وقفات مع الأمطار


وقفات مع الأمطار



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/24613.html

 

اللهم ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك ، اللهم ربنا لك العُتبى حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا .
لك الحمد ياربِّ على ماتفضّلت به علينا من نعمة نزول الغيث (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) .
اللهم اجعله صيّباً نافعاً تُوقِظ به قلوبنا من غفلتها وتحيي به الأرض بعد الجدب وتنفع به البلاد والعباد. اللهم سُقيا رحمة لاسُقيا هدم ولاغرق ، ومُطِرنا بفضل منك ورحمة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن الماء الذي ينزل من السماء إمّا أن يكون غيثاً يستبشِر به العباد وينفع الله به البلاد فهو فضل من الله ورحمة أو أن يكون المطر جِند من جند الله فيكون بذلك مُهلِك نسأل الله السلامة والعافية ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ) (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) .

ولو تأمّلنا وتفكّرنا بقصة سيدنا نوح عليه السلام مع ابنه التي وردت بسورة هود (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ “42” قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) “43”
لوجدنا بأنّه لايمكن لنا بأي حال من الأحول مهما بلغنا من قوّة في الجسم وفنّ بالعمارة أو التخطيط أن نتقي غضب الله إذا نزل إلاّ بتقوى الله سبحانه وبحمده في السر والعلن والأخذ بالأسباب المُنجية وعدم التعرّض للأسباب المُهلِكة في الدنيا والآخرة (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انقسم الناس أثناء نزول الأمطار إلى فئتين :

فئة أخذت بالأسباب واتّبعت تعليمات الجهات الحكومية المختصّة من تحذيرات وغيرها من توخّي الحيطة وأخذ الحذر أثناء نزول الأمطار .

وفئة أُخرى نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق فقد عرّض نفسه وأسرته مكامن الخطر حماقة منه وسوء في التصرف (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ولم يأبه للتعليمات الصادرة من الجهات الحكومية المختصّة وأشغل الآخرين عليه من أقارب ورجال الدفاع المدني وحرس الحدود وغيرها من جهات حكومية ومواطنين هبّوا لمساعدته وإنقاذه وانشغلوا بذلك وعطّل عليهم مهام ومسئوليات مُناطة بهم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من المحزن المٌبكي أن الدولة أيّدها الله تٌنفِق وبسخاء شديد على جميع المشاريع في كافّة المجالات تتعدى قيمتها مليارات الريالات خِدمة وراحة للمواطن ولكن للأسف الشديد بانت هذه المشاريع على حقيقتها وانكشفت سؤتها وتعرّت أمام سقوط الأمطار .

وأصبح اللبيب في حيرة من أمره ويتساءل أين الخلل ؟!
أهو سوء في التخطيط أم سوء في التنفيذ أو إنّه لايوجد إشراف حقيقي ومتابعة ميدانية أو أن الأمر تعدّى إلى أبعد من ذلك إلى خيانة الأمانة التي حمّلها ولي الأمر حفِظه الله ورعاه لكل مسئول في هذه البلاد تهاوناً منهم وتكاسلا في الأعمال التي أُنيطت بهم وتجاهلوا عِظم تحمّل الأمانة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ )
وهذا الخلل في المشاريع كان مدخلاً لمن كان في قلبه مرض ويستغلّ كل أمر ليدخل به من باب النُصح المُبطّن بالتشفّي والفرح الخفيّ ليهدم كيان هذه الدولة التي اتّخذت على عاتقها خِدمة الدين وأهله ويُزعزع ثِقة المواطن بدولته ولكن هيهات له ورغم أنفه وله الحسرة والندامة ولنا ولدولتنا العزّة والقوة بإذن الله .

اللهم أحفظ لنا وطننا ذخراً للإسلام والمسلمين وأدم عزّه شامخاً عالياً من كل مكروه وسوء وكيد كائد وحسد حاسد وخائن .

محمد بن حوران العنزي

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com