عدسة” ضوء شمالي” إلى طريف تلتقي المبدعة “أنوار حسيان الاشجعي”


عدسة” ضوء شمالي” إلى طريف تلتقي المبدعة “أنوار حسيان الاشجعي”



الإبداع يراه بعض الناس موهبة وحرية وعبقرية، وهو مطلب حضاري جوهري لجميع الأمم، وهو ليس ترفاً بل ضرورة من ضرورات البناء، ومقياس من مقاييس تطور الأمم، ودليل على التقدم الحضاري، وهو الدافع لأي تقدم علمي أو فكري أو فني.

والمبدعون هم ثروة الأمة التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهم الشموس التي تضيء غياهب التخلـُّف، وعقولهم تخترق حواجز التقليد، وتبحر صَوْب المجهول، ومن ثم فبقدر ما تنجح أمة في الكشف عن الطاقات الإبداعية لأبنائها والإفادة منها، تكون أمة متقدمة ومتطورة حضارياً.

والإبداع – أياً كان فكرياً أو أدبياً أو فنياً أو مهنيا- يحتاج إلى عوامل مهيِّـئة تساعد على نموه، فهو يتطلب تربة خصبة وصحية لتنبت فيها بذوره التي لو لم تجد رعاية وعناية خاصة، فلن تكتب لها الحياة، وكما وعدناكم أن تتجول كاميرا وصُحفي الإخبارية في نواحي الشمال لتسلط الضوء على المبدع والمبدعة في مقره وتنقل لكم أسرار هذا الإبداع وكواليس هذا النجاح -المبدعة أنوار حسيان الاشجعي، (صاحبة متجر نُوَّار) والتي تسكن محافظة طريف، وتخصصها الإدارة والأعمال، موهبتها التصميم، التقنية، التنسيق.

– وفي سؤالها عن السرّ الذي يستتر خلف نجاحها؟

… أجابت عائلتي الحب الأول والأعمق، والمسند الأوثق، والمشجع الأصدق، الذين فرشوا الورد لهذا الطريق وساندوا ارتقائي وأشادوا بجهودي وإنجازاتي حين تبرق أعينهم فخرًا بي،وأضافت كذلك اصدقائي الذين آمنوا بنجاحي، وشدوا من عزمي وأخذوا على يدي بالمساندة والدعاء مما زاد ثقتي بنفسي، حتما لاينتظرون مقابل إلا أنه الحب الذي يتوج سماء الصداقة فهم أكبر نعمة للحياة.

– خلف كل إبداع داعم فمن هو داعمك الأول ومبارك هذا التفوق والإبداع؟

.. قالت من غيرهُ في الحياة مؤيدي في محنتي وعوني ومساندي، وهو الذي يملأني فخرًا ويغمرني سرورًا حين أقول هذا والدي.

‏‎وتابعت الإخبارية في لقاء المُبدعة، لكل نجاح نواقص في نظرك أنوار ماذا ينقص المبدع للظهور في مجتمعنا ؟

.. قالت كثير لكن من أهمها الجُرْأَة! نعم هي التي تتسهل بعدها كل الصعاب.

– في ضوء من هو المبدع ماذا تقترحين لتتغير نظرة الناس له؟

..أردفت بقولها هناك نظرتان في المجتمع للمبدع، الأولى تلك التي يرتفع سقفها إذ يرى أن المبدع آلة تتحرك بريموت كنترول فهو الذي يتوقد على الدوام و لا تنطفئ له شمعة وهذه النظرة يجب تقويضها وتقويمها مع ديمومة الثقة في المبدع حيث يكونوا له عونًا وسندًا وداعمًا بالتشجيع والنقد البناء،أما الأخرى التي لا ترى في المبدع شيئًا يدعو للإعجاب به وتقلل من شأنه وفي بعض الأحيان تسخر من موهبته التي وهنا يكمن الخطر بقتل الطموح بالإحباط وتثبيط الهمم، فيجب علينا توعيتهم بتقدير قيمة ما يفعله المرء وعدم التقليل من الآخر لمجرد أنه لا يعرف ماذا يفعل.. وفي كل يجب أن يمنح المبدع قيمته التي يستحقها ليستمر في العطاء.

– ولازالت كاميرا الإخبارية تتجول مع المبدعة عن قرب لنعرف عنها وصفها لنفسها بعيدًا عن رؤية المجتمع لها فمن الذات يولد الإبداع؟

— قالت بأنها ترى نفسها بين البعد والقرب كلما وصلت لهدف اتوق للوصول للآخر “هذه سمات الإبداع”التي لاتقف عند حد بعينة .

-هل يمكن لـ”أنوار” أن تختصر قصة نجاحها بسطور تكون داعم لغيرها وأثر به؟

..قالت كنت أطمح بعد تخرجي من الثانوية الدراسة بأحد جامعات الرياض لأنها كانت السكن لنا في تلك الفترة، لكن لم يكن من نصيبي ما أريد، وربما هي الخيرة ودرست هنا ولايخفى عليكم الفرق الشاسع بين المحافظة و منطقة الرياض من ناحية الخدمات والأماكن والدورات، فوجئت، وأصبت بصدمة وانغلقت على نفسي وكرسّت وقتي كلّه على الكمبيوتر حتى صار جزءًا مني فطورت نفسي من ناحية التصاميم وكل ما يخص التقنية، والحمد لله الآن أرى نتائج جهدي وثمار وقتي على أرض الواقع، وهذا من خيرة ما يختاره المولى في كل مايقدر لنا، ولكننا نستعجل!

-وتابعنا اللقاء الفرد جزء من مجتمعه فمن هي “أنوار” بالنسبة للمجتمع الآن ؟ وماهي تطلعاتها المُستقبلية؟ وكيف تطوري منتجك ليواكب الحياة؟

..أضافت قائلة لولا أنني أعتقد بأهمية وجودي في هذا المجتمع كلبنة تتمم البناء، لكنت هائمة على وجهي لا أتطلع لمستقبل ولا أصحح حاضرًا، ولكنني واثقة من أنني فردٌ يتمم أمة وبنور بصيرته ينير دربها، وبهمته الوقادة يحيي مجدها،كما أطمح لأن أكون سيدة أعمال ناجحة أساهم في نفع الآخرين قبل نفسي، وأسعى سعيًا حثيثًا لتطوير متجري الذي أبذل من أجله جل وقتي وجهدي، وأنا واثقة بالله أن كل ما أبذله من أجله لن يخيب،كما أنني أسعى لتطوير منتجي بدراسة احتياج المجتمع من حولي.

– لاشيء ينضج على الواقع بدون أن يمر بعقبات كثيرة وسؤالنا للمبدعة ماهي كواليس النجاح التي مرتِ بها ؟

‏..أضافت بأنه من المؤكد أن النجاح لن يولد بيوم وليلة، لقد واجهت صعوبات كثيرة ولا أزال أواجهها لكن المهم حسن التوكل على الله ثم الثقة بالنفس، وأنني أستشعر بأن نجاحي بفضل الله ثم بفضل بمساعدتي للآخرين وقضاء حوائجهم حتى لو كان أمرًا صغيرا،والعطاء بكل أشكاله، ودائمًا في مسيرتي ترافقني هذه الآية: {وابْتغِ فيما آتاكَ الله الدَّار الآخِرة}، ‏‎مؤمنة بأن أي موهبةٍ حبانا الله إياها إنما هي نعمةٌ عظيمة من الله تعالى لنا، فاجعلوا للناس نصيبًا منها وآتوا حق الله فيما أعطاكم وانتظروا الجزاء منه وحده، لا تقبضوا أياديكم عن الناس.‏‎
‏‎

وختامًا كلمة للمبدعة أعربت فيها عن امتنانها لـ”إخبارية عرعر” لتسليطها الضوء على فئة المبدعين والاهتمام بها وإقامة هذا اللقاء معها كما أنها تشكر ثقتهم وحسن ظنهم باختيارها وتمثيلها الضيفة الأولى “لضوء شمالي” ولقد وفقتم بطرح الأسئلة وأتمنى أنني وفقت في الإجابة عليها، تمنياتي لكم بدوام النجاح وبالمزيد من التقدم والتوفيق في مسيرتكم.

لكل إبداع حكاية شائقة تتوق لها صفحات القلوب وتفرش نجاحاتها المجتمعات لتعلو بين الأمم فنترككم مع زوايا خلف كاميرا الإخبارية لمنتجات المبدعة ولقاء آخر مع مبدع بإذن الله تعالى.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com