الجريمة تقتل المعروف


الجريمة تقتل المعروف



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][COLOR=#080800]

تذكرت بيت الإعرابي الشهير: ” ومن يصنع المعروف مع غير أهله .. يُلاق الذي لاقى مُجير أم عامرِ “، وأنا أقرأ خبر مقتل أحد تجار الأبل والذي وجد مرميا بالثمامة وهو مضرجا بدمائه الذي ليس له ذنب سوى انه قام بعمل معروف وأجار مسكين يلوح بيده المتعبة على الطريق وحمله معه بسيارته ، نحن السعوديين دائما ما نتميز بطيبة القلب وكرم النفس وحلاوة العشرة والتفاعل القوي مع كل موقف يصادفنا ما يدفعنا لذلك سوى مخافة الله ثم الحس الأنساني الرقيق والعاطفة االجياشة تجاه الحالات المحتاجة ولكن من المفترض مع تفعيل السجايا الجميلة يجب ان لا ننسى أن نأخذ الحذر وندقق في الأشياء ونمحص المواقف ، إن مثل هذه الجريمة البشعة ، سوف ترسم صورة سيئة لدى البشرية جمعاء وسوف تقطع المعروف ولن يتوقف أحد لأحد ، وقد يموت الإنسان المحتاج في مكانه ولن تقدم له مساعدة ،هناك قصة دائما ما تروى في المجالس وخاصة عندما يذكر عمل المعروف وفاعله ، بأن هناك رجل كان على حصانه في الصحراء وإذا به يشاهد رجلا يتهاوى من شدة التعب والجوع والعطش ، وهو يسير على قدميه ، فأسرع إليه وجلس معه وأسقاه الماء وأطعمه الطعام ، حتى اشتدت حالته ، وزان عوده ، ثم طلب منه أن يركب الحصان ، وهو يمشي على الأرض ففعل ذلك ، وما أن تمكن من ذلك حتى هرب بالفرس ، غضب صاحبه وركض خلفه حتى أدركه ولم يقتله ولم ينزله من على صهوة الجواد بل قال : له أذهب ولكن لا تخبر أحد من العرب بذلك خوفا من أن ينقطع عمل الخير والمعروف بين الناس ، جميلة هذه الصورة النقية من هذا الرجل العربي الأصيل ، وما قام به هذا المجرم من قتل من ساعده ، وحماه من البرد ، قد يكون كفيلا بقتل عمل الخير ومد يد العون والمساعدة ، خاصة لمن يقفون على مفارق الطرق سواء الدولية أو الداخلية ، هذا المجرم تخلى عن كل معاني الانسانية وتجرد من كل عناصر الرحمة بفعلته هذه وفعل كفعلة تلك “الضبعة ” التي أجارها ذلك الأعرابي في منزله ومنع الناس من قتلها وأطعمها وأسقاها ولما أشتد عودها هجمت عليه وافترسته وبقرت بطنه فجاء ابن عم له يزوره في الصباح وإذ به مجندل وقد بُقر بطنه وأُكل قلبه فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال هي والله التي أجارها بالأمس من القتل، فأخذ قوسه وكنانته وتبعها، فلم يزل يبحث عنها حتى أدركها فقتلها ثم بكى على ابن عمه ، الأمن السعودي استطاع أن يقبض على هذا المجرم على الرغم من عدم وجود من أي دلالات على هذه الجريمة ولكن بتوفيق من الله وحنكة رجال الأمن ، وسوف ينال الجزاء الرادع ويقام عليه الحد جراء ما أقترف من جريمة بشعة هزت المشاعر الأنسانية .

مطيران النمس

[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com