صاحبي سويلم .. أبيض مثل زنبقة!


صاحبي سويلم .. أبيض مثل زنبقة!



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/25593.html

 

البارحة لم تكن بارحة .. كانت بارحة واحدة .. سكون وماء وأشجار ملونة .. وطيف صاحبي “سويلم الرميثي” جاءني مثل قنبرة .. على متنه حلم .. وبيده فستقه .. رحنا نخاتل المسافات .. نركض سوياً .. في الصباح نزرع سنبلة سنبلة .. وفي المساء نقطف زنبقة زنبقة .. رشقنا بالبوح صمت البداوة .. وكيف كان الرحيل .. والحداء .. والظماء .. والغيمة المتهادية .. والرعاة والغنم .. ونباح الكلب .. والرجل الغريب .. والفحل والمرياع والجرس .. وغمر الحطب .. ولجة الخوف .. وتلاطم أمواج إنكساره .. وتلك الطفلة المتعبة .. وصفحة ماء الغدير .. والعشبة اليانعة .. وكيف هي بيوت الشعر غداة الأصيل .. البارحة أبت رحلتنا أن تحط الرحال .. على رمل في أقصى الضلوع .. تحلق في الأفق برعم لنا .. تطاول حتى غدى طويل يشبه أحلام المنى .. رحلنا بعيداً إلى أرض البداوة .. تسرع صوب التخوم رواحلنا الباهرة .. ونرفل في حلة بهية تشبه سندس المرحلة .. غسلنا أوردتنا بالماء حتى زال العناء .. أستعدنا تفاصيل غبطتنا وفق هسيس الكلام .. نثرناه على صفحة الماء كالأقوحانة .. وخد المنى .. رسمنا دوائر للشمس .. سالت دموعنا طويلاً فوق أحجار النوى .. لأن البكاء طويلاً على الذكريات يطفيء نار الأسى .. وحين أنخنا الدمع الطويل .. عدنا لنسمع لحن الربابة .. وصوت الغناء .. لنوقد في القلب بعض الشموع .. سيما والحمام حولنا في السماء .. هي البداوة متعبة كانت .. لكنها كانت جميلة .. نكاد نراها ولا ترانا .. هي خلفنا لا تستقيم .. أنحنت .. مالت .. وأستدارت .. هي الآن لا ظل لها .. وأنا وصاحبي ” سويلم” الرجل الأنيق الأبيض الذي يشبه الزنبقة لنا الآن رغبة بالهدوء .. ونحرص دائماً قبل أن ننام .. أن نسقي وسائدنا بأبتسامة.

رمضان جريدي العنزي
ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready@ تويتر


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com