السقوط الأخلاقي في مستنقع الخيانة الوطنية!


السقوط الأخلاقي في مستنقع الخيانة الوطنية!



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/25483.html

 

العقلاء لا يتجاهلون الدروس والعبر ، وحدهم السادرون في غيهم يتجاهلون كل الدروس والعبر ، لكن في نهاية المطاف هم من يدفع الثمن الباهض لفاتورة التهور والسقوط الأخلاقي في مستنقع الخيانة الوطنية ، أن الأستئناس برفقة الأفاعي ، والأستعانة بالعقارب لن تدوم طويلاَ ، ومن المؤكد بأنها ستتمرد عليهم وتنقلب ضدهم ، فالعقارب والثعابين لا تفرق بين القريب والبعيد ، ولن يثنيها الترويض والتدريب عن العودة إلى ممارسة نزعاتها الشريرة ولدغاتها السامة.

أن الذين يحتضنون العقارب والثعابين ويدربونها على لدغ أقرب الناس أو أبعد الناس ، لابد أن تلدغهم في بطونهم وأفخاذهم وأذرعتهم وظهورهم حينما تسمح لها الظروف وتتهيأ لها الأمكنة ، أن الشواذ الذين خانوا أوطانهم وجندتهم الدول والأحزاب والهيئات والمنظمات وصفقت لهم طويلاً عندما أساءوا إلى أوطانهم ومجتمعهم وذويهم ، لن تتردد تلك الدول والأحزاب والهيئات والمنظمات في رميهم في أرض النفايات وعقر الخراب عندما تنتهي المهمة وتكتمل.

فالخائن يظل خائناَ ، والفاسد يظل فاسداَ ، واللئيم يظل لئيماً ، ولن تستقيم الذيول المعوجة حتى لو وضعوها في قوالب فولاذية ردحاً من الزمن ، لأن الإعوجاج هو الخصلة الثابتة في طباع الجراء الصغيرة مهما كبرت ، أن الخائن يجيد تمثيل الأدوار المسرحية ، ويتقن ممارسة العبث اللا أخلاقي ، وعنده خبث ولؤم وتمرد ، ويعرف كيف ينسف كل المباديء والقيم ويتجرد منها بكل يسر وسهولة ، ولديه تحول عجيب في هدم كل أسس الولاء والأنتماء والوطنية ، وعنده هرولة فائقة في طرقات الفتن ، لحظاته ساذجة ، وطعامه جيف ميته وفطائس ، ثعلب ماكر هو الخائن ، ذاكرته غير حية ، وصورته ليست شيقة ، وأسماله بالية ، ليس له عزة ، ولا إباء ، ولا يتعاطى الصفات الحميدة ، توافق مع العدو ، وأقتسم معه الحيلة والخيانة والغدر ، متناقض ، متمرد على البهاء والصدق والحقيقة ، مشطور بين الحلم واليقظة ، يجلس على عجيزته يتأمل قرية ذبابه الأسود ، يحوم حوله ، ويعشش في طياته المتعفنة ، في سيرورة إنشاد لا يمكن وصفها ، مشيته سريعة مثل خائف هارب ، أستراحة قلقة ، ونومه كابوس مخيف.

أن الخائن عقرب سامة يحتضنه الأعداء ، ويدربونه على الخيانة والتجسس ويشجعونه على النذالة وأرتكاب أبشع جرائم القول واللفظ والتحريض والتشويه ومسرحيات الكذب والإشاعة والإحباط ضد وطنه وأهله ومجتمعه ، أن الخونة في العموم معتوهين يشبهون الخفافيش يخرجون ليلاَ ويختفون نهاراً ، نوباتهم ليلية ، ونومهم نهار ، أحتضنهم الأعداء ، ومهدوا لهم الطريق ، وأناروا لهم الدهاليز والممرات المظلمة ، وعلموهم أبجدية الهراء والنباح والثغاء ، وغرسوا في نفوسهم بذور الشر ، ودربوهم على إرتكاب الفواحش وقادوهم اليها ، وزينوا لهم السقوط الأخلاقي في مستنقع الخيانة الوطنية ، إنني أتسآل بتهكم مرير عن حال هؤلاء الخونة الذين تخلخلت مفاهيم الوطنية في وجدانهم القاصر السقيم ، وتفسخ عندهم المخزون الوطني وتحلل ، كيف تكون أحوالهم حين تنتهي المهمة؟ حتماً سيرمون عرايا في مجاهيل الظلام على أقل تقدير.

رمضان جريدي العنزي
ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready@ تويتر


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com