الباحث الفلكي الزعاق يتسائل عن ليلة القدر


الباحث الفلكي الزعاق يتسائل عن ليلة القدر



أكد الزعاق بأنه من المسلمات أن الله سبحانه جعل القدر في ليلة واحدة , ونحن نعرف واقعاً أن العالم الاسلامي يختلف في بدء صومه لمدة وصلت في بعض أحيانها إلى أربعة أيام , فمن تصدق عليهم ليلة القدر, نحن أم غيرنا من المسلمين ,علماً بأننا نعرف أن المسلمين لم يصوموا في يوم واحد بل بأيام متعددة.

كما بين الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك بأنها وردت روايات كونية كثيرة عن ليلة القدر لم يثبت الواقع المعاش أي واحدة منها رغم كثرتها , فالظواهر الكونية ظواهر منفكة عن السلوك والتواقيت البشرية فالشمس والقمر وحركاتهما وسكناتهما وجميع الأجرام السماوية لها نظامها الخاص المنفصل الخاضع لنظام الشئون الكونية فلها سلوك لا يعترية التغيير والخلل حتى يرث الله الكون وما يحتويه , وليلة القدر توقيت بشري , والشمس توقيت كوني وليس بينهما رابط بل هما سلوكان منفصلان عن بعض .

وما يذكر من أنه في ليلة القدر أو أي يوم من الأيام تشرق الشمس فيه لا شعاع لها فهذا لم يثبت علماً وتنكرها التجارب المخبرية والملاحظات البشرية , ولدي سجلات لشعاع الشمس تربو على 36 سنة وكلها تثبت ثبات شعاع الشمس على مدار العام , بل العلم أثبت أن الشعاع لو تغير قليلاً لتجمدت المجموعة الشمسية برمتها فضلاً عن أنها تنقطع من الشعاع , والشمس هي مركز الكون والأرض تدور حولها,ومفردة الشروق والغروب ناتجة من هذا الدوران ولا ينسحب هذا اللفظ على الأجزاء الشمالية والجنوبية المتطرفة من الأرض بل إن الشروق والغروب ينعدم بها لأن الشمس تمكث فوق أو تحت الأفق ستة شهور,وبمعنى آخر فإن الشروق والغروب يطوفان على أجزاء الأرض على مدار الثانية , فالشروق يختص بالأرض والشعاع يختص بالشمس وإذا كانت الشمس على زاوية 90 درجة من مكان محدد من الأرض تكون في حالة الشروق على هذا المكان وفي نفس الوقت تكون في حالة زوال في مكان آخر وتكون في حالة غروب في مكان ثالث وتحت الأفق في مكان رابع , فلو فرضنا أنها تشرق لدينا بدون شعاع فهذا يعني أنها ستكون في نفس اللحظة لا شعاع لها وهي فوق الرأس في المكان الذي يقع شرقنا وعلى بعد 10.000 ك م , وهذا لايستقيم البتة علمياً , ولو قدر أن الشمس انكمش شعاعها لبرهة من الزمن وهي فوق الأفق لتحسستها المراصد الدقيقة ذات الحساسية المفرطة المبثوثة على وجه الأض وعلى جبهة السماء , وما يروى من أن ليلة القدر ليلة هادئة لا حارة ولا باردة , لا يصح ولو من سم الخياط , فالصوم يطوف على فصول السنة من حر وبرد ومرت بنا سنون قبل عشرة أعوام كانت ليالي الصيام شديدة البرودة والصقيع لم يعترها اعتدال , هذا بالنسبة لنا , وهناك مناطق في شمال الكرة الأرضية مرت عليهم أيام الصيام وقد عاشوا تحت درجة حرارة 68 درجة تحت الصفر , فهل كانت ليالي معتدلة عندهم.

وما ورد عن الظواهر الكونية المصاحبة لليلة القدر منقول عن العباد الصالحين أو التابعين , وهناك بلدان في شمال الكرة الأرضية خلال هذه الأيام ينعدم الليل عندهم , فأيامهم نهار دائم لشهور عدة والروايات تتحدث عن ليلة القدر , فهل تلغى لديهم هذه الليلة.

ومن جهته هاجم عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع من يحددون ليلة القدر من خلال الحسابات الفلكية، وقال: هذا نوع من الدجل وليس له أي أساس من الصحة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر)، وقال عليه الصلاة والسلام (تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر)، وفي حديث آخر (رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها). ومعناه أي في الليالي الوترية، ليلة الحادي والعشرين، والثالث، والخامس، والسابع، والتاسع والعشرين. فهذه الليالي هي مناط ومحل ليلة القدر. أما كون النبي عليه الصلاة والسلام يعلم ليلة القدر، أو يعلم اسم الله الأعظم، أو يعلم ساعة الإجابة في يوم الجمعة أو غير ذلك، وأخفى ذلك على هذه الأمة، فإنما هذا الإخفاء كان لمصلحة عظيمة جدا، وهي أن يتحرى الناس العبادة، ويجتهدوا فيها في معظم هذه الأوقات؛ لأنك لو علمت يقينا أن الساعة التي يجاب فيها الدعاء في يوم الجمعة هي ساعة كذا بالتحديد، لانقطعت في هذه الساعة للعبادة والدعاء والذكر والتسبيح، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام عمى ذلك على الأمة فقال: (إن في الجمعة لساعة ما يدعو فيها أحد إلا استجيب له).

وأضاف المنيع: الجزم بأن ليلة القدر ستأتي في الليلة الفلانية وفق حسابات معينة دجل وتخرصات غير صحيحة وترهات باطلة لايقرها لادين ولا علم، وهي أشبه بمن يدعون بأن يوم القيامة سيكون في عام 2012 ونحوها من الأكاذيب التي تتحدث عن نهاية العالم.

وبين المنيع أن ليلة القدر قد تكرم الله بها على عباده وأخفاها عنهم حتى يتحروها ويقوموا لياليها.

وطالب المنيع المسلمين بعدم الالتفات لمثل هذه الترهات لأنها تعتبر تغريرا بعقول المسلمين وكذبا عليهم، مشددا على أن ليلة القدر خير من ألف شهر، أي أن العبادة فيها تعادل عبادة 83 سنة، وهي فترة قد تفوق عمر الإنسان، لذا فكل ثانية في هذه الليلة هي كنز ثمين جدا ينبغي استثماره في العبادة وعدم التفريط به.

وكان قد راجت أخبار حول أن ليلة القدر هذه السنة قد صادفت ليلة 23 رمضان ( مساء الاثنين 22 رمضان 1432هـ الموافق 22 أغسطس 2011م).

بناء على الحركة المنضبطة لانتقال ليلة القدر على مدار الأعوام بالترتيب (دورة تستغرق 8 أعوام) هي:

27 ، 23 ، 25 ، 21 ، 23 ، 25 ، 29 ، 25، ثم تبدأ من جديد من ليلة 27 بنفس الترتيب السابق: 27 ، 23 ، 25 ، 21 ، 23 ، 25 ، 29 ، 25 وحتى نهاية الزمان على كوكب الأرض.

وذلك مع الانتباه لضرورة أن تكون ليلة القدر دائما هي ليلة يوم الثلاثاء (أي دائما تكون مساء الاثنين من أذان المغرب لأذان الفجر)، ولو لم تكن ليلة الثلاثاء لأن ليلة الثلاثاء تكون ليلة زوجية، فيكون هناك خطأ في توقيت دخول بداية رمضان نفسه، وبذلك ستكون ليلة القدر ليلة زوجية (هي بالطبع فردية لكن الحديث عن خطأ توقيت دخول بداية الشهر هو الذي يجعل ليلة القدر ليلة زوجية)، ويتم الضبط هنا من خلال ليلة (الثلاثاء) لأن ذلك أمر ثابت، وليس ليلة الرقم الفردي أو الزوجي. قد توجد 2 ليلة ثلاثاء في العشر الأواخر، ولن يوجد اشتباه بينهما، فهي محسومة لليلة التي يتطابق رقمها (الفردي الأصلي) أو (الزوجي الناتج عن خطأ بداية دخول الشهر) مع الدورة المذكورة أعلاه والتي تستمر لمدة 8 سنوات ثم تبدأ من جديد. وقد أورد ذلك في بحث مفصل وموثق الشيخ ممدوح بن متعب الجبرين، خلص منه إلى العديد من النتائج، منها:

تحديد ليلة القدر ومعرفة اسم هذه الليلة معرفة يقينية، معرفة وتحديد ليلة القدر في عشرات بل مئات بل ألوف السنين الماضية والقادمة، تثبيت العلم بدخول شهر رمضان المبارك في مئات السنين الماضية والقادمة تثبيتا قطعي الصحة، وهذا التثبيت هو على كل بقعة على الأرض بليلة واحدة.. أي أن المسلمين في أي بقعة على هذه الأرض (كل الأرض) سيصومون في يوم واحد، تحديد دخول السنة الهجرية وانتهائها تحديدا صحيحا، تحديد دخول شهر (ذي الحجة) تحديدا صحيحا، تحديد ليلة نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاسم والتأريخ».


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com