[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]
ما أحلى ذلك الغروب المشوب بحمرة الشفق وأنت تخلو بنفسك بعيداً عن ضجيج المدنية وصخب الحديد , وتذمرات من طلبات “الربَّة” الفولاذية.
نعيش مع دورة الشمس فلكية الكون , تغمرك انشراحات تأملات خلق الوجود والتحليق في فضاء الله , إنها عبادة التأمل التي تكاد من العبادات الغاربة في مجتمعنا الإسلامي خاصة المجتمع النفطي الذي سرب نهار أو سرى ليلاً وهم الفقراء والخشية منه إلى الركوس في هزيمة الرأسمالية الموحشة.
هذا ما قرأته في هذا المساء مع هذا الكتاب الذي ………. وهو رسالة دكتوراه للأستاذ القدير/عويض العطوي “بلاغة الحال في النظم القرآني”
وقفت عند صــ444ـــ وسوف أنقل لكم ما تأثرت به لكنه تأثر أخافه عابراً ما أن أدلف مدخل المدينة تبهرني الأضواء ويقذف بي الشياطين من ساحل القرآن ومساءات الصحراء الجميلة إلى يم الغفلة , وتعاليل الليل في استراحات “المهايطات” والجدليات الهابطة.
“يقول د/ عويض جزاه الله خيراً ونفع بما كتب كانت الشواهد المتعلقة بتصوير البعث والنشور بهذا الجانب مشحونة بالأحوال المصورة بكل سماتها ونواحيها , ويظهر ذلك جلياً في مثل قوله تعالى”خشعاً أبصارهم , يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر” (7) القمر.
إنه مشهد مذهل من مشاهد الحشر يوم القيامة تسوقه لنا هذه الآية , إنه مشهد إجابة الناس إلى ما تفزع منه النفوس , وتهلع منه القلوب وقد جاءت الأحوال الخمسة:
“خشعاً أبصارهم , يخرجون كأنهم جراد , مهطعين … يقول الكافرون” لرسم وقائع هذا المشهد المخيف , إنه تصوير بالجرس والصيغة كما في “خشعاً” وما فيها من تشديد الدال على عظيم ذلتهم , وتصويره بالحركة والإيحاء في “يخرجون” “مهطعين” أي مسرعين مادي أعناقهم أو ناظرين إليه لا يقلعون أبصارهم , تصوير بالتشبيه “كأنهم جراد منتشر” كلها صور متناسقة يكمل بعضها بعضاً في رسم مشهد الحشر العظيم.
ياله من مشهد ما أعظم شأنه , كيف لا يكون كذلك ووصفه تقشعر منه الأبدان فكيف بحقيقته ومعاينته نسأل الله الرحمة ؟!
وتأتي الصورة التشبيهية وسط هذا العقد من الأحوال المصورة , فتبرز كثرة الخلق وتموجهم واختلاط بعضهم ببعض , ويقول البقاعي :
“كأنهم في كثرتهم وتراكم بعضهم على بعض من كبيرهم وصغيرهم وضعيفهم وقويهم , جراد منتشر”
كتبه أخوكم ابن الراعي
عياد بن مخلف العنزي
[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]
