أفراحنا إلى أين؟


أفراحنا إلى أين؟



من يرى مناسبات الأفراح اليوم وترفها والزخم المصاحب لها من تكاليف ومبالغات في الترف يستذكر الماضي الجميل والبساطة فيه، فالأفراح قديمًا ومناسبات الزواج تختلف عن أفراح اليوم بشكل جذري، ففي القديم أفراح الزواج تعتمد على البساطة والميسور بدون تكلّف أو تحميل العريس ما لا يطيق من مهور وتكاليف باهظة مثل ما يحدث اليوم، وتجد في الزيجات قديما التعاون بين الأقارب والجيران في الفرح، وكانت الروابط الاجتماعية قوية تسودها المحبة والقرب من البعض، وتقام الأفراح في بيوت الشعر وفي أحيان في الخيام وتنصب تلك بأقرب ساحة، يجتمع فيها أهل الحي والزوار والمعازيم من أقطار البلاد، مباركين ومشاركين ومهنئين، تجمعهم الفرحة والأنُس على أصوات الألعاب الشعبية المشهورة بكل منطقة فالدحة في الشمال والسامري بالوسطى والسمسمية بالغربية وغيرها من الألعاب الشعبية المنتشرة في بلادنا، والتي يلعبها الكبار والصغار في الأفراح ببساطة بدون أي تكلّف أو مبالغة، وتقدم الأطعمة في مناسبات الزواج بما يكفي دون إسراف أو تبذير.
وأفراح الزواج قديمًا تستمر لثلاثة أيام متواصلة يجتمع فيها الناس، وتتيح الفرصة للجميع الحضور في تلك الأيام الثلاثة، وتقدم “العنايا” للعريس وهي عبارة عن هدية للعريس تُعينه في زواجه بعضها على شكل مبالغ مالية والبعض الآخر من الأنعام كلُ حسب استطاعته وحسب قدرته، ويشارك أهل الحي من الشباب والفتيات فى الطبخ وإعداد الشاي والقهوة، ويتسامر ضيوف الفرح لأوقات متأخرة من الليل في الفرح ومنهم من ينام في الخيام.
تنتهي تلك اللحظات الجميلة المباركة بذكرى لاتنسى..

أما الآن فالصورة تختلف تماما، قصور الأفراح والزواجات تكلف الكثير من الأموال، والطبخ يزيد عن عدد المدعوين وتهدر الكثير من الأنعام بمكبات النفاية ولا تجد الضيوف يتوافدون إلا بعد صلاة العشاء ليباركوا ويتناولون طعام العشاء ويغادرون سريعا دون أدنى مظاهر الفرح والسرور الذي كنا تشاهده قديما.

إهدار المال وتكاليف الفرح الباهظ متعب للكثير .. فإلى أين زواجاتنا وأفراحنا؟


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com