اسفاف وزارة الأوقاف


اسفاف وزارة الأوقاف



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/25703.html

إنّ من اعظم المهن وأجلَّها وأشرفها أن تعمل لخدمة بيوت الله وأن تُشرف على أوقاف الخير، وأن تعمل جاهداً لتبليغ الدعوة لله تعالى خارج المملكة وداخلها، ولكن سرعان ماتتحول هذه المهنة إلى نقمة على صاحبها إذا لم يعمل في شيء من ذلك أو عمل بنقيضه .

وعندما نبدأ الحديث في مبحث اقصاء الموارد البشريّة فإنه يطالعنا جميعاً اجراء وزاري تعسُّفي لك الحقّ كإنسان مسلم أن ترسم حوله عدة دوائر وتساؤلات فقد حيَّر البعض منذ وقت ولم نجد له إجابة كافية، وهو صدور قرار برقم/ وتاريخ يفيد بعدم تكليف إمام ومؤذن لأي مسجد أو جامع من غير الجنسية الوطنية وذلك بحجة أنّ المواطن أولى من غيره في وظائف إمامة المساجد، ومازال التنديد قائم بهذا القرار في ظل غياب وعزوف ملاحظ من السعوديين عن الإمامة والآذان وكأن الجنسيات الأخرى لاتجد بينهم المسلم!!! وعلى سبيل المثال لو اتّجهت لأي دولة مجاوره كالكويت أوالإمارات وغيرها فإنك ستجد ماتجده هنا في المملكة من مشكلة عزوف المواطنين عن ظائف الإمامة والآذان ولكن تلك الدول لاتجابه هذه المعضلة بمعضلة أكبر من خلال منع الأجانب المسلمين عن إمامة المسلمين !!! ومازاد من ابتلال الطّين هو صدور قرار قبل مايقارب سبع سنين بمنع أفراد السلك العسكري من إمامة المساجد والجوامع، ولو أردنا حلول عاجلة للقضاء على النقص المستمر في أعداد الأئمة والمؤذنين في ظل الطفرة المتسارعة لبناء المساجد والجوامع هو أن تتمتّع هذه الوظائف بالاستقلالية من حيث المميزات الوظيفية والمرتبات المجزية والعلاوات السنويّة بحيث تكون وظائف مستقلّة بذاتها.

كل ذلك فضلاً عن ضعف دائرة الجهاز الإشرافي لهؤلاء الأئمة والمؤذنين حيث يطالعنا هناك مثل شعبي يصوّر حال الخطوات الهزيلة التي تسير في متابعة بيوت الله ” الشقّ أكبر من الرقعة”حيث تتجلّى أبعاد هذا المثال حينما يحدِّثك أحد أئمة المساجد على أنه عمل إماماً في عدة مساجد لعدة احياء متفرقة بمدينة عرعر-انموذجاً- حيث يقول لم يحضر في مسجدي أي مراقب واحد لصلاة الفجر اطلاقاً وإنما يحضرون المراقبين في بقية الصلوات الأخرى، وهذا الوقت بالتحديد يعتبر المحكّ الرئيس لمدى الجاهزيّة النفسيّة لطاعة الله تعالى أولاً ثم طاعة ولي الأمر الذي أوكل بهذه المهمات وخصص لها المكافآت ناهيك عن قاعدة “خبط عشواء”ومصالح متبادلة لاأعرف في أي محيط ستقف في اختيار مراقبين لبيوت الله تعالى. وعلى دفّة النهر المقابلة تجد اجراء اقصائي آخر من نوع زمرّدي وذلك عندما يأتي مسؤول ما ويضرم جذوة نار بقرار متكلّف به في فصل أحد خطباء الجوامع فإنه يتبادر لذهنه بأنه انجز عظام الأمور وأنه كسب ثقة الإدارة العليا وأن القبب سوف تُرفع وتُنصب لطريقه.

وأخيراً أيها القارئ العزيز وقبل أن اختم بهذه الكليمات لايضيرُك أن تبحث في فهرسة بناء المساجد وتأهيلها ولاتحزن عندما تقرأ عن تعرّي الثقة وتجريدها في بعض المواطن حيث تشكّلت حواجز مناعية لدى بعض فاعلي الخير في دفع أموالهم للجهة المسؤولة عن تشييد المساجد وكذلك انسلاخ الأمانة لدى كثير من المؤسسات التي تعمل على ترميم المساجد وصيانتها وعدم استشعار ثقلها العظيم من قبل إدارة الأوقاف في المتابعة والإشراف على عمل هذه المؤسسات إلا إنك تجد ميلاداً جديداً لعهد الأمانة حينما تعلم بوجود جوامع ومساجد من الطبقة المخمليّة تحتاج إلى إعادة تأهيل حيث أنك ترى حافر القدم باجتهاد في البحث وراء عمل المؤسسات إذا لم تكن تلك المؤسسات نفسها رقيباً ذاتياً.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،

ناصر العرقوبي
@alarqoopy


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com