لا تشرب “التتن” يالمملوح


لا تشرب “التتن” يالمملوح


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2612308.html

صيته العنزي هذه المرأة العربية من مواطنات هذه البلاد الطاهرة تذكرنا بالشاعرات العربيات الأصائل بتراثنا العربي التليد يمتاز شعره بالعذوبة, والرقة, تزيده ألقا حرارة العاطفة ومصداقية التعبير ولن نبالغ في توصيف سلاسة نظمها , بالتداع الحر تحسه, كموجات غدير صيف هادئ, يهدهد, نسيمه العليل, صدر بدوي, أنهكه الظمأ بعد فشل, لأن يحصل على رشفة ماء, وشقق اليباس إهاب قربته, وفجأة : وهو يتيه, في الصحراء, إذ: هذا الماء يترقرق أمامه, شبيه بشعر صيته العنزية, الذي يستميل سامعه ويلفت انتباهه حتى قليل الميل للقريض فيهز الشعور ويغازل القلوب نحن أمام لوحه فنيه خالبه منسوجة بخيوط وبر ناقة صيته العزيزة عليها لأنها تحمل ذكرى عاطره فهي إحدى مجموعة مهرها من زوجها التي كانت تخشى عليه من أي شيء يعرض حياته للخطر ومنه التدخين كان هذا الحب تحول إلى وسواس قهري في نفس الحبيبة خوف الموت حتى نسجته شعراً:

لا تشرب التتن يالمملوح ……. يخرب ثناياك يالغالي
يا ناس كل أسمر مملوح ……. قلته على شان رجالي
لو منت عندي عديل الروح ……. ما قلت لك يا بعد حالي

فعلا ينطبق علي هذا الشعر العذب ما قاله الشاعر العربي:
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه ……. فليس جدير أن يقال له شعر.
إن هذه البيوتات التي صعب أن نجد ما يليها تماهي بيوت ليلى الأخيلية :
كم هاتف بك من باك وباكية ……. يا توبُ للضَّفِ إذْ تُدْعَى وللجّارِ
وتوب للخصم إن جاروا وإن عدلوا ……. وبدلوا الأمر تقضاَ بعد إمرارِ
إنْ يُصِدرُوا الأمْرَ تُطلِعهُ مَوَاردُهِ ……. أو يُورِدُوا الأمرَ تُحلله بإصدَارِ

وقد استأذنت شيخي “أبوالفتح ابن جني” أن يسمح لي بإدخال شعر صيته شاهداً على موقفها رغم أنها تجاوزت قواعد العربية لكن لطف الفكرة ومصداقية الموقف, ومرارة التجربة, يجعل عاشق العربية الفصحى أن يمر من خلال هذا الشعر على ذكر بيت رؤبة ابن العجاج:
تمرون “الديارِ” ولم تعوجوا ……………. كلامكم إذن علي حرام
وهو أحد شواهد سيبويه فيحذف الجار وإبقاء المجرور.

كتبه لكم: راجي عفو ربه
ابن الراعي – عياد مخلف


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com