النصر والهلال


النصر والهلال



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/24923.html

ها هي الأيام تتسابق مُسرعة وتنطوي الذكريات متتابعة منها ما يهفو إليها فؤادك متشوقاً وأُخرى تعتصِر قلبك ألماً وحسرة على تضييع تلك الأيام الخالدة من صفحات العز والنصر والكرامة .

فالأيام التي خلت كم أبهجت أنفس وأقرّت أعيُن ورُفِعت بها رايات النصر خفاقة عالية .
وما أن ذُكِر النصر إلاّ ويُذكر الهلال فهما متلازمان ما ينفكان عن بعضهما البعض فما أجمل النصر الذي يرفع الهلال وما أروع الهلال الذي إذا فرّطنا فيه أضعنا النصر .
كم نحن دائماً بشوق عارم للهلال الذي يُذكِرنا بالنصر الذي فُرِق به بين الحق والباطل فهاهي غزوة بدر الكبرى التي قادها سيد ولد أدم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام وقعت بشهر رمضان المبارك الذي نتراءى هلاله بقلوبنا قبل أعيننا استبشاراً بالخيرات والرحمات التي يحملها هذا الهلال إيذاناً بدخول شهره الكريم الذي اجتمع فيه الهلال والنصر .
فالهلال شعار المسلمين تجده معتلياً منارة كل مسجد في أصقاع المعمورة والمحافظة عليه والاهتمام به دليل على التمكين في الأرض إلى جانب قرينة الصلاة وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ) الحج آية 41.

فعندما نتهاون بالهلال أو نتكاسل عنه فأعرف بأنّه لا نصر لنا ولا هلال ورحم الله الشاعر المصري محمود غنيم إذ قال :
[CENTER]لا تحسبني محـبًا أشتكــي وصبًـا ………. أهون بما في سبيل الحب ألقـاه
إني تذكرت والذكـرى مــؤرقــةٌ ………. مجدًا تليدًا بأيدينــا أضعنـاه
ويْح العروبة كان الكون مسرحها ………. فأصبحت تتـوارى فــي زوايــاه
أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ ………. تجده كالطير مقصوصًا جناحاه
[/CENTER]
والمصيبة كل المصيبة إن كان جُلّ اهتمامنا وتضييع أثمن أوقات أعمارنا ــ التي تغدو ولا تعود ــ بسفاسف الأمور وبما لا يعود عليها بالنفع في الحياة الدنيا والآخرة فإنّه لاعزاء لنا ولاناصر حتى إن السماء التي تُقلنا والأرض التي نمشي عليها لاتبكي علينا ولاتُعيرنا أي اهتمام .

(كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ، وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ، كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ، فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) الدخان الآيات من 25 إلى 29.
محمد بن حوران العنزي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com