اخبارية عرعر : تنشررد الشيخ مطارد بن دخيل الذي حجبته صحيفة الجزيرة صباح اليوم


اخبارية عرعر : تنشررد الشيخ مطارد بن دخيل الذي حجبته صحيفة الجزيرة صباح اليوم



شبكة عرعر الاخبارية(خاص):
تنشر لكم شبكة عرعر الاخبارية رد فضيلة الشيخ مطارد بن دخيل العنزي على الكاتب الصحفي عبدالله بن بخيت :

[COLOR=red]هذه مصافحة أولى( لشبكة عرعر الاخبارية) التي تحمل اسما عزيزا على قلب كل شمالي ، وتحية حب وإجلال للقائمين عليها[/COLOR]

ويسعدني المشاركة بنشر رد على الكاتب عبدالله بن بخيت أرسلته لجريدة الجزيرة ، ولا أظنه سيحظى بالنشر ، فآثرت نشره هنا وهو حق مشاع لكل مطلع عليه إن رأى صلاحية نشره

[COLOR=red]ردا على ابن بخيت
الدعوة وتقدير العلماء من ثوابت هذه الدولة[/COLOR]

اطلعت على رد الكاتب عبدالله بن بخيت على فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو الإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء ،في جريدتكم الجزيرة في العدد 13066 في 4 رجب 1429هـ وفور انتهائي من قراءة رد المذكور تبادرت إلى ذهني مقولة ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ) ومع يقيني بكثرة العجائب في هذا المقال ،إلا إنني أعلن جهلي التام بالفن الذي يتقنه الكاتب فهل هو إحياء حفلات الطرب ، والعزف على العود كما صرح بذلك في إحدى مقالاته ، أم فن المغازلة التي جعلها إحدى الدوافع الأساسية للكتابة كما جاء في إحدى مقالاته في هذه الجريدة ، إضافة على أن المذكور غير معروف بدراسته الأكاديمية ، ولا مؤهلاته العلمية ، لذلك لا غرو أن تجد العجائب مجتمعة في هذا المقال.
إن من المسلم فيه عند نقاش أي فكرة أن ينظر إلى قائل هذه الفكرة ومتبنيها ، هل هو مؤهل لطرح هذه الفكرة ، وهل تأريخه يشفع له في هذا الطرح ؟ وهل فكره يرتقي لمثل هذا النقاش ؟ فلو أن رجلا من العامة ناقش مسائل طبية متخصصة ، أو نظريات هندسية دقيقة ، وبدا ينتقد المتخصصين فيها لعد هذا من السفه ، وهو ما كنت أتعامل به مع بعض الكتابات الصحفية ، بل إن بعضها إشهار لها ولكاتبيها ، متسلحا بمقولة الأديب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله( إن المبالغة في إنكار المنكر إشهار له ) وهذه الكتابات وخاصة ما تعلق بمسلماتنا الشرعية هي محاولات يائسة لا تلبث أن تتهاوى كقول القائل
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ولذلك سأضرب صفحاً عن الدخول في تفاصيل ما جاء في مقال الكاتب المعنون (إلى صالح الفوزان ) وأقف عند أمر هو الذي دفعني إلى الكتابة ، وهو ما فتح الله به على الكاتب من علم غزير ، واكتشاف خطير ، لم تتوصل له الدولة بحكامها وعلمائها ، ومستشاريها ووزرائها ، وتوصل له الكاتب فقط حينما قال إن هذه الدولة لا تحتاج إلى الدعوة لأن شعب المملكة ولد على الفطرة ،
صحيح أن هناك تعارض في كلام الكاتب في قوله( يخطئ الشيخ عندما يظن أن أحدا سيقترح إيقاف الدعوة إلى الله في المملكة العربية السعودية لسبب بسيط أن أبناء هذه البلاد مسلمون بالفطرة وليسوا في حاجة أصلا إلى من يدعوهم إلى الله).ولكن سأترك هذا التعارض لأنه يكشف بجلاء ، ويوضح بغير خفاء ما يحمله الكاتب من أدوات الكتابة ، وأقف عند الفتح الرباني لابن بخيت ذلك الفتح الذي غفل عنه الجميع ، فوزارة قائمة ، وأموال تدفع ، ودعاة تعين ، وجهود تبذل ، وأعمال دعوية تقام ، وكل ذلك من ميزانية معتمدة من قبل الدولة لوزارة تعنى بالدعاة ، أقول كل هذا في نظر ابن بخيت يظل هباء ًمنثوراً لأننا شعب على الفطرة لذلك لا نحتاج إلى دعوة ، أجزم بأن ابن بخيت غاب عن ذهنه قوله صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة ) وإلا لأضاف فتحا آخر وقال بأن العالم كله لا يحتاج إلى دعوة لأنه على الفطرة ، وليس الشعب السعودي فقط ، ولا ندري حينها ماذا نفعل بقوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ) وقوله ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) وبقية النصوص الواردة في الدعوة والدعاة .
إن مرد هذا الفكرة لدى الكاتب منبعها من ظنه أن المراد بالدعوة هي دعوة الكفار للإسلام فقط، جاهلا بأن الدعوة على ضريبن دعوة الكفار إلى الإسلام ، ودعوة المسلمين إلى الأوامر والنواهي الشرعية ، بل إن الله عز وجل دعا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى التقوى ، قال تعالى ( يا أيها النبي اتق الله ) فهل رسولنا صلى الله عليه وسلم ليس تقيا _ حاشا وكلا _ حتى يخاطب بالتقوى ، ولا أريد أن أطنب في هذه المسألة لأنها من بدهيات الأمور .
إنني كنت أتمنى من كل قلبي ألا يقحم الكاتب نفسه في أمور هي أكبر من مستواه الثقافي والفكري إلى حد المطالبة في إلغاء الدعوة ، تلك الدعوة التي تعتبر أصلا من الأصول التي قامت على هذه الدولة منذ قيامها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله ، وقبل ذلك التحالف بين سلطة السيف ، وسلطة العلم على يد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله .
إن المستقريء لنهج هذه الدولة يجد ذلك مستقراً في سياستها منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله ، وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين _ حفظه الله _ .
قال الملك عبدالعزيز رحمه الله عاداً نفسه من الدعاة _ وهو منهم كذلك _( أنا مبشر أدعو لدين الإسلام ، ولنشره بين الأقوام . أنا داعية لعقيدة السلف الصالح وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله وما جاء عن الخلفاء الراشدين ، أما ما كان غير موجود فيها ، فأرجع بشأنه إلى أقوال الأئمة الأربعة فآخذ منهاما فيه صلاح المسلمين ( ، وقال رحمه الله (: إنكم تفهمون ما مَنَّ الله به علينا وعليكم من نعمة الإسلام ، وتجديد هذه الدعوة إلى دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم).
وقال الملك سعود رحمه الله (جـاء الإسلام فنقلنا من الضعة و المهانة إلى أعلى الدرجات فكنـا أمنع الناس جانبا ، و كنا القادة ، وكنا الهداة الداعين إلى الله .)
وقال الملك فيصل رحمه الله (إن ما نقوم به في سبيل نشر العلم ، والدعوة إلى الله ، ونشر الثقافة الإسلامية ، فما هو إلا قليل مما يجب علينا . ولكننا نسير حسب الإمكانيات وحسبما يتحمله أو يقتدر عليه مجهود البشر) وقال رحمه الله (إننا في هذا البلد الشريف نعاهد أنفسنا على أن نكون ـ بحول الله وقوته ـ خداماً ـ لشريعة الله ـ داعين إلى الله , متعاونين مع كل إخواننا المسلمين في أقطار الأرض لما فيه نصرة هذا الدين نحن ماضون بحول الله وقوته في سبيله ولن يثنينا عن هذا الدين وعن هذه الدعوة لا قول ولا عمل فالذي نرجوه من الله سبحانه وتعالى أن يثبت أقدام المسلمين وأن يؤيدهم بنصر من عنده وأن يوفقهم لإتباع كتابه وسنة رسوله وأن يهدي من زاغ أو ضل أواشتبه.(
وقال الملك خالد رحمه الله (اختار الله عز وجل ـ وله الحمد والثناء ـ هذه البلاد لتكون منطلق الرسالة الإسلامية الخالدة ، ولتكون حاملة للهدى والعلم والعرفان ، تأخذ به نفسها ، وتبشر به الآخرين ، وتنشره في كل مكان . وبفضل الله وتوفيقه لم ينقطع موكب العلم والهدى في بلادنا العزيزة بل استمر في المسيرة والعطاء حتى عصرنا الحاضر)
وقال الملك فهد رحمه الله (المملكة العربية السعودية هي واحدة من دول أمة الإسلام هي منهم و لهم ، نشأت أساسا لحمل لواء الدعوة إلى الله )
وقال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله (إن مسؤوليتنا التاريخية تحتم علينا أن ننهض بعبء الدعوة مالئين قلوبنا بالتقوى، رافعين فوق رؤوسنا رايات التوحيد، مرددين قوله عز وجل: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلمتنَا لعبَادنا المرسَليْن إنَّهُم لَهمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الغَالِبُون).
وبعد هذا الإستقراء لبعض أقوال ملوك هذه الدولة المباركة منذ إنشائها لا يشك عاقل في إهتمامهم بالدعوة إلى الله ، فضلاً عما قاموا به من دعم لا محدود لها في داخل المملكة وخارجها فوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة بمكاتب الدعوة ، والمكاتب التعاونية ، والمراكز الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد هي منارات إشعاع أنشأتها هذه الدولة ، ورعتها ، وستستمر بإذن الله ، وحتى لو أخطأ بعض المنتسبين لها فهذا لا يبرر الهجوم عليها ،كما نغضب عندما يتجرأ شخص ويرمي السعوديين عامة بالإرهاب لمجرد أن البعض منهم ضل الطريق .
إن وجود خطأ في جهاز للدولة ، او لدى طائفة ، أو حتى لدى الأفراد هو أمر وارد ، فمن استقرأ التأريخ يجد أن بعض العلماء زلت به القدم في فتن مماثلة ، لكن الخطأ هو التعميم على بقية أفراد الجهاز ، أو الطائفة التي ينتسب لها المخطيء ومصادرة ما لدى الآخرين من حسنات ، إن من الدعاة ولله الحمد من له مواقف مشهود في محاربة هذه الأفكار عن طريق الدروس والمحاضرات سواء في المساجد أو المراكز الصيفية أو في الملتقيات ، أو عن طريق لجان المناصحة ، وعلى رأس هؤولاء العلماء الذين تساءلت عن دورهم قبل عشرين عاما كما قلت ، وانا لا ألومك لأنك لم تعرف دورهم فأنت لم تجالسهم ، ولم تخالطهم ، فشبيه الشيء منجذب إليه ، ولكن حبذا لو سألت الجهات المسؤولة عن الأمن وعن دور العلماء والدعاة في هذه الفتنة ، وليس ذنب الدعاة أن زل بعضهم عن الجادة فيعمم على الجميع ، وتصادر جهودهم ، نعم إن لدينا تحفظات على بعض الدعاة ، وعلى بعض الأعمال الدعوية التي تعتمد على الوسائل التهييجية ، وتحمل العبارات التكفيرية ، ولكن خطأ البعض لا يجعلنا نصل إلى حد المطالبة بإلغاء هذه المناشط والأعمال ، أليس من الأولى أن نطالب بترشيدها ، وهو ما يقوم به العلماء .
إن الدعاة إلى الله هم يدينون بالولاء لقادة هذا البلد ، ويحبون هذا الوطن ، ولا يرغبون في المزايدة على حب الوطن ، لأن حبهم لهذا الوطن من منطلق شرعي ثابت بإذن الله وليس مبنيا على مصلحة أو منفعة .
ولعل ما يفخر به الدعاة مايجدونه من ثناء العقلاء في هذا البلد ومن المسؤولين فيه على جهودهم وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الذي يلمس عن قرب جهودهم سواء عن طريق لجان المناصحه أو عن طريق المحاضرات والخطب والدروس .
إن من الأمور المضحكة هو ماطالب به الكاتب لمحاربه هذه الأفكار بالاستعاضة عن الخطب والمحاضرات والمناقشة والحوار إلى أساليب أخرى عن طريق البرامج الرياضية ، والأنشطة الفنية ؛ إنني أتخيل الجهات المعنية عن أولئك المنحرفين فكريا وهم يحملون ذلك الذي تشبع في فكر منحرف ككفر الدولة ، أو عدم شرعية البيعة ، أو جواز قتل رجال الأمن ، وهم يسمعونه أغنية عن الحب والشوق والوجد ، أو يشركونه في مباراة رياضية ، أظن أنه سيرجع عن الأفكار التكفيرية ، والشبه الضلالية ، ألم أقل لكم أنه فتح جاء به ابن بخيت ولم يأت به الأوائل.
لقد أثبتت الدراسات العلمية لظاهرة الانحراف الفكري أنه أحد أهم الأسباب لتنافس هذه الظاهرة هي بعض الكتابات المتشنجة من بعض الكتاب اتجاه بعض المسائل الشرعية مما يدفع الشباب إلى اخذ موقف مضاد ويقابل التطرف بتطرف مضاد , وهذا ليس تبريراً لأولئك الشباب المتطرفين بقدر ماهو تحذير من التطرف الأخر فكلاهما مذموم.
إن الكاتب من حيث لا يشعر ألقى بالتهم على بقية أجهزة الدولة عندما تساءل أين العلماء عن الشباب في الإستراحات المشبوهة ، والمقابر ، والمراكز الصيفية قبل عشرين عاما ، وأنا أقول هل يجرؤ ابن بخيت ويقول وأين دور بقية أجهزة الدولة الأمنية عن هذه الإستراحات المشبوهة ، وأين دورك أيها الكاتب الوطني الغيور ، أم أنك كنت حينها مشغولا في تعلم العزف على العود ، وفن المغازلة .
وتستمر الفتوح الربانية لابن بخيت حين يطالب بإلغاء المراكز الصيفية والملتقيات والمحاضرات وغيرها لأنها هي المكان الذي تظهر فيه الشبهات يقول (إذا كان الشيخ يرى أن هذه التجمعات مكان لدرء الشبهات فمن أين تأتي الشبهات إذاً؟ كيف تصل هذه الشبهات إلى صغار السن؟ الشاب الصغير يعيش ثلاثة أماكن في حياته كلها (البيت، المدرسة، المسجد). من أي من هذه الأماكن تصله الشبهات التي يتحدث عنها الشيخ؟ هل نحتاج إلى المراكز الصيفية والمخيمات لكي نخلص الأطفال من الشبهات التي تلقاها الأطفال من آبائهم أو من أئمة المساجد أو من المدرسين؟ الشبهات أيها الشيخ تأتي من هذه التجمعات. إقامة هذه المراكز وتجميع صغار السن فيها يعني ترك الأطفال يتعرضون للمرض ثم بعد ذلك نأتي بأمهر الأطباء لعلاجهم).
ولنقاش هذه الفكرة أقول أن الكاتب ذكر الأماكن الرئيسة في حياة الطفل وأماكن أخرى تكميلية ، وغض الطرف عن هذه الأماكن الرئيسة ، وقفز إلى هذه التكميلية (المراكز والملتقيات ) بالرغم من أنها محدودة الزمان أليس من الأولى أن تناقش الأماكن الدائمة ، فهل لديك جرأة أن تنادي بإغلاق المدارس والمساجد بدعوى أنها محضن للشبهات ، فقد ذكرت أئمة المساجد في هذا المقال بأنهم ممن ينشر هذه الشبه ، وقلت في مقال سابق في حكم عام أبعد ما يكون عن المنطق والصواب قلت (الجميع يعرف أن وزارة التربية والتعليم كانت في يوم من الأيام مرتعا للفكر الضالِ ومازال بها بقية لا يستهان بهم.) يا إلهي الجميع يعرف _ ولا أدري هل استخدم مصطلح المعرفة بدل العلم قصدا أو هكذا جاءت _ عن وزارة التربية هذا كله ، فهل ستطالب بإغلاق المدارس أيضا ، ثم أن هناك وسائل أصبحت أكثر تأثيرا في نقل الشبه فهل سنسمع الكاتب يوما يطالب بإلغاء النت ، والقنوات الفضائية ، وقراءة الكتب !!!.
ولعلي أختم ما أردت قوله بسياسة هذه البلاد مع العلماء التي لم يطبقها الكاتب ، فقد قامت هذه البلاد بتقدير العلماء وتبجيلهم ، ومحبتهم ، منذ عهد المؤسس رجمه الله أرسل الملك عبدالعزيز لولي عهده الملك سعود وصية قال فيها (ثم بعد ذلك تفهم أن كل شيء له حامية ومرجع، ومرجع المسلمين وحماتهم دينهم وعلماؤهم، فالعلماء كالنجوم زينة للسماء وقدوة للسائرين، ورجوم للشياطين) .
وقال رحمه الله في رسالة للعلماء حين وجهوا له النصيحة في أمر كان ينوي عمله رحمه الله (من عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل
إلى حضرات الاخوان الكرام قرة عيني وبهجة قلبي علماء المسلمين، وفقنا الله وإياهم لما يحبه ويرضاه، وجعلنا وإياهم في جماع عبيده وأوليائه آمين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلني كتابكم المكرم الذي هو غاية مرادي، والذي ابتهج به قلبي وسرني غاية السرور.
وقد أخذته بعين القبول، وهذا الذي يجعلني أزداد حبا لكم ووثوقا بكم، وهذا الذي أرجو أن يكون دائما منكم لي ولأمثالي بالنصيحة وأن الله يجعل القبول مني وممن ولاه الله أمر المسلمين بذلك إني اقول (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي) فما عملته من عمل موافق لكتاب الله فهو من الله، وما عملته مخالفا لأوامر الله فهو مني ومن الشيطان.
واستغفر الله وبحول الله وقوته سترون إن شاء الله ما يسركم في كل أمر يعلي الله به كلمته،ويزيل الله به كل أمر يخالف أوامره بحوله وقوته،وإني لا أزال رهين فضلكم ونصائحكم الثمينة وأرجو من الله أن يحيينا على ملة الاسلام ويقيم بنا اوامره، ويرسل الله فضله وكرمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
و جاء في برقية أبرق بها لولي عهده آنذاك الملك سعود – رحمه الله – بالنص الحرفي : " أوصيك بعلماء المسلمين خيرا ، احرص على توقيرهم ، ومجالستهم ، وأخذ نصيحتهم "
ومن تتبع سيرته رحمه الله يجد ان للعلماء مكانة عظمى ، ومنزلة كبرى لديه ، حيث كان يكبرهم ويجلهم ويبالغ في إكرامهم ويقدمهم علي إخوانه وأبنائه وكبار جلسائه ، ويصغي إلى آرائهم بكل قبول ، وقل أن يجادلهم في أمر يرون فيه ما لا يرى قبل أن يفسح المجال لهم للمناقشة فيه فيما بينهم ، فإن انفرد بعضهم أو أحدهم فيما يوافق رأيه ، لم يستعجل في الأخذ بما قال ، وتريث إلى أن يقتنع الآخر .
وكان لكبارهم هيبة في نفسه – غير مصطنعة – ولا سيما آل الشيخ حفدة من قامت على دعوته دعائم المملكة في سابق عهدها ، فقد سمع مرة يقول : " ما لقيت الشيخ – يعني عبد الله بن عبد اللطيف – إلا تصبب العرق من إبطي ".
ومن الشواهد على تقدير الملك عبدالعزيز للعلماء تخصيصه أوقاتا معينة في برامجه اليومية ، وبرامجه الأسبوعية لمجالسة العلماء والاستئناس بهم . وتبادل الرأي معهم بل وزيارة كبارهم في منازلهم والسؤال عنهم حال فقدانهم ، وتفقد أحوالهم ، وقضاء حوائجهم ، والإفادة من علمهم ، وقد سار أبناؤه من بعده على هذا النهج ، وكم كنت أتمنى أن يقتدى الكاتب بولاة أمرنا في تعاملهم مع العلماء حين يعرض لأقوالهم .
ولا يفوتني أن أنبه إلى الكاتب إلى تأصيل مهم ذكره صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله حينما اقترح أحد الصحفيين إلغاء جهاز الهيئة بدعوى أنه يفرخ الإرهاب فقال سدده الله (بصفتك مواطن سعودي فأنا أأسف أن يكون هذا مفهومك .. لأن هذه الهيئات الموجودة ومنها هيئة الأمر بالمعروف هذه هيئات حكومية .. هيئات الدولة .. والدولة دولة الإسلام وستظل هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر قائمة ما دام الإسلام قائما في هذه الأرض لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن أساسى في الدولة الإسلامية ، والحمد لله نحن دولة إسلامية وستظل باقية قائمة بأعمالها وكذلك ما يماثلها من مؤسسات .. أما كون أنه يحدث خطأ او أخطاء من أفراد فهذا لا يغير من مكانة هذه الهيئة بأي شيء .. ثم هذه الأخطاء تحدث في الأجهزة الأخرى الحكومية التي هي بعيدة عن هذا المجال

[COLOR=red]كتبه
مطارد بن دخيل العنزي
المستشار في مركز الدعوة والإرشاد في الرياض[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com