تجربتي التطوعية !


تجربتي التطوعية !



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2710638.html

العمل التطوعي عمل سامي يقوم به مجموعة من الأفراد المُدربين على بعض الأعمال المتنوعة من خلال خبرات وتخصصات مختلفة لدى أفراد الفريق، وهذه الأعمال تقدم مساعدات وخدمات مجانية للمجتمع بدون مقابل أو أجر مالي أو معنوي ، يعتبرالعمل التطوعي معلم حضاري لأي شعب أو مجتمع ويبث فيه الحيوية بشكل منظم وراقي، ورافد بشري مهم لبعض القطاعات الأهلية ولأنشطتها المختلفة، كما أن العمل التطوعي المؤسسي يشارك في تخفيف العبء على الميزانية الحكومية، وهو دليل وعي وإيمان بالدورالذي يقوم به المتطوع من خلال الأعمال التي يقدمها للمجتمع.

وفي الأونة الأخيرة برز في منطقة الحدود الشمالية العمل التطوعي بشكل لافت وأصبح هناك حراك تطوعي كبير في جميع مدن المنطقة وخصوصًا في مدينة عرعر التي انتشرت فيها العديد من الفرق التطوعية في مختلف المسميات والمجالات، وكل هذا الحراك يصب في خدمة الوطن ويتماشى مع رؤية المملكة 2030 ويوافق تطلعات سمو أمير منطقة الحدود الشمالية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان الذي له الدور الكبير في بروز تلك الفرق من خلال الدعم المستمر وتوجيهاته الحثيثة في هذا المجال، وفي أغلب جلسات سموه الكريم كان يتحدث عن أهمية التطوع ويحث على مأسسة العمل التطوعي بشكل منظم واحترافي، مما يجعل من المجتمع الشمالي مجتمع راقي ومبادر في خدمة الوطن ويؤسس لثقافة تطوعية تجعل من الأجيال القادمة فاعلة في مختلف المجالات، والملفت أيضًا ويدعو للسعادة والفخر عدد المتطوعات في الفرق التطوعية فعددهن تجاوز الرجال بكثير، وهذا مؤشر إيجابي وكبير على الدور المهم التي تلعبه المرأة في شتى مناحي الحياة، كي تأخذ وضعها الطبيعي في المجتمع وهي نصفه.

وكاتب هذا المقال له تجربة شخصية في هذا الحراك التطوعي الجديد على المنطقة، وشارك في تأسيس أربع فرق تطوعية، وأصبحت تلك الفرق بارزة في أعمال كثيرة قدمت خدماتها للمجتمع ولبعض الجهات الفاعلة من خلال الشراكات المجتمعية مع تلك الجهات في تنفيذ بعض الأعمال، وفي المجمل العام التجربة مفيدة، وانعكست التجربة على العديد من الشباب والفتيات بشكل إيجابي.

وخلال هذه التجربة التي ترأست جميع الفرق التي شاركت في تأسيسها أكاد أجزم وبدون تحفظ أن الفتاة في المجال التطوعي تجاوزت الشاب بمراحل من ناحية إعداد الأفكار التي تتناسب مع إمكانياتها والتي يسهل تطبيقها على أرض الواقع، بعيدًا عن التنظير والخطط التي يصعب تطبيقها لقلة إمكانيات الفرق التطوعية.
والتجربة مليئة بالفوائد الكثيرة التي تعزز في الشخص الثقة والحماس والاستعداد التام لأي عمل يخدم المجتمع بدون تردد، ومن خلالها أستطيع أن أقسَّم المتطوعين أو الذين يرغبون في الانخراط في الأعمال التطوعية إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: يعتقدون أن العمل التطوعي يدر عليهم بعضًا من المال من خلال بعض الأعمال التي يقوم بها الفريق التطوعي.
والفئة الثانية: يعتقد أصحابها أن العمل التطوعي يحقق لهم الشهرة من خلال العلاقات العامة والإعلام المصاحب لتلك الفرق.
والفئة الثالثة: متطوعون ومتطوعات حقيقيون وبالمناسبة هم الأغلبية لكن هذه الفئة من المتطوعين تجد عقبات كبيرة أمامها، أولًا رغباتهم وأهدافهم تختلف عن زملائهم في تلك الفرق وعلى نقيض منها،
ثانيًا: تصطدم في عقبات التعقيدات والبيروقراطية لبعض الجهات الخدمية التي لم يتشكل لديها أهمية التطوع وفائدته لتلك الجهات، ولم يعوا أن العمل التطوعي يخفف العبء على كاهل أي جهة، فهو يوفر عليها الشيء الكثير، فأغلبية المتطوعين أصحاب خبرات وتخصصات متنوعة تستطيع أن تقدم خدماتها لأي جهة بدون مقابل متى ماوجدت الترحيب والدعم من أي قطاع سواء كان حكوميًا أو أهليًا.

ختامًا: العمل التطوعي يحتاج الكثير من الوقت والعمل حتى يصبح ناضجًا ومفيدًا للمجتمع ، وإن أردنا أن نصل بالتطوع لتطلعات الدولة – أيدها الله – لابد أن يكون العمل التطوعي تحت رعاية حكومية أو جهة رسمية تشرف عليه، ويعمل على مأسسته بشكل يكفل للمتطوع حقوقه التطوعية من ساعات العمل ويوثق خبراته في جميع المجالات التي شارك بها، وكذلك إيجاد التسهيلات من الجهات الخدمية والمعنية في تقديم الدورات المتخصصة للمتطوعين حتى تكون المحصلة والثمرة فرق تطوعية مدربة بشكل محترف وجاهزة لجميع المهام التي يحتاجها المجتمع والقطاعات الحكومية وغيرها من الجهات.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com