مناطق خفض التوتر


مناطق خفض التوتر



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2717088.html

مفهوم شائع سياسيا ظهر على نشرات الأخبار مؤخرا وبالأخص في الأزمة السورية ، حيث عمدت القوى المسيطرة على الساحة استخدامة كطريقة للتخفيف من الاقتتال بين الأطراف المتحاربة كخطوة أولى تتبعها خطوات أخرى لإنهاء كامل الأزمة.
في حياتنا الاجتماعية كم نحتاج للاستفادة من هذا المفهوم وتطبيقه وفق أسلوب مناسب للخروج من المشاكل أو العلاقات المتوترة .
في المنزل أو العمل وبين الأصدقاء لابد أحياناً من وجود مناطق لخفض التوتر حتى لا تتفاقم المشاكل وتصبح أزمات .
بين الزوجين بالأخص قد تفيد هذه المناطق ذات الفواصل (النفسية) في تحييد المشاكل الزوجية من خلال التركيز على الأمور الإيجابية المشتركة بين الزوجين والابتعاد عن أي أمور تؤجج الخلافات ورميها خلف أظهرهم برهة من الزمن حتى تبرد وتعود إلى حجمها الطبيعي وبالتالي تصبح قابلة للنقاش العقلاني والتفاهم ثم الحل .
وكما يحدث بين الزوجين قد يحدث بين الأقارب أو الأصدقاء توترات بعضها عميق يحدث شرخا يمتد سنوات وهنا يأتي دور مناطق خفض التوتر بحيث تسهم في عدم استفحال المشكلة وتحولها إلى قطيعة دائمة .
فتجنب الأمور التي تثير الحساسية أو الغضب لدى الأصدقاء والأقارب هو نوع من بناء مناطق خفض التوتر .
وعدم الرد المباشر والسريع وتأجيل اتخاذ القرار في حالة الغضب هو نوع من خفض التوتر .
وعندما تلجئ الأطراف إلى مناطق خفض التوتر فهي تتبادل فيما بينها رسائل حسن النية والرغبة الجادة في إنهاء الخلافات والانتقال إلى مرحلة الحل النهائي التوافقي حتى لو لم تصرح بذلك .
فالعديد من الناس لا يجيد التصريح بمشاعرة بشكل واضح .
فإذا أبدى رفيقك خفضا للتوتر فساعده على تثبيته ولا تقتحم المناطق المتوترة فتخسره .
وإذا تفكرنا بالحياه فالبشر على نوعين في التعامل مع التوتر .
النوع الأول هم من يصنعون مناطق خفض التوتر فالحكماء إذا أوكل لهم حل الخلافات تجدهم يستخدمون هذا الأسلوب من خلال تهوين الأمور والتقليل من حدة المشاكل وتطويق مشاعر الغضب وبعدها ينتقلون لوضع الحلول الناجعة.
أما النوع الثاني فهم من يصنعون مناطق تصعيد التوتر ويدفعون الأخرين إلى دخولها من خلال تدخلاتهم وكثرة أسئلتهم عن أمور لا تعنيهم وإساءة الظن والغيبة والنميمة فيحرثون الرماد ويخرجون من داخله نار الجمر .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com