محاولة عربي لفهم السياسة


محاولة عربي لفهم السياسة



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

•مدخلٌ مهلهلٌ:

-الرؤية في حاجةٍ إلى رويّةٍ، ولا مفرّ من الهدنة أوّلاً عند اتساخ النّظارة؛ فالأحكام تأبى إلاّ إدراكًا كاملاً، وشاملاً قبل إصدار حكمٍ على عناصرَ، وعلائقَ!

•تفاصيلُ مملّةٌ:

نحن من صنع جاهليّة القرن الحادي والعشرين، تلك المعضلة الّتي غدت أشدّ فتكًا بفتاتِ خبزٍ آثارنا به المنعوتون جهلاً بالجاهليّة، أولائك المنتمون إلى غربٍ تبنّى مبادئَ عقيدتنا دون أن يعلن إسلامه، حتّى غدا من صائب الرّأي القول بأنّ رجالاته هم المتوضّئون بقيمٍ إسلاميّةٍ، والمعتكفون في محراب سؤددٍ!

إن عزّة الإسلام، ومنعته، وشموخه لم تمت وربّ الكعبة، إنّما سمت؛ فدنا مرتزقةٌ، وكُشف مستورٌ، وصيّرهم زيفٌ غبيٌّ دمىً ذات أرواحٍ أبت لمّ وهنها، وذلّها اللّذين لم تسترهما أسبالٌ باليةٌ؛ فابتلاهم الله بتعرّي القيم.
وحتّى قطع الشّطرنج، تلك الجامدة الخرساء، أضحت أشرف من بعض الدّمى البشريّة فعازفو الموسيقا يشاركون الغرب في إنتاج ملهماتِ رقصٍ ماجنٍ، مارسه بعضُ بعضِنا دون وعيٍ؛ فتلوّث فضاء قهرنا المنكمش بشهوة الانحناء!

وأنا لست من المهووسين بالدّراما، ولا بالكوميديا، ولا بالتّراجيديا، ولكنّي مؤمنٌ بأنّ سيناريو الأحداث رؤيةٌ إبداعيّةٌ لمخرجٍ ذي بصرٍ، وبصيرةٍ ساءه أنّ جمهور العرض صمٌّ بكمٌ عميٌ؛ فهم لا يبصرون!!

وفي السّياسة، والاقتصاد، وفي غيرهما تبقى الأخلاق العلامة التّجارية الوحيدة الّتي نالت سمعةً شعبيّةً بقيمٍ دالّةٍ إحصائيًّا، وعمليًّا في الأوساط المستثمِرة، والمستثمَرة !!

وممّا يؤلم أنّ بعض القوم يقول بأنّ السّياسة فنٌّ بلا أخلاقٍ، وأنّ الدّين أفيون المدنيّة، وصديق سوءٍ للسّياسة، ونسوا أنّ الرّسول صلّى الله عليه، وسلّم قد وضع منهجًا، ودستورًا واضحَين لسياسة الأخلاق، وأخلاق السّياسة.
وهنا وجب الحذر ممّن يظنّون حلّ بعض مشكلاتنا بنبذ ما رأوه إسلامًا متطرّفًا، وإقامة حكمٍ قائمٍ على ما اصطلحوا على تسميته علمانيّةً معتدلةً!
وقد حاورني أحدهم؛ فقال لي بحقّه في الحرّيّة، ونسي أنّه قد بات أسير فكرٍ هادمٍ؛ فدعوته إلى فكّ أغلال الزّيف، ثمّ ليكن لعقله، وعاطفته حقّ اتّخاذ قرارٍ تأريخيٍّ بالحرّيّة بمنأىً عن التّضليل!

•خاتمةٌ أقلّ كلفةً، ورمزيّةً:

أقول لسوريا:

سوريا الإسلام، والعروبة إنتِ لا سوريا قردٍ، أو أسد
فلا حبّكِ ضلّ الطّريق، ولا حسنك كسد
ولستِ كما خالك أبو لهبٍ أنثىً في جيدها حبلٌ من مسد
خبا شعورهم بما يلاقيه غضّ الجسد
والوفاء لا يُسأل ممّن قد فسد
ذاك الّذي ما همّه أنّ غريبًا مرّ بكِ ذات جفوةٍ؛ فقال راثيًا: “اللهمّ لاحسد” !!!!!

وعن مصر أقول:

من يرفعون شعارًا ظنّوه شعار رابعة العدويّة قسمان: فريقٌ صدح به جهالةً؛ فضلّ، وأضلّ، وفريقٌ تعمّد التّجاهل مكيدةً؛ علّه يجرّ شبه منحرفٍ، أو مترنحٍ إلى هاويةٍ.

أمّا أنتِ يا مصر؛ فلأنّك فتنة العصر
سيأتي بإذن بشير نصرٍ، يتلوه نصر
فتوضّئي بدماء الشّهداء، ولأنّك مسافرةٌ؛ فليكن الفطر، والقصر !!

إنّ السّياسة فهم الممكن، وفنّه، وهكذا أفهمنا ناثرٌ، وناشرٌ، ولكنها غدت لغزًا، أو بدعةً، أو شبهةً، أو ضلالةً…

يا سادة! ثقوا بي، وصدّقوني، أو سدّدوني:

إنّ من السّياسة البعد عن السّياسة!!

وتذكّروا:

ما كان ابتلاءٌ إلا وبعده نعمةٌ، وما كانت نعمةٌ إلا وبعدها ابتلاءٌ…

وكما باركنا للعروبة (النّادي) بأوّل نصرٍ، وهو ترفٌ، ولهوٌ؛ فسنبارك بإذن الله للعروبة (الأمّة، والإسلام) بتحرير حرائر الشّام، وهو جهادٌ، وفضيلةٌ…

د.هلال بن مزعل العنزي
عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية
العضو العامل برابطة الأدب الإسلامي العالمية
Twitter@hilalmezel

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com