محمد بن سلمان صانع التاريخ وبطل التحولات


محمد بن سلمان صانع التاريخ وبطل التحولات



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2710013.html

ثمة دول عدة على خريطة العالم تشكلت جغرافيا ونمت سكانيا منذ مآت السنين وتعاقب عليها قادة وزعماء لكنها لم تصنع تاريخاً ولم يكن لها موقع اقتصادي مؤثر في العالم ، وفي المقابل نرى نماذج مضيئة في التاريخ الحديث لافراداً صنعوا مجد أمة كما في تجربة مؤسس سنغافورة الحديثة وباني نهضتها ( لي كيوان يو ) و (مهاتير محمد) صاحب رؤية ( 20*20 ) بماليزيا والتي تحققت قبل موعدها المحدد بفضل الإرادة السياسية الجبارة والايمان بقدرات الانسان والاستثمار بها قبل اي عنصر اخر ، رغم ان هذه الدول لاتملك من مصادر الطاقة النفطية ذرة واحدة .
وفي بلادنا الفتية منذ ان تبوأ خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم مقعده من الملك والذي يصدق فيه قول الشاعر :
ملك تبوأ فوق النجم مقعده £ فكيف يطمع في غاياته البشر
يرجى نداه ويخشى حد سطوته £ كالدهر يوجد فيه النفع والضر .
أدرك حفظه الله وهو القارئ المثقف صاحب التجربة الادراية الرائدة والبعد المعرفي والثقافي ادرك حاجة المملكة الى طاقات شابه تواكب روح العصر وتستوعب تقنياته وتواجه تحدياته بكل عزيمة واقتدار فاختار حفظه الله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد لثقته حفظه الله بقدرات سموه في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة والمملكة جزء لايتجزأ منها ، فتسنم سموه مسؤلياته القيادية العظيمة في منطقة أقل مايقال عنها انها تعيش سايكس بيكو جديدة حيث اصبحت نهباً لأطماع الدول الاستعمارية ومخططاتها وحل الخراب والدمار والتفتيت وتشريد شعوبها والعبث بمقدراتها بشكل لم يشهد له العالم مثيلا .
وامام سموه ملفات واستحقاقات عظيمة داخلية وخارجية ، فخارجيا هناك ماسمي بالربيع العربي وما احدثه من خراب ودمار في بعض البلاد العربية ونمو الحركات الاصولية الارهابية في المنطقة وحركات الاسلام السياسي التي تتخذ من الاسلام شعاراً للوصول الى سدة الحكم والمدعومة من قبل قوى اقليمية لها مصالحها في زعزعة المنطقة وتقويض امنها وتمرير الاجندات الدولية والاقليمية ليسهل تنفيذ مخططاتهم العدوانية، ولا يخفى على احد اطماع ايران التوسعية ومحاولة فرض هيمنتها عبر تمرير مشروعها الصفوي التوسعي واذرعها الشيطانية الممتدة بالمنطقة ومحاولة خطف الهوية العربية في اليمن عن طريق جماعة الحوثي الشيطانية عبر مدها بالسلاح والخبراء والمال في محاولة للنيل من المملكة ، وداخلياً تتمثل التحديات في عدة جوانب ولعل ابرزها انخفاظ سعر النفط والذي يمثل حجر الزاوية في اقتصاد المملكة ومؤسسات تعاني من الترهل الاداري ومجتمع يعاني من انساق تقليدية جامدة ترفض التغيير بسبب طغيان وهمجية خطاب متشدد متجذر يستميت للحفاظ على مصالحه وامتيازاته ومكانته مماساهم بجمود القوانين وتغييب دور المرأة وساعد على تفشي الفساد المالي والاداري مماتسبب بخسارة مائة مليار دولار سنوياً وهو مايعادل ربع ميزانية الدولة كل عام ، وسعى سموه لمواجهة هذه الملفات الشائكة وتفكيكها بكل حزم
وصلابة ، ونظراً لمايتمتع به سموه من تأييد واسع وشعبيه جارفه في اوساط مجتمع يشكل الشباب فيه اكثر من 70‎%‎ رأى سموه اشراكهم في عملية اتخاذ القرار لبناء اقتصاد متنوع وحديث وقوي بعيداً عن هزات اسعار النفط وجعل اقتصاد البلاد مرهون بسياسة انخفاظ وارتفاع اسعاره.
كما سعى سموه لإشراك المرأة بعد عقود من التغييب والتهميش والتبعية والتخلف و الارتهان لتيار ظلامي متشدد غيب دورها وسلب حقوقها ، حيث اكد سموه في اكثر من مناسبة على اهمية أستعادة دورها الفاعل في عملية البناء والتنمية التي يقودها سموه .
واشار سموه في في حواره مع احدى الصحف الغربية حيث قال ( إن النهج الديني المتطرف في المملكة العربية السعودية ظاهرة حديثه نسبيا نتيجة للثورة الايرانية التي وقعت عام 1979 واحتلال المسجد الحرام في مكه من قبل متطرفين في ذات العام كردة فعل للتطرف الشيعي .
كما اضاف سموه في احد تصريحاته الى ان المملكة العربية السعودية تسعى جاهدة الى استعادة الاسلام الوسطي المعتدل الذي تمثل تعاليمه روح الاسلام وجوهره الحقيقي بعيداً عن التطرف والغلو والتشدد.
وإيمانا من سموه ببعث روح التجديد والتطوير والتنمية وإلحاق المملكة بعصر العلم والتقنية في عالم لايعترف بالضعيف والمتخاذل اتت رؤية سموه الطموحة 2030م في مرحلة بالغة الدقة والاهمية نتيجة التحولات التي تحدث من حولنا حيث حرص سموه على بعث روح التحديث في العمل الاداري وهيكلة آلياته ليواكب منظومات العمل واستعادة دور المملكة الاقليمي والدولي لثقلها الاقتصادي المؤثر وريادتها في كافة المجالات .
وشملت رؤية سموه الطموحة خططا واسعة بما تشتمل عليه من برامج إقتصادية واجتماعية وتنموية تستهدف نقل السعودية الى مرحلة مابعد النفط بركائز تنموية مستدامة مدعومة مدعومة بقيادة طموحة ومجتمع شاب ووفرة مالية .
كما تأتي استضافة المملكة العربية السعودية لمجوعة العشرين خلال عام 2020 م بالتزامن مع برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030م تتويجاً لدور المملكة المؤثر من ناحية قوتها الاقتصادية ومشاركتها في قمة العشرين خلال السنوات الماضية وذلك نتيجة للجهود الكبيرة التي قادها صاحب السمو الامير محمد بن سلمان مع دول المجموعة بإستطافة القمة .
ولان المستقبل يصنعه العلم والعمل والطموح كما يقال ، فطريق المجدد وصانع التاريخ وقائد المستقبل ابن سلمان متوجاً بالنجاح والنصر المؤزر بإذن الله والمجد لبلادنا وقائدها وولي عهده فهم بكل فخر ينابيع عطاء لاتنضب وعنوان لمرحلة تاريخية مجيدة لبلادنا وللأمة الاسلامية في طول المدورة وعرضها .وتحية لها في يومها الوطني المجيد ،
والله نسأل ان يديم أمنه على بلادنا وهي تحمل مشعل الانسانية ورسالة السلام للعالم اجمع وان يحفظ ولاة امورنا ذخراً للوطن وللمسلمين في مشارق الارض ومغاربها انه ولي ذلك والقادر عليه .
والله من وراء القصد .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com