إلى إبراهيم السامرائي


إلى إبراهيم السامرائي



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/25903.html

لقبت نفسك بخليفة المسلمين مدغدغًا مشاعرنا وعواطفنا التي تتوق إلى ماضي الخلافة المجيد مستغلاً مايحدث في جسد الأمة الإسلامية حالياً من تنكيل وقتل وتشريد .

وكإنسان مسلم أعطي لنفسي الحق لطرح عدة نقاط وأسئلة تدور في عقلي وهي:
أولها أن تنظيمك تدخل ضد الثورة السورية ووقف ضد المجاهدين السوريين وحصدتم أكثر من 7000 مقاتل وتسببتم في تراجع الثورة وتقدم نظام الأسد المجرم , وكان الأولى بكم مقاتلة النظام القاتل وترك الخلافات جانبًا , هذا إذا كانت توجد .
قيامك بالتمدد إلى المناطق التي تحررها الفصائل المجاهدة من نظام الأسد وتطبيق أقسى وأشد الإجراءات من قتل وجلد وقطع للرؤوس وكأنك توصل رسالة مفادها (هذا هو البديل لنظام الأسد)
واللافت للنظر أن حملة البراميل المتفجرة على حلب الشهباء لم يبتدئها نظام الأسد إلا بعد خروج أخر مقاتليكم منها .
في العراق قفزتم على ثورة الشعب العراقي والعشائر العربية (سنة وشيعة) ضد نظام المالكي الإيراني وأظهرتم أنفسكم أنكم الفصيل الوحيد على الساحة العراقية , رغم أن الجميع يدرك أنكم مجرد فصيل أمام الأعداد الهائلة لثوار الشعب العراقي .
أيضاً سحبت الأسلحة التي تركها جيش المالكي إلى سوريا بدلاً من الاتجاه بها إلى بغداد وتحريرها التي تبعد عنك 100 كلم , يضع العديد من علامات الاستفهام في أي صف تقف أنت وخلافتك المزعومة ؟
والأشد غرابة ومرارةً هو أنك بهذه الأسلحة حاربت الثورة السورية وكنا سنلتمس لك العذر لو توجهت بها إلى دمشق مباشرةً وأجلت بغداد إلى وقت لاحق من جدولك المزدحم .
وبما أنك تطالبنا بالاعتراف بخلافتك الطائرة فلنا الحق في معرفة سبب وكيفية خروجك من سجون أمريكا في العام 2009م وبعض التقرير تتحدث عن كونك الوحيد الذي استطاع الخروج من بين زملائك .
أيضا يحق لنا التساؤل عن قتل داعش 1500 عراقي سني عندما دخلت سامراء , في الوقت الذي لم تقتلوا جندياً واحد من عدوكم الافتراضي أمريكا ؟
أيضا نستغرب حرفيتكم ومهارتكم في نقل الصواريخ والمعدات الثقيلة من العراق إلى سوريا عبر مئات الكيلومترات في وضح النهار داخل أراضي مكشوفة بدون أن تقصفكم الطائرات الأمريكية أو طائرات نظام الأسد , وهذه النقطة بالذات لابد من وضع علامة استفهام كبيرة حولها لا يتسع لها هذا المقال .
أيضاً يحق لنا أن نتساءل عن نوعية التعاون السابق بين (الخليفة) وبين المخابرات السورية قبل سقوط بغداد وهل مازال هذا التعاون مستمراً أم انتهى؟
تساؤلاتنا التي (ابتليتم) بها تحتاج إلى إجابات فلم تعد الشعوب تصدق الكلام الذي يناقض الواقع , فكثيراً ما سمعنا عن تحرير فلسطين واسترجاع القدس ومحاربة الإمبريالية والشيطان الأكبر وفي نهاية الأمر تنفجر القنابل والسيارات المفخخة في بلاد المسلمين وأشلائهم بينما تقدم للغرب الورود والقبلات.
وحتى مجلس العشائر العربية بالعراق لم يعترف بك وهم أقرب وأدرى بكل خفايا خلافتكم .
المحير في أمر الجماعات المتطرفة أنها تترك أعداء المسلمين وينحرف نظرها عمن يقتل ويغتصب المسلمين من دول الغرب وإسرائيل وإيران ويتركز نظر هذه الجماعات على البلاد العربية المعتدلة التي تحمل هم الإسلام وتدافع عنه بكل ماتمتلك من قوى .
بقي أن تدرك الدول العربية الدرس جيداً فصعود نجم داعش الإعلامي والفلكلوري وانضمام بعض العراقيين له كان ذو جانب اجتماعي نتيجة الظلم المتواصل والإقصاء المناطقي الذي وقع عليهم من حكومة ظالمة تجاهلت مطالبهم واستهزأت بقدراتهم ومافي استطاعتهم أن يفعلوا .
فالعديد من البلدان العربية تهمل أصوات مواطنيها المظلومين وكأنهم غير موجودين على سطح البسيطة .
وبعض الدول العربية تعتبر المسؤول الحكومي ملاكًا لا يخطئ ولا يظلم وتظل في سباتها إلى أن يبلغ الأمر مداه وتتعدى الأمور مرحلة العلاج .
وفي الختام
وطن لا ندافع عنه لا يحق لنا الانتماء له .
فلك أرواحنا ياوطن قبل مداد حروفنا .

نايف العميم
nsemarar@hotmail.com

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com