السعودية والتحدي الجديد


السعودية والتحدي الجديد



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/25833.html

هل دخلنا مرحلة اختبار جديدة ؟

على مرّ العقود الماضية مرّت بلادنا الغالية حماها الله من كل مكروه وحسد حاسد على عدة اختبارات وقلاقل وثورات غوغائية ونعرات سياسية هدفها بث الفرقة بين أبناء الوطن وتشتيت وحدته الوطنية والاستيلاء على مدخراته وخيراته وزعزعة الأمن وعدم الاستقرار لهذه البلاد المباركة التي بُنيت على كلمة التوحيد وكل هذه الثورات ولله الحمد والمنّة وبتوفيق منه وفضل باءت بالفشل والخيبة حيث استطاعت القيادة الحكيمة والرشيدة التعامل معها بحنكة وحكمة ورويّة وبصيرة ثاقبة بأفق بعيد يُبشّر بخير عميم على الوطن والمواطن على حدٍ سواء وجنّبت البلاد والعباد شرّ الحروب والقلاقل .

وقد كان للشعب السعودي الوفيّ القوي بإيمانه الراسخ بعقيدته الواثق بقيادته الحكيمة مواقف مُشرِّفة حيث إلتفّ حول قيادته التي بايعها على التوحيد والسنّة وإعلاء كلمة الله فلم يشق يد من طاعة ولم يسمح لأي حاسد أو حاقد أن يجد ثغرة تُمكِنه الدخول عن طريقها فعاد العدو الخائن أدراجه مُخلِفاً وراءه الخيبة والرذيلة وسواد الوجه الذي يُلاحقه أينما اتّجه وحيثما حلل .

واليوم نمرّ بمرحلة تحدي جديدة مُختلِفة تماماً عما سبقها من تحديات فإنّ هذه المرحلة تُمثل مرحلة التحول والمتاجرة بإسم الدين حيث تُطالِعُنا وسائل الإعلام الخبيثة ومواقع التواصل الاجتماعي الحاقدة والحاسدة والمتخفيّة بستار لا يٌعرف له نهاية وتُدغدغ مشاعر سُفهاء الأحلام أحداث الأسنان المتفيقهين حيث تلعب على وتر الدين وبأن هُناك مُبايعة لخلافة إسلامية ودولة إسلامية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب سوف تُغيّر الدين الذي عرفناه دين الحق دين الوسطية (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ).

الدين الذي بُعِث به الحبيب محمدا صلّى الله عليه وآله وسلّم ونقله من بعده الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين واضح أبلج كالشمس في رابعة النهار لايحتاج إلى تخفِّ أو ستار (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .

هذا الدين الذي اتخذته الدولة المباركة دستور لها ومنهج حياة وتشريع منذ توحيدها على يد المؤسس الوالد الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه ومن بعده الأبناء البررة الذين حمِلوا الأمانة العظيمة والرسالة الغالية على قلوبنا جميعاً فتجد المملكة العربية السعودية سبّاقة لكل خير فاعلة له تُغيث الملهوف وتُعين المكروب وتُعطي بسخاء لكل من نزلت به فاقة أو حلّت به مُصيبة وديدنها إعلاء كلمة الله ومساعدة إخوانها المسلمين في شتى أصقاع المعمورة مُستشعِرةً بذلك قول الحبيب صلّى الله عليه وآله وسلًم (الْمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ) وقوله (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ) .

فإذا كانت المملكة العربية السعودية لاتُقيم شعائر الدين السمحة ولاتتخذه دستوراً لها قل لي بربك من هي الدولة التي اتخذت الدين الخالص لوجه الله دستوراً وليس شعارات رنانة وعبارات مُنمّقة لاتمت لأرض الواقع بأي صِلة ولكن هيهات هيهات لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن وذلك بشعارات زائفة واهية ومتاجرة ومزايدة بإسم الدين واستغلالاً للسذُج الذين لايعرِفون إلى أين هم ذاهبون ؟! .

فالدين منهم بُراء والوطن محفوظ بإذن الله فله رِجالُه وأهله الذين قادرون على حمايته والحفاظ على

وحدته وأمنه شامخاً عزيزاً منارة للإسلام والمسلمين .

همسة لكل شاب:
الدين والوطن بحاجة لسواعدكم فلا يغرَّنَّكم الحاقد والحاسد بتزيين الباطل وتزييف الحق .

مدير إدارة التدريب التربوي والابتعاث
محمد بن حوران العنزي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com