ضحايا العامل الزمني في مشاريع الطرق


ضحايا العامل الزمني في مشاريع الطرق



[SIZE=5][FONT=Simplified Arabic][B][JUSTIFY]

تلقي بلاغ ، الانطلاق بسرعة ، وصول للموقع ، هذه الخطوات الحرجة تكاد لا تمر على رجل الإسعاف إلا وقد ” جفت عروقه من الدماء ” .
ولذلك يبادر دائماً بتوقع حدوث أسوء الإحتمالات التي رسمها بمخيلته حين تلقي البلاغ حتى لايصاب بالصدمة !
إلا أننا عندما تلقينا عبر الجهاز اللاسلكي خبر وفاة الركاب السته ( رحمهم الله ) في حادث الاصطدام الذي وقع يوم الجمعة الماضية ونحن في طريقنا إليه لم نستوعب تلك الفاجعة ، وعند وصولنا للموقع فاق ماشاهدناه كل حدود الإحتمالات !
ومهما حاول من شاهد هذا الحادث أن يصف لك المشهد فلن يستطيع ذلك !
فمظهر الرضيع والأطفال وهم ملقون على الأرض كفيل بأن يرسِّخ بذهنك هول الفاجعة … ما حييت !

إيماننا بقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى يجب أن يدفعنا إلى البحث عن أسباب حدوث الكثير من الحوادث والتي قد تمنع بحول الله وقوته تكرار مثل هذه المصائب .
في جميع الحوادث “السرعة” السبب الرئيسي في عدم تمكن السائقين من تلافي الحوادث او على الأقل التخفيف من حدتها بل انها ساهمت في تفاقم حجم الاصابات التي تؤدي للوفاة في كثير من الاحيان !
ومع الأسف بأن ثقافة القيادة لدى بعض السائقين في هذا السبب على وجه الخصوص لا تتجاوز شعوره بخطورة السرعة الا في حدود مسافة 50 كم بعد مشاهدة كل حادث أليم ، بعدها ينطلق متناسياً ما قد حدث دون أخذ العبرة والعظة !
بالإضافة الى انشغال الكثير من السائقين عن القيادة بالأكل أو الشرب أو الهاتف خصوصاً بعد كثرة برامج التواصل الاجتماعي .

ثم إن المصيبة الأدهى والأمر انعدام تقدير العامل الزمني لدى بعض المسؤولين عن تنفيذ مشاريع الطرق والجسور والتقاطعات تجعل من الوضع أكثر مأساوية إذ أن الكثير من العائلات تنتهز فرصة الإجازات الدراسية للسفر عبر بعض الطرق المليئة بالتحويلات وكأنها لعبة متاهات !

فمالذي سيحدث لو أنه تم تأجيل إصلاح هذا الطريق إلى بعد عودة العائلات لمنازلهم آمنين مطمئنين خصوصاً وأن تنفيذه قصير بالمسافة والمدة ؟!

فهناك مشاريع للطرق صغيرة ولا تنطلق مواعيد البدء في تنفيذها إلا قبل أيام معدودة من الإجازات الدراسية أو قبل قدوم الحجاج من الدول الأخرى دون مراعاة الوقت المناسب !

كما أن هناك الكثير من أبناء المنطقة ممن يعملون خارجها ويستقلون الطريق ذهاباً وإياباً أثناء الإجازة الأسبوعية – لماذا لاتكثف الجهود يومي (الأربعاء والجمعة) من الجهات المسؤولة عن الطريق للتخفيف قدر المستطاع من مسببات الحوادث !

وبعيداً عن العواطف فمنطقة الحدود الشمالية بحاجة عاجلة الى تشكيل لجنة مشتركة ” دائمة ” بين القطاعات الحكومية المسؤولة عن الحوادث ( الطرق والمواصلات – المرور – أمن الطرق – الامانة – الدفاع المدني – الهلال الاحمر – الشؤون الصحية ) لتكثيف الاجتماعات الدورية على مستوى المسؤولين الممنوحين بعض الصلاحيات التي تساهم في الحلول العاجلة لبعض الملاحظات بعد البحث عن مسببات كل حادث كبير يقع في المنطقة أو في مثل الأماكن التي تقع بها الحوادث بشكل متكرر فهناك بعض المواقع التي تقع بها الحوادث بسبب هندسي ، وتلافي السلبيات والأخذ بالإيجابيات ، مع ضرورة إشراك المواطنين ومنهم الإعلاميين في إبداء ارائهم في ذلك (فهم أولى في المحافظة على حياتهم ) !

هذا ونسأل الله العلي القدير أن يرحم جميع المتوفين وأن يتغمدهم سبحانه بواسع رحمته .

دمتم سالمين .

مساعد غالي العنزي

[/JUSTIFY][/B][/FONT][/SIZE]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com