الحنين إلى الماضي


الحنين إلى الماضي



لماذا نحنُّ إلى الماضي ؟!

هل لأننا لانريد أن نكبر ونتقدم في العمر “وهذه سنّة الله في خلقه ” ؟
أم لأننا نحنُّ إلى تلك الأيام بكل صفائها ونقائها وحبنا لبعضنا البعض وكأن الجيران والأهل والأصدقاء عائلة واحدة ؟ تحقيقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ” كل منهم يحس بالأخر ويشعر به ويفرح أشد الفرح لفرح أخيه وكذلك يتألم ويحزن لأي مكروه يُصاب به .

أنتذكر الرائي ” التلفزيون ” وكنّا نتحلّق من حوله ” الجيران مع بعضهم البعض ” وكأنّ على رؤوسنا الطير ونحن نشاهد المسلسل العربي ” وضحا وابن عجلان /فارس ونجود /ستيف أوستن والمحقق كوجاك وغيرها من المسلسلات والأفلام ” التي كانت تبث آنذاك عبر محطة البث في شركة التابلين .

أم نتذكر سيارة الحارة وكأنها ليست ملك لصحابها !
حيث كان الجميع يستخدمها بكل نفس طيّبة وأريحيّة تامة .
أم نحنُّ إلى تلك البويتات الصغيرة في الحجم والكبيرة في المعنى وكنّا نتجول بها من بيت لآخر وكأنها دارنا ونأكل مع بعضنا البعض مما يقدم على بساطته وأريحيّته دون تكلف أو مباهاة في التقديم أو إظهار مظاهر البذخ والترف الزائد .

أو نتذكر ذلك الفقير الذي لايحسد الغني على ماتفضل الله به عليه ويقول (ذَلِكَ فَضْل اللَّه يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء ) لأنه رضي برزقه الذي كتبه الله له ولم يسخط أو يحسد أحداً على ذلك .
أو الغني الذي يحسّ بمعاناة الفقير ويعطيه مما أفاء الله به عليه من غير منّه أو إذلال .

أم نحنُّ إلى فرحتنا بالعيد وثوب العيد الجديد وحلاوة العيد التي لها طعم ونكهة خاصة على بساطتها وكنّا لاننام ننتظر يوم العيد بفارغ الصبر ونُشاهد الفرحة والبسمة على وجوه الجميع كِباراً وصغاراً وترى البر وصلة الرحم والألفة بين الجميع .

أم نتذكر ساعي البريد وهو يحمل الرسائل البريدية من قريب أو صديق أو ذلك الجار الذي رحل عنّا وسافر لظروف العمل وغيره وكان الجميع في الحارة يتناقل أخبار ذلك الغائب بشغف وودّ وكأنها تخصه ويتمنى الخير كلّه لذلك الغائب ؟!

أم نحنُّ إلى ( 4 قروش ) بقيمتها الماديّة والمعنويّة
أو نحنُّ إلى الماضي لأنه جزء لايتجزأ من حياتنا بحلوها ومرها .
الحديث عن الماضي وذكرياته حديث ذو شجون ولكن أحببت أن نعيش سوياً مع الماضي بكل بساطته وأريحيّته وحلاوته بعيداً عن صخب الحياة المدنية بكل تعقيداتها وتكلفها .

دامت أيامكم عامرة بالأفراح والذكريات السعيدة .

كتب لكم تلك الخواطر :
محمد بن حوران العنزي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com