع هديره (أربعة شالوا جمل والجمل ماشالهم ) .
الآن نقطعه بسياراتنا أو نمر بحانبه مستعينين بأطراف أشمغتنا .
فتأهيل الوادي ضرورة صحية وتنموية ليكون رافدا ثقافيا وترفيهيا وتزدهر جوانبه المقاهي المفتوحة التي تشعرك بالحياة ليكون متنفسا حقيقيا بدلا من تلك الأرصفة الميتة والمراجيح المتآكلة والمستنقعات التي تصدرالروائح الكريهة وتفسد أمزجة البشر ،فالمقاهي هي ذاكرة المدن الحقيقية ومنبع الأدب والفن والثقافة العالمية ومنطلق الأدباء وتعتبر مصدرا لحركة التحولات الكبرى في حياة الشعوب وتسجل ذاكرتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،والمدن التي بلامقاهي مدن بلاذاكرة حقيقية .
كان مقهى الطاحونة هو اسم المقهى الذي بدأ فيه غابرييل غارسيا ماركيز حياته الأدبية، المقهى الذي لم يكن له فيه مكان محجوز، مثلما كان الطاحونة كانت مقاهي بغداد ودمشق والقاهرة لها تأثيراتها في حياة الأدباء والمفكرين في تلك العصور الزاهية ماقبل حقبة حرب الطوائف التي أهلكت الأدب وسرقت الحياة .
ففي القاهرة كان هناك مقهى الريش الذي دشنه الوالي العثماني عام 1908 وجمع في الستينات أشهر الشخصيات السياسية والثقافية، وقبله بكثير كان مقهى متاتيا الذي يلتقي فيه جمال الدين الأفغاني تلاميذه من رواد النهضة مثل محمدعبده وسعد زغلول وقاسم أمين عام 1875
وفي فلسطين هناك مقهى الصعاليك عام 1917،وفي بيروت مقهى مودكا في شارع الحمراء ببيروت ،وفي دمشق مقهى البرازيلي الذي اشتهر في الخمسينات والستينات وكان منطلقا لتأسيس حزب فكاهي اسمه حزب (يصطفلو) واتسم أعضاؤه باللامبالاة وشعارهم (إخوان الصفا وخلان الوفا والحكي بالقفا)
وفي بغداد كانت حاضرة الرشيد تتخذ من شارع الرشيد منظومة تبدأ من مقهى الزهاوي مرورا بمقهى أم كلثوم حتى مقهى إبراهيم عرب الذي يروي لزبائنه قصص عن الكذب الأبيض ويقول أنها حدثت له مع نوري السعيد وعندما ينتهي من سردها يقول طبعا نوري السعيد لايتذكرها لأنه كان (……..) !!!!


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com